بعد مقتل نحو 100 شخص.. ماذا حدث في مخيمي زمزم وأبو شوك في السودان؟
السودان
بي بي سي
أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بعد مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 20 طفلًا، في هجمات لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفق ما ورد من تقارير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأضافت أن من بين القتلى هناك 9 موظفين في منظمة الإغاثة الدولية الخيرية، قُتِلوا في الهجمات على المدينة المحاصرة وعلى مخيمين للنازحين قريبين منها، يعرفان بمعاناة النازحين فيهما من المجاعة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن قوات الدعم السريع التي تخوض حربًا مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023، شنّت "هجمات برية وجوية منسّقة" يوم الجمعة على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين.
وفي بيان لها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا-سلامي، إنها تشعر بالفزع والقلق البالغ إزاء التقارير الواردة من مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، وكذلك من مدينة الفاشر في شمال دارفور ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أثرت سلبًا على المدنيين.
وأشارت نكويتا-سلامي، إلى أن عمليات القتل تُمثل انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي.
ومن جهتها، نفت قوات الدعم السريع ارتكاب أعمال قتل في مخيم زمزم، كما نفت في بيان أصدرته السبت صحة مقطع فيديو تداوله نشطاء قالوا إنه يظهر مقتل مدنيين، وقالت إن الفيديو "يظهر مشاهد تمثيلية لانتهاكات مزعومة.. في محاولة يائسة لتجريم قوات الدعم السريع"، وفق زعمها.
لكن الجيش السوداني قال، إن 74 مدنيًا قُتِلوا وأُصيب 17 آخرون في الهجوم على الفاشر.
وقد تأكد مقتل ما لا يقل عن 9 من العاملين في المجال الإنساني أثناء تأدية مهمة لدعم الفئات الأكثر ضعفًا، وفقًا لبيانات أممية، كما قُتِل موظفون من منظمة دولية غير حكومية أثناء إدارتهم لأحد المراكز الصحية القليلة المتبقية التي لا تزال تعمل في المخيم.
ووصفت تقارير إعلامية الهجوم على مدينة الفاشر وعلى مخيمين للنازحين بالقرب منها، "بالأسوأ" ضمن الانتهاكات في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين.
ونقل مراسل "بي بي سي" عن مراقبين في البلاد قولهم، إن وتيرة هجمات قوات الدعم السريع ارتفعت خلال يومي الجمعة والسبت، وأدت إلى مقتل المئات وتدمير المنازل والأسواق ومرافق الرعاية الصحية خلال اليومين الماضيين.
ويُعد مخيما زمزم وأبو شوك من أكبر مخيمات النازحين في دارفور، حيث يؤويان أكثر من 700 ألف شخص فرّوا من دوامات العنف على مر السنين، وقد نزح الكثير منهم عدة مرات.
وطالبت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بضرورة أن تنتهي دوامة العنف "على الفور"، وأن يسمح لمن يحاولون الفرار بالمرور الآمن، قائلة "إن ما يحدث يمثل تصعيدًا مميتًا وغير مقبول في سلسلة من الهجمات الوحشية على النازحين وعمال الإغاثة في السودان منذ اندلاع الصراع".
وحثت على ضرورة التزام مختلف الأطراف لما ينص عليه قرار مجلس الأمن رقم 2736، الذي يطالب بإنهاء الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في السودان.
وأدانت المسؤولة الأممية هذه الهجمات، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها. واصفة هذه الأعمال بـ"البغيضة ولا تُغتفر".
تصاعد الهجمات ومخاوف من امتداد المجاعة
وفي مدينة الفاشر، صعّدت قوات الدعم السريع هجماتها. وتعتبر الفاشر المدينة الوحيدة في دارفور التي لا تزال خارج سيطرة الدعم السريع، بعد بسط الجيش كامل سيطرته على العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.
وذكرت تقارير أولية من "تنسيقية لجان المقاومة" المحلية أن عدد القتلى، يوم الجمعة، بلغ 57 شخصًا، منهم 32 مدنيًا قُتِلوا في الفاشر و25 في مخيم زمزم للاجئين.
وقال الجيش السوداني، أمس السبت، إن 74 مدنيًا قُتِلوا وأُصيب 17 آخرون في الهجوم على مدينة الفاشر.
وقالت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور، إن الهجوم على مخيم زمزم تجدد صباح السبت، حيث سمعت أصوات اشتباكات وإطلاق نار كثيف لساعات.
وكان مخيم زمزم أول منطقة في السودان أعلنت فيها الأمم المتحدة حالة المجاعة العام الماضي.
وبحلول ديسمبر الماضي، امتدت المجاعة إلى مخيمي أبو شوك والسلام القريبين، ومن المتوقع أن تصل إلى مدينة الفاشر نفسها بحلول مايو المقبل.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح أكثر من 12 مليونًا منذ اندلاعها في أبريل 2023. واتُهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي.
فيديو قد يعجبك: