الأولى من 28 عامًا.. ماذا نعرف عن محادثات حماس وواشنطن المباشرة؟
محادثات حماس وواشنطن
كتبت- سلمى سمير:
وسط استمرار تعثر مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في قطاع، كشف البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرت محادثات مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في خطوة غير مسبوقة في السياسة الأمريكية تجاه المقاومة، وهي التي تهدف إلى تأمين إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين المحتجزين في غزة، إلى جانب بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن مسؤولين أمريكيين أجروا مناقشات مباشرة مع حماس، وهي التي تعد إيذانًا بتخلي إدارة ترامب عن سياسة أمريكية طويلة الأمد بعدم التعامل المباشر مع الحركة، حيث كانت الاتفاقات السابقة والمفاوضات بشأن غزة تتم من خلال الوسطاء في مصر وقطر. وهو ما أكده مسؤول في حماس لوكالة أنباء "فرانس برس"، قائلًا إن اتصالات جرت بين الجانبين، شملت ملف الإفراج عن أسرى أمريكيين لا يزالون محتجزين في القطاع.
وذكرت الإذاعة الوطنية العامة -مؤسسة إعلامية أمريكية غير ربحية مقرها الرئيسي في واشنطن-، أن هذه المحادثات بدأت في يناير الماضي، واستمرت منذ ذلك الحين، وبينما لم يحدد مسؤول في حماس، نقلت عنه الإذاعة الأمريكية، ما إذا كانت تلك المحادثات قد جرت مع مسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أو الحالي دونالد ترامب، علمًا أن أعضاء من كلا الفريقين كانوا حاضرين في محادثات وقف إطلاق النار في يناير قبل تولي ترامب منصبه، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي أن أعضاء من إدارة ترامب شاركوا في محادثات مع حماس مؤخرًا.
وأشارت الإذاعة إلى أنها المرة الأولى "المعروفة" التي تتواصل فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر مع حماس، منذ أن صنفتها منظمة إرهابية في عام 1997.
محادثات سرية
وكشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، هو من قاد هذه المفاوضات، التي جرت خلال الأسابيع الماضية في العاصمة القطرية الدوحة. وأشار الموقع إلى أن هذه الخطوة غير مسبوقة، حيث تعتبر الولايات المتحدة حماس منظمة "إرهابية" منذ عام 1997، ولم يسبق لها أن أجرت أي اتصالات مباشرة معها.
أوضحت المصادر التي نقل عنها "أكسيوس"، أن الإدارة الأمريكية أطلعت إسرائيل على إمكانية التواصل مع حماس، لكن تل أبيب لم تكن على دراية كاملة بتفاصيل المفاوضات، حيث علمت ببعضها من قنوات أخرى خاصة بها.
وتركزت المحادثات في جزء منها على إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين، وهو ما يقع ضمن مهام بوهلر، لكنها شملت أيضًا بحث صفقة أوسع تشمل الإفراج عن جميع الأسرى والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن.
كان من المقرر أن يسافر مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى الدوحة هذا الأسبوع للقاء رئيس الوزراء القطري ومناقشة مفاوضات وقف إطلاق النار، لكنه ألغى زيارته مساء الثلاثاء بعد عدم إحراز أي تقدم من قبل حماس، وفقًا "أكسيوس".
وفي سبيل إحراز تقدم في الاتفاق منح البيت الأبيض المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، تفويضًا رسميًا للحديث مباشرة مع حماس، وهو ما تم بالفعل خلال الأسابيع الماضية في العاصمة القطرية الدوحة حيث التقى بوهلر بعدد من قيادات حماس، واللذين لم تتضح هويتهم حتى اللحظة بحسب وكالة أنباء "رويترز" التي نقلت عن مصدرين أمريكيين.
تهديدات ترامب
وفي خضم الحديث عن وجود قنوات اتصال مباشرة بين واشنطن وحماس، أصدر دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة لحماس، مطالبًا بالإفراج الفوري عن الأسرى المحتجزين في غزة، حيث كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "أرسلنا لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة، ولن يكون هناك مكان آمن لأي عنصر من حماس إذا لم تفعلوا ما أطلبه".
كما هدد، ترامب بالقول إن الأمر "سينتهي" بالنسبة لقادة حماس، في حال لم يغادروا القطاع ويعيدوا جميع الأسرى المحتجزين الأحياء منهم والقتلى الآن وليس لاحقًا، قائلًا: "إن الباب لا يزال مفتوح لهم للمغادرة".
أما عن سكان قطاع غزة، فوجه ترامب إليهم الحديث، بزعم أنه يوجد "مستقبل جميل ينتظرهم"، مهددًا إياهم كذلك، أنهم إذا ساهموا في احتجاز الأسرى "فهم ميتون".
رد حماس
في المقابل، ردت حركة حماس على تصريحات ترامب، معتبرة أنها تحريض مباشر للاحتلال الإسرائيلي على خرق اتفاق وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في بيان صحفي: "تهديد ترامب المتكرر لشعبنا يشكل دعمًا واضحًا لنتنياهو للتنصل من الاتفاق، وتشديد الحصار والتجويع بحق شعبنا".
وأضاف القانوع أن الطريق الأنسب لتحرير الأسرى الإسرائيليين هو "التزام الاحتلال باتفاق المرحلة الثانية من المفاوضات، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء".
يأتي ذلك في وقتٍ تتزايد فيه الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة دائمة، وسط تعثر المفاوضات وتصاعد التوتر بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس، مع اتخاذ واشنطن مع إسرائيل الجانب ذاته في المطالبة بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق وإطلاق سراح الأسرى دفعة واحدة.
فيديو قد يعجبك: