إعلان

"أمريكا أولًا".. ما تأثير قرار ترامب بوقف المساعدات عن العالم؟

02:57 م الأربعاء 29 يناير 2025

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

كتبت- أسماء البتاكوشي

"أمريكا أولًا".. شعار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي رفعه وبدأ تنفيذه فور بدء ولايته الثانية، وانعكس ذلك على سياسته الخارجية المتجهة نحو تقليص التزامات الولايات المتحدة تجاه الدول الأخرى، إذ قرر تعليق المساعدات الأمريكية الخارجية حول العالم لنحو 90 يومًا، ما أثار جدلًا واسعًا خاصة وأن تلك المساعدات أغلبها يقدم في مجالات حيوية مثل التعليم والصحة.

وتسرب القرار بعد أن أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة إلى المسؤولين والسفارات الأمريكية تبلغهم بقرار وقف جميع المساعدات الخارجية الحالية تقريبًا وإيقاف المساعدات الجديدة أيضًا، وفور ذلك بدأت برامج المساعدات التي تمولها الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم في طرد الموظفين وإغلاق عملياتها أو الاستعداد لوقفها.

وبموجب القرار الذي تم توقيعه خلال الأسبوع الأول من تولي ترامب منصبه، تخضع أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات الأمريكية للمراجعة، ليتم تقييمها في ضوء أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، إذ طلب وزير الخارجية ماركو روبيو من قادة الوزارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إصدار "أوامر تعليق العمل" لتتوقف المشاريع الجارية مؤقتًا على الفور.

1_11zon

وكانت مصر والأردن وأوكرانيا وإسرائيل من أبرز الدول التي تلقت المساعدات الخارجية في العام الأخير لإدارة بايدن، وتضمنت المساعدات دعمًا مباشرًا لتحقيق الاستقرار العسكري والاقتصادي والسياسي، إضافة إلى المساعدات الإنسانية.

لكن ترامب أعفى القاهرة وتل أبيب من أوامر وقف المساعدات حيث سيسمح باستمرار التمويل الأمريكي طوال فترة التوقف، فضلًا عن أنه أصدر إعفاءً للمساعدات الغذائية الطارئة العالمية.

البرامج المتأثرة من تعليق المساعدات الأمريكية

تعمل داخل إثيوبيا والصومال ونيجيريا، إلى جانب الدول المجاورة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إذ يقدم برنامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية الذي تقوده الولايات المتحدة والمعروف باسم بيبفار، والذي يقدر أنه أنقذ حياة 25 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، الدعم للعامة، النظم الصحية.

برامج الإغاثة من الإيدز (PEPFAR)

خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز تعد واحدة من أكبر البرامج التي تمولها الولايات المتحدة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والإيدز، هذه الخطة تعمل في دول عديدة مثل كينيا، جنوب إفريقيا، أوغندا، وزيمبابوي، إذ توفر الخطة في كينيا وحدها، العلاج لنحو 1.3 مليون مريض عبر أدوية مضادة للفيروسات القهقرية، كما أنها تمول برامج توعية وتدريب لعشرات الآلاف من العاملين في القطاع الصحي، حسب صحيفة واشنطن بوست.

2_11zon

برامج مكافحة الملاريا

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن المساعدات الأمريكية في أفريقيا أساسية في تمويل جهود الوقاية من الملاريا، لا سيما في أنجولا، موزمبيق، والسنغال، هذه البرامج تشمل توزيع الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية، وتوفير الأدوية اللازمة لعلاج الملاريا، بفضل هذه الجهود، شهدت الدول المستهدفة انخفاضًا كبيرًا في معدلات الوفاة الناتجة عن المرض. مع وقف التمويل، قد تفقد هذه الدول القدرة على إدارة حملات الوقاية والعلاج، مما يهدد حياة الملايين، خاصة الأطفال.

المساعدات الغذائية

برامج الغذاء التي تمولها الولايات المتحدة تعتبر شريان حياة لدول تعاني من أزمات إنسانية مثل اليمن، إثيوبيا، وجنوب السودان، هذه البرامج تقدم الغذاء لملايين النازحين واللاجئين، خاصة في مناطق الصراع، ففي السودان، تعتمد مخيمات النازحين بشكل كبير على الدعم الغذائي الممول من واشنطن، تعليق المساعدات قد يؤدي إلى نقص حاد في الغذاء، وارتفاع معدلات الجوع، وزيادة معاناة السكان المتأثرين بالنزاعات.

برامج دعم الطاقة في موزمبيق

كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بمبلغ 4.7 مليار دولار لدعم مشروع الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق، هذا المشروع، الذي تديره شركة توتال إنرجيز، كان من المفترض أن يسهم في تحسين الاقتصاد المحلي، ويوفر آلاف فرص العمل، مع إعادة تقييم التمويل الأمريكي، تواجه موزمبيق خطر خسارة استثمارات كبيرة قد تؤثر على تطوير البنية التحتية للطاقة في البلاد، وفق بلومبيرج.

3_11zon

برامج التعليم والصحة في نيجيريا

نيجيريا، التي تتلقى مساعدات كبيرة من الولايات المتحدة، تعتمد على هذه التمويلات لدعم برامج الصحة والتعليم، البلاد تحصل على نحو 370 مليون دولار لدعم الصحة، 310 ملايين دولار كمساعدات إنسانية، و24 مليون دولار للتعليم، الأموال التي تُستخدم في حملات تطعيم الأطفال، تحسين خدمات الرعاية الصحية، وتطوير المناهج الدراسية.

التعاون العسكري وبرامج حفظ السلام التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ودول أفريقية مثل كينيا يهدف إلى تعزيز قدرات الدول في مجالات مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن، مناورات عسكرية مخطط لها بمشاركة أكثر من 20 دولة في كينيا كانت تهدف لتحسين التنسيق الإقليمي في مواجهة الأزمات.

وعلى مدى عقود كانت السياسة الأمريكية تتمثل في أن المساعدات المقدمة للخارج تؤتي ثمارها من خلال تعزيز الأمن القومي، واستقرار المناطق والاقتصادات، وتحسين العلاقات مع الشركاء، لكن العديد من المسؤولين في إدارة ترامب والمشرعين الجمهوريين يعتقدون أن الكثير من المساعدات الخارجية هي أموال يجب إنفاقها أو ادخارها في الداخل.

4_11zon

قلق كبير في أوكرانيا أما في أوكرانيا، فقد حاول الرئيس فولوديمير زيلينسكي طمأنة المواطنين بأن الدعم العسكري الأمريكي، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الحرب ضد القوات الروسية، لن يتأثر بشكل مباشر بتجميد المساعدات، خاصة أن المساعدات العسكرية تديرها وزارة الدفاع الأمريكية، لكن البرامج المدنية التي تديرها وزارة الخارجية الأمريكية قد تتأثر، بما في ذلك الدعم المالي الذي يساعد الحكومة الأوكرانية على الاستمرار في ظل الحرب المدمرة.

يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر هي أكبر مصدّر للمساعدات الخارجية في العالم بفارق كبير، على الرغم من أن الدول الأخرى تقدم حصة أكبر من ميزانيتها، لكن أمريكا تقدم 4 من كل 10 دولارات يتم التبرع بها للمساعدات الإنسانية، إذ أكد عمال الإغاثة والمسؤولون المحليون والمحللون أن حجم التجميد كان من الصعب استيعابه

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان