إعلان

بعد دراسة نقل العاصمة إلى مكران.. هل تصبح إيران هدفًا أسهل لهجمات إسرائيل؟

03:49 م الثلاثاء 18 فبراير 2025

علم إيران

القاهرة- مصراوي:

تدرس إيران نقل عاصمتها من طهران إلى مكران على ساحل خليج عمان في إطار سعيها لحلّ جذري لمشاكل كثيرة تواجه العاصمة الحالية، بما في ذلك الاختناقات المرورية وانخساف الأرض.

وفكرة نقل العاصمة الإيرانية ليست جديدة، إذ طرحت مرات عدة منذ عام 1979، لكنها لم تُنفذ بسبب التكلفة الباهظة والتعقيدات اللوجستية.

وأعاد لكنّ الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي تولّى منصبه في تمّوز إحياء الفكرة في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى التحديات المتزايدة التي تواجهها طهران، وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب).

ومن ضمن هذه التحديات الاختناقات المرورية، وشحّ المياه، وسوء إدارة الموارد، والتلوّث الجوي الشديد، فضلًا عن الانخساف التدريجي في الكتلة الأرضية إمّا بسبب العوامل الطبيعية أو جراء النشاط البشري.

وفي يناير الماضي قالت المتحدّثة باسم الحكومة فاطمة موهاجراني إنّ السلطات تدرس احتمال نقل العاصمة، مشيرة إلى أنه تتمّ دراسة منطقة مكران بجدية لهذا الهدف، من دون أن تحدّد جدولًا زمنيًا.

ومكران منطقة ساحلية على خليج عمان تمتد عبر محافظة سيستان بلوشستان في جنوب إيران وجزء من محافظة هرمزغان المجاورة. وتمّ الترويج لها مرارا على أنّها الموقع الأوفر حظا ليحلّ مكان العاصمة طهران.

ومن جانبه قال وزير الخارجية عباس عراقجي في خطاب الأحد الماضي، إنّ "الجنّة المفقودة في مكران يجب أن تتحوّل إلى المركز الاقتصادي المستقبلي لإيران والمنطقة".

وفي خطاب له في سبتمبر، قال الرئيس الإيراني "ليس أمامنا خيار إلا نقل المركز السياسي والاقتصادي للبلاد إلى الجنوب وبالقرب من البحر"، مؤكدًا أنّ مشاكل طهران تفاقمت مع استمرار السياسات القائمة.

وأدت إعادة إحياء الخطط بشأن نقل العاصمة إلى إثارة جدل بشأن ضرورتها، إذ سلّط كثيرون الضوء على أهمية طهران التاريخية والاستراتيجية.

وقال النائب علي خزاعي، إنّه بغضّ النظر عن المدينة المستقبلية التي سيتم اختيارها، يجب أن تؤخذ في الاعتبار "الثقافة الغنية" التي تتمتّع بها البلاد.

وطهران التي اختارها محمد خان آخا قاجار عاصمة في العام 1786 تمثّل مركزًا سياسيًا وإداريًا وثقافيا للبلاد منذ أكثر من قرنين.

تضمّ محافظة طهران حاليا حوالى 18 مليون شخص، فضلا عن نحو مليوني شخص يدخلونها خلال النهار، وفق المحافظ محمد صادق معتمديان.

وتقع مدينة طهران غير الساحلية على هضبة منحدرة عند سفح سلسلة جبال ألبرز المغطاة بالثلوج. وفي داخلها، تجتمع ناطحات سحاب عصرية مع قصور تاريخية وبازارات مكتظة وحدائق مورقة.

ونقل العاصمة الإيرانية من طهران إلى منطقة مكران التي تقع على ساحل خليج عمان قد يثير مخاوف أمنية جديدة، فعلى الرغم من أن مكران تقع جغرافيًا بعيدًا عن إسرائيل مقارنة بطهران، فإن موقعها الساحلي قد يجعلها أكثر عرضة للهجمات الجوية والبحرية.

وفي المقابل، تحظى طهران بتحصينات طبيعية بسبب موقعها الداخلي المحاط بسلاسل جبلية، مما يعزز دفاعاتها في حال تعرضت لأي هجوم.

وتمتلك الولايات المتحدة تمتلك وجودًا عسكريًا في المنطقة، خاصة في الخليج العربي وبحر العرب، ما يمنحها وحلفائها قدرة أكبر على تنفيذ غارات جوية أو عمليات بحرية بالقرب من مكران.

وبالتالي فإن نقل العاصمة إلي مكران قد يجعلها أقل تحصينًا وأكثر عرضة للهجمات الجوية أو البحرية بسبب موقعها المفتوح على الساحل.

وتشتهر مكران بقرى يعتاش معظم أهلها من صيد السمك وشواطئ رملية وتاريخ قديم يعود إلى عهد الإسكندر الأكبر، ورغم ذلك لا يزال كثيرون يعارضون نقل العاصمة.

ويقول كميار بابائي (28 عاما) وهو مهندس يقطن في طهران، "ستكون هذه خطوة خاطئة تماما لأنّ طهران تمثّل إيران حقا"، مضيفًا أنّ "هذه المدينة ترمز لسلالة قاجار التاريخية… رمز للحداثة والحياة المتمدّنة".

ويشاركه الرأي أستاذ التخطيط المدني علي خاكسار رفسنجاني، الذي أشار إلى "موقع طهران الاستراتيجي"، موضحًا لصحيفة اعتماد الإصلاحية، أنّ المدينة "آمنة ومناسبة في حالات الطوارئ والحرب"، مشيرًا من ناحية أخرى إلى أنّ مكران ذات موقع "ضعيف للغاية" لأنّها تقع على خليج عمّان.

من جانبه، أكّد رئيس بلدية طهران السابق بيروز حناجي أنّه "يمكن حلّ" مشاكل العاصمة، موضحا أنّ الأمر يتطلّب فقط "استثمارا" واتّخاذ تدابير لتطوير المدينة.

ولا توجد تقديرات رسمية بشأن الميزانية المطلوبة لمواجهة التحديات المرتبطة بطهران، لكن في أبريل 2024، قال وزير الداخلية السابق أحمد وحيدي إنّ نقل العاصمة قد يتطلّب ميزانية تبلغ “حوالى مئة مليار دولار”، بناء ما ذكره موقع “همشهري” التابع لبلدية طهران.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان