إعلان

ما الأهمية الاستراتيجية لـ"سوق ليبيا"، التي أعلن الجيش السوداني استعادتها في أم درمان؟

01:13 ص الأحد 30 مارس 2025

أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على سوق ليبيا

بي بي سي
أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على سوق استراتيجية كبيرة، غربي مدينة أم درمان، يوم السبت.
وتعدّ سوق ليبيا واحدة من أكبر وأهمّ المراكز التجارية في السودان، وكانت قوات الدعم السريع شبه العسكرية قد سيطرت عليها في الأيام الأولى من الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023.

وكانت "سوق ليبيا" من أكبر معاقل قوات الدعم السريع؛ إذ كانت تشنّ منها هجمات على قوات الجيش على مدى العامين الماضيين من الحرب.
ويأتي إعلان استعادة السيطرة على السوق بعد أيام من إعلان الجيش السوداني الانتصار على قوات الدعم السريع في الخرطوم، واستعادة السيطرة على معظم مناطقها.

وخاض الجيش اشتباكات عنيفة مع الدعم السريع صباح السبت، وأعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية "أن قوات الجيش استولت على كميات من الأسلحة والمعدات التي تركها العدو أثناء انسحابه" من سوق ليبيا.
وفي حديث لبي بي سي، قال الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، العميد جمال الشهيد، "إن استعادة السيطرة على سوق ليبيا تعدّ انتصارا كبيرا للقوات المسلحة السودانية، وتعزيزاً لثقة الشعب السوداني في جيش بلاده".

ورأى جمال الشهيد في استعادة سوق ليبيا "تعزيزاً لتأمين مدينة أم درمان؛ مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع كانت تستخدم مدافع ومعدات ثقيلة في ضرب أحياء مدنيّة وترويع المواطنين، وقد سقطت تلك الأسلحة -وبينها صواريخ موجهة- بأيدي القوات المسلحة اليوم".
وإلى جانب الأهمية العسكرية، أشار الشهيد إلى أن "سوق ليبيا" سُمّيتْ بهذا الاسم لأنها كانت محطة ومستودعاً رئيسيا لكل البضائع القادمة من ليبيا ومن تشاد، مؤكداً أن هذه السوق هي من أهم المناطق التجارية الداعمة للاقتصاد السوداني، إذ يقصدها التجار من كل أنحاء السودان.
وبسط الجيش السوداني سيطرته بالفعل على معظم أم درمان، التي تضمّ قاعدتين عسكريتين كبيرتين.
ويبدو الجيش عازماً على تأمين السيطرة على مناطق العاصمة بأكملها، والتي تتكون من ثلاث مدن هي الخرطوم، وأم درمان وبحري.

1

ومن جانبها، لم تعلّق قوات الدعم السريع، حتى الآن، على تقدُّم الجيش في أم درمان؛ إذ لا تزال قواتها تسيطر على أجزاء من المدينة.
لكنْ في العموم، تنفي قوات الدعم السريع خسارة أيّ معركة؛ قائلة إنها تعيد التموضع في جبهات القتال "بما يضمن تحقيق أهدافها العسكرية".
وفي أول تعليق مباشر بعد استعادة الجيش ما تبقى من المؤسسات الحكومية في الخرطوم، قالت قوات الدعم السريع: "قواتنا ستواصل الدفاع عن تراب الوطن لتأمين نصر حاسم. ولن يكون هناك تقهقر أو استسلام".
وخلال الأيام القليلة الماضية، تمكن الجيش من قلب دَفّة الحرب، مستعيدا السيطرة على مناطق في وسط وجنوب السودان، قبل أن يركّز على العاصمة.

هذا "التقهقر" الذي تشهده قوات الدعم السريع، دفعها إلى تعزيز سيطرتها على إقليم دارفور غربي البلاد.
لكنّ مراقبين يرون أنه رغم تلك الخسائر التي تُمنى بها قوات الدعم السريع، يصعُب القول إن الحرب في السودان ستنتهي قريبا.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مناطق في غربيّ، وجنوب غربيّ السودان.
ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على جيوب غربي وجنوبي مدينة أم درمان، وأجزاء من ولايتَي شمال وغرب كردفان.
كما تسيطر قوات الدعم السريع على أربع ولايات في دارفور.

الخبير العسكري العميد جمال الشهيد، رأى في حديثه لبي بي سي أنه "إذا حافظت القوات المسلحة على نفس وتيرة الانتصارات، فهي قادرة على حسم هذا التمرّد، وإن المسألة هي مسألة وقت ليس إلّا" على حد تعبيره.
وأضاف الشهيد: "أتوقّع خلال الأيام القادمة أن تتمدد العمليات إلى كردفان وإلى دارفور".

2

وأطلق الصراع بين الجيش والدعم السريع موجات من العنف العرقي في السودان، ما تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
واندلعت الحرب في ظل صراع على السلطة بين الجيش والدعم السريع قبيل انتقال كان مخططا له لحُكم مدني.
وتسببت الحرب في نزوح أكثر من 12 مليون سوداني من ديارهم، كما تركت أكثر من نصف عدد السكان، البالغ حوالي 50 مليون نسمة، يعانون الجوع الشديد.
ويتعذّر إحصاء عدد الوفيات جرّاء الحرب بشكل دقيق، لكن دراسة نُشرت العام الماضي تقول إن العدد وصل 61 ألفاً في الخرطوم وحدها خلال الشهور الـ 14 الأولى من الصراع، وفقاً لوكالة رويترز للأنباء.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان