بعد مجازر الدعم السريع.. الجيش السوداني يحقق مكاسب جديدة في الخرطوم ودارفور
الجيش السوداني
كتبت- سلمى سمير:
في تطور عسكري، واصل الجيش السوداني تقدمه على عدة محاور ميدانية في العاصمة الخرطوم ومدينة الفاشر، وسط اشتباكات عنيفة مع قوات "الدعم السريع"، وذلك بعد أن بدأ في نشر قواته، اليوم الخميس جنوب العاصمة الخرطوم بعد استعادة السيطرة على عدد من المناطق الاستراتيجية كانت تحت تصرف الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وأصدرت القوات المسلحة السودانية، بيانًا تعلن فيه تمكن وحدات الجيش من إحكام السيطرة على جنوب كافوري في الخرطوم بحري، ما يعزز موقف الجيش الميداني في مختلف محاور العاصمة. كما أشار البيان إلى اقتراب قوات المدرعات من التقاء الوحدات الأخرى في منطقة المقرن، ما يهدد بإطباق الحصار على قوات الدعم السريع داخل الخرطوم.
وفي شمال دارفور، أعلن الجيش تحقيق تقدم نوعي في مدينة الفاشر، حيث نفذت قواته عمليات عسكرية ناجحة استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع. وأوضح المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، أن قوات الجيش دمرت مركبات قتالية واستولت على أسلحة وذخائر، مما أدى إلى تراجع قوات الدعم السريع في بعض المناطق الحيوية داخل المدينة.
بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على مناطق واسعة داخل السودان، أصبح الوضع "خانقًا" بالنسبة إلى قوات الدعم السريع، خاصة في منطقة وسط الخرطوم، وهو ما يزامنه إحكام للسيطرة على مدينة الرهد في شمال كردفان والتي تم إعلان بسط السيطرة عليها الاثنين الماضي.
التحذير من تشكيل حكومة موازية
وسياسيًا، توعد الجيش السوداني بمواجهة محاولات تشكيل حكومة موازية يقودها قادة "الدعم السريع"، محذرًا من أن أي حكومة غير شرعية سيتم التعامل معها باعتبارها كيانًا متمردًا. وجاء هذا التصعيد بعد أنباء عن استضافة كينيا لاجتماعات تهدف إلى إنشاء كيان سياسي يمثل قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها.
وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا شديد اللهجة، أعربت فيه عن إدانتها الشديدة لما وصفته بـ "تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية"، مؤكدة أن أي محاولات خارجية لدعم قوى التمرد ستواجه برد قوي من الحكومة السودانية الشرعية.
مجازر النيل الأبيض
وفي الوقت الذي يواصل الجيش السوداني تقدمه في العاصمة الخرطوم وفي عدة محاور، شنت قوات الدعم السريع مجازر مروعة في ولاية النيل الأبيض، حيث قتلت أكثر من 200 مدني خلال الأيام الثلاثة الماضية. وشملت المجازر هجمات استهدفت قرى خالية من أي وجود عسكري، حيث قُتل العشرات من الأطفال والنساء بطرق وحشية. وأظهرت شهادات الناجين أن قوات الدعم استخدمت أسلحة ثقيلة لاستهداف المنازل والمساجد.
ودعت منظمات دولية، بينها منظمة العفو الدولية، إلى فتح تحقيق دولي في الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب ضد المدنيين في السودان، مؤكدة أن استمرار الجرائم بحق الأبرياء قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.
مع استمرار العمليات العسكرية، تفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل مقلق، حيث أكدت منظمة الهجرة الدولية أن القتال الدائر أجبر نحو 10 آلاف أسرة على الفرار من مخيم زمزم للنازحين في دارفور خلال اليومين الماضيين. وأشار التقرير إلى أن النازحين يعيشون في ظروف مأساوية مع نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
وفي العاصمة الخرطوم، يعاني السكان من أزمة إنسانية خانقة، إذ أدى انقطاع الإمدادات الغذائية والدوائية إلى تدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق. وذلك في الوقت الذي تعاني فيه الأسواق من شح في المواد الغذائية، فيما توقفت العديد من المستشفيات عن العمل بسبب نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
مع استمرار المعارك في الخرطوم ودارفور، يبدو أن الجيش السوداني عازم على مواصلة عملياته حتى تحقيق سيطرة كاملة على العاصمة والمناطق الاستراتيجية فيها بعد سيطرة الدعم السريع عليها لوقت طويل منذ اندلاع الحرب أبريل 2023.
فيديو قد يعجبك: