"دعاية سياسية".. رئيس وزراء قطر يكشف لصحيفة عبرية علاقة بلاده بحماس
وكالات
أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن أسفه من أن التوصل لاتفاق تبادل الأسرى وإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس استغرق الكثير من الوقت، موضحًا أن الصفقة التي تم التوقيع عليها تتكون من نفس الخطوط الأساسية لما تم الاتفاق عليه في ديسمبر 2023.
وفي مقابلة أجراها مع القناة 12 العبرية، تحدث آل ثاني عن الوساطة التي قامت بها قطر في سلسلة المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس والتي أسفرت في النهاية عن التوصل لصفقة تبادل الأسرى بين الطرفين بعد 15 شهرًا من اتفاق ديسمبر.
ورفض آل ثاني الاتهامات الموجهة لقطر بعلاقات وثيقة مع حركة حماس، واصفًا إياها بـ"الدعاية السياسية".
وردًا على الانتقادات الموجهة لقطر بدعمها للحركة، أكد آل ثاني أن بلاده تعمل كوسيط محايد، وأن مكتب حماس في الدوحة تم افتتاحه بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة.
وأوضح أن الأموال التي كانت ترسلها قطر لغزة كانت مخصصة للأسر الفقيرة وتوفير الكهرباء، وتم ذلك بالتنسيق الكامل مع الحكومة الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بالوقت الطويل الذي استغرقه الوسطاء، أوضح رئيس الوزراء القطري أن الصفقة لم تكن بسيطة، إذ استغرقت 15 شهرًا من المفاوضات المكثفة.
ولفت إلى أن المفاوضات شهدت فترات صعود وهبوط، خاصة بعد انهيار الصفقة السابقة في نوفمبر 2023، والتي قضت بهدنة إنسانية مؤقتة لمدة 4 أيام، وإطلاق سراح 50 أسيرًا إسرائيليًا من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا، مقابل الإفراج عن 150 معتقلًا فلسطينيًا من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا حسب الأقدمية.
وأكد رئيس الوزراء القطري أن الاتفاق الحالي هو تقريبًا نفس الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 مايو الماضي، مشيرًا إلى أن كل يوم تأخير كان يكلف أرواحًا كثيرة، سواء من سكان غزة أو الأسرى الإسرائيليين في القطاع.
وفيما يتعلق بهيكلية الصفقة، قال آل ثاني، إن هذا الهيكل هو ما رأه الوسطاء الأفضل بالنظر إلى مخاوف الطرفين، مذيفًا أن الاتفاق المثالي هو إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى في خطوة واحدة، ولكن هناك قيودًا سياسية حالت دون ذلك"، موضحًا أنه كوسيط حاول الحفاظ على حياديته وعدم الانحياز لأي طرف.
وأعرب رئيس الوزراء القطري عن تفاؤله ببدء مفاوضات المرحلة الثانية في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا أن كل شيء يعتمد على التزام الطرفين بالاتفاق. قائلًا "آمل أن نبدأ الأسبوع المقبل في التفاوض مع الإسرائيليين لبدء المرحلة الثانية، والتي نأمل أن تؤدي إلى إعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب بشكل دائم".
وأشار محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أن إدارتي الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والرئيس الحالي دونالد ترامب لعبتا دورًا حيويًا في إنهاء المفاوضات، مؤكدًا أن مبعوث ترامب الخاص بالشرق الأوسط ساهم بشكل كبير في الوصول إلى نقطة النهاية.
وأضاف "رؤية التزام الرئيس دونالد ترامب بإنهاء الأمر كان عنصرًا مهمًا للغاية".
وعندما سألته القناة العبرية عن مصير حركة حماس، رفض رئيس الوزراء القطري "التكهن" بمصير الحركة بعد اكتمال الصفقة، مؤكدًا أن ذلك ليس من صلاحيات قطر.
وقال "نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة مستدامة تؤدي إلى السلام، حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبًا إلى جنب بسلام".
وأكد آل ثاني أن "حل الدولتين" هو الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام في المنطقة، مشيرًا إلى أن المنطقة معقدة ومضطربة وتتطلب جهودًا كبيرة لتحقيق الاستقرار.
وأضاف: "نحن نؤمن بأن تنظيم قطاع غزة يجب أن يتم من خلال اتفاق، وقرار إدارتها يجب أن يتخذه الفلسطينيون، مع ضمان أمن الحدود الإسرائيلية".
هل تفكر قطر في الاستثمار في إعادة إعمار غزة؟
وأعرب رئيس الوزراء القطري عن استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار غزة، لكنه تساءل: "إلى متى سنستمر في الاستثمار في مكان سيتم تدميره مرة أخرى؟"، مؤكدًا أن قطر تريد رؤية سلام مستدام يسمح بتحقيق استقرار دائم.
واختتم محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المقابلة مع القناة العبرية برسالة وجهها إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين، قائلًا: "وعدنا أننا سنفعل كل ما في وسعنا لإعادة الجميع إلى ديارهم وتنظيم الوضع في غزة. رسالتي لهم هي أننا نعتمد على دعمهم للوصول إلى هذا الاتفاق، ونأمل ألا نعود مجددًا إلى الحرب".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي تم بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، حيز التنفيذ قبل نحو أسبوع، و تبادل خلاله الطرفين دفعتين من الأسرى.
فيديو قد يعجبك: