إعلان

كيف تغيرت تصريحات نتنياهو تجاه دول المنطقة بعد تنصيب ترامب؟

03:47 م الجمعة 14 فبراير 2025

نتنياهو وترامب

كتبت- سهر عبد الرحيم:

بعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، تغيرت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأصبحت أكثر جرأة، التصريحات التي لم تقتصر على القضية الفلسطينية بل امتدّت للتطاول على بعض دول المنطقة التي دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه والمطالبة بعدم تهجيره، والتي كان أبرزها مصر والسعودية.

1_11zon

وادعى نتنياهو، خلال حديثه لإحدى القنوات الإعلامية الأمريكية السبت، أن مصر وراء حصار الفلسطينيين في قطاع غزة، وزعم أنها ترفض خروجهم من القطاع عبر معبر رفح إلى جهة أخرى يريدونها، تلك التصريحات التي رفضتها واستنكرتها القاهرة.

وردت مصر على اتهامات نتنياهو،إذ قالت وزارة الخارجية في بيان لها، إنها ادعاءات وتضليل متعمد ومرفوض يتنافى مع الجهود التي بذلتها وتبذلها القاهرة منذ بدء العدوان على غزة وقيامها بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني وآخرها أكثر من 5000 شاحنة من مصر منذ وقف إطلاق النار وتسهيل عبور الجرحى والمصابين ومزدوجي الجنسية.

وأكدت وزارة الخارجية أن تلك التصريحات تستهدف التغطية وتشتيت الإنتباه عن الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشأت الحيوية من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومحطات كهرباء ومياه الشرب، فضلًا عن استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين.

ومنذ طرح الرئيس الأمريكي مقترح تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، توالت ردود الفعل الرافضة من قبل كل دول العالم، والتي كان من بينها المملكة العربية السعودية، التي لم تسلم من تطاول نتنياهو، إذ هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي الرياض، بسبب رفضها مخطط ترامب بتحويل غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "يمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في المملكة العربية السعودية، فلديهم الكثير من الأراضي هناك"، تصريح نتنياهو أثار غضب السعودية بشدة التي كانت بصدد التطبيع مع إسرائيل قبل حرب الـ7 من أكتوبر وتم إرجاء الأمر إلى انتهاء الحرب وحل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها ردًا على تصريحات نتنياهو، إن "هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض، ولا تنظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساسًا؛ فقد دمرت قطاع غزة بالكامل، وقتلت وأصابت ما يزيد على (160) ألفًا أكثرهم من الأطفال والنساء، دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية".

ورغم أن مسألة "إقامة دولة فلسطينية مستقلة" كانت من أهم الشروط التي وضعتها السعودية لقبول التطبيع مع إسرائيل، فإن تل أبيب رفضت الفكرة؛ فعندما سُئِل رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو عن الدولة الفلسطينية كشرط للتطبيع مع الرياض، قال إنه "لن يتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يُعِرض إسرائيل للخطر"، في مقابلة مع القناة 14 العبرية الجمعة.

التصريحات التي تنافت مع تأكيد إسرائيل المستمر على رغبتها في التطبيع مع السعودية في أسرع وقت، إذ قال نتنياهو في مقابلة مع الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بمدينة نيويورك في سبتمبر 2023، "أعتقد أنه في عهدك أيها السيد الرئيس يمكننا أن نتوصل لسلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية، مثل هذا السلام سيعطي دفعة كبيرة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق المصالحة بين العالم الإسلامي والدولة اليهودية، وكذلك دفعة لتحقيق سلام حقيقي بين إسرائيل والفلسطينيين".

وفيما يتعلق بتحليل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد مجئ الرئيس الأمريكي، يقول المحلل السياسي وخبير الشؤون الشرق أوسطية الدكتور حسن مرهج، إن "تصريحات بنيامين نتنياهو كانت ولا زالت جريئة فيما يتعلق برؤيته الإقليمية عامة، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة، لكن مجيء دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية أعطى زخمًا إضافيًا لنتنياهو، خاصة وأن ترامب أظهر دعمًا غير مشروط لإسرائيل، الأمر الذي أعطى رئيس حكومة الاحتلال شعورًا بأن لديه غطاءً دوليًا أقوى لتبني مواقف أكثر تشددًا".

وأضاف مرهج خلال حديثه لـ"مصراوي"، أن العلاقة الوثيقة بين ترامب ونتنياهو، أدت إلى تعزيز الثقة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي في اتخاذ مواقف أكثر جرأة على الساحة الدولية والإقليمية، حيث يدرك نتنياهو أن ترامب سيقدم الدعم المطلق لإسرائيل، فخلال ولايته الأولى اتخذ خطوات مهمة للاحتلال مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.

2_11zon

كما "اتفاقات أبراهام" وتطبيع 4 دول عربية مع إسرائيل عام 2020 وهم: الإمارات والمغرب والبحرين والسودان، فضلًا عن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، تلك القرارات التي عززت مكانة إسرائيل وأشاد بها نتنياهو خلال رسالة التهنئة التي قدمها للرئيس الأمريكي يوم تنصيبه، حسب ما قاله الدكتور حسن مرهج.

وعن الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب حرب غزة، أشار مرهج إلى أن تلك الضغوط قد تراجعت مع عودة إدارة ترامب، فضلًا عن القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي الداعمة لإسرائيل؛ كل هذا منح نتنياهو الحرية في اتخاذ قرارات سياسية أكثر جرأة.

وفور فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية المنعقدة في نوفمبر الماضي، كان نتنياهو من أول المهنئين، إذ قال في رسالة التهنئة " عزيزي دونالد وميلانيا ترامب، تهانينًا على أعظم عودة في التاريخ! عودتكما التاريخية إلى البيت الأبيض تقدم بداية جديدة لأمريكا والتزامًا قويًا بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأمريكا. هذا انتصار كبير ".

وبعد الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الاحتلال إلى الولايات المتحدة، قال نتنياهو إن لقاءه الأخير مع الرئيس ترامب هو الأكثر أهمية من بين 20 لقاء مع رؤساء أمريكيين سابقين، مضيفًا أنه كان لقاء غير مسبوق منذ محادثاته في واشنطن على مدار 20 عامًا. وتابع، "رؤانا أصبحت متطابقة مع الولايات المتحدة بشأن العديد من قضايا الشرق الأوسط".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان