إعلان

هدنة بعيدة المنال.. إلى أين وصلت الحرب في أوكرانيا؟

03:49 م الجمعة 18 أبريل 2025

الحرب الروسية الأوكرانية

كتبت- سهر عبد الرحيم:

مع انتهاء هدنة الطاقة بين موسكو وكييف، وتصاعد الهجمات المتبادلة، تستبعد روسيا أي إمكانية لوقف شامل لإطلاق النار، مؤكدةً أن الظروف الحالية لا تسمح بذلك، حيث قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا: "لقد كانت لدينا محاولة لوقف إطلاق النار المحدود على البنية التحتية للطاقة، وهو ما لم يلتزم به الجانب الأوكراني. لذا في هذه الظروف، فإن الحديث عن وقف إطلاق النار هو ببساطة غير واقعي في هذه المرحلة".

وجاء حديث نيبينزيا، الذي أدلى به عقب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بمدينة نيويورك الأمريكية، بعد يومين من انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار المحدود الذي تضمن عدم استهداف البنية التحتية للطاقة بموجب هدنة مؤقتة لمدة 30 يومًا والتي دخلت حيز النفاذ في 18 مارس الماضي، مضيفًا "يظهر أن هدنة أوسع نطاقًا غير ممكنة في الوقت الحالي".

وأعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين)، اليوم الجمعة، أن الأمر الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية "انتهت صلاحيته"، مؤكدةً في الوقت ذاته أن موسكو تسعى جاهدة لحل الصراع في أوكرانيا ومنفتحة على الحوار، كما أنها تسعى جاهدة لضمان مصالحها.

صورة

وعلى الرغم من موافقة طرفي الصراع الروسي الأوكراني، في مارس الماضي، على وقف الهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة بموجب الهدنة المؤقتة، إلا أن الطرفان لم يلتزموا بالاتفاق واتهما بعضهما بخرقه واستهداف البنية التحتية للمنشآت. إذ تتهم موسكو، كييف بارتكاب أكثر من 80 انتهاكًا للاتفاق.

وفي وقتٍ سابق، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنه سلم مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز قائمة بالأهداف التي هاجمتها أوكرانيا خلال سريان الاتفاق. كما أرسلت موسكو قائمة بانتهاكات كييف إلى الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وتصاعدت حدة الهجمات التي شنها الطيران الروسي على الأراضي الأوكرانية في الأيام الأخيرة، إذ أعلن القائم بأعمال عمدة مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا، أرتيم كوبزار، في وقت مبكر من اليوم الجمعة، أن غارة جوية روسية بمسيرة استهدفت المدينة ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر، كما تعرضت مناطق أخرى للقصف خلال الليل. وهو الهجوم الثاني الذي تتعرض له سومي في أقل من أسبوع.

صورة 2_1

وفي مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا، سقط صاروخ على منطقة مكتظة بالسكان، وفقًا لرئيس البلدية إيهور تيريخوف. وقال المسؤول العسكري الإقليمي، أوليه سينيجوبوف، إن الغارة ألحقت أضرارًا بمبنى سكني متعدد الطوابق وأسفرت عن إصابة حوالي 20 شخصًا، استنادًا إلى التقارير الأولية. كما تم الإبلاغ عن وقوع انفجارات في ضواحي العاصمة كييف وفي مدينة دنيبرو الصناعية الجنوبية.

ومن جانبها، صعدت أوكرانيا هى الأخرى من هجماتها على الأراضي الروسية، إذ قال حاكم منطقة روستوف الروسية، يوري سليوسار، إن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت عدة طائرات أوكرانية بدون طيار، مشيرًا في منشور على تطبيق "تلجرام" إلى أنه وفقًا للمعلومات الأولية، لم تقع إصابات أو أضرار على الأرض.

خطوط روسيا الحمراء

هناك مجموعة من الشروط التي تتمسك بها روسيا بشأن الحديث عن أي اتفاق من شأنه إنهاء الحرب التي اندلعت في فبراير 2022، والتي أكدت عليها موسكو أكثر من مرة ولأكثر من طرف، وكان من أهمها حرمان كييف من الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).

صورةة 3_3

كما ترفض روسيا فكرة "نشر قوات أوروبية" على الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي والذي لن تسمح به "تحت أي ظروف". إذ أشار نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، أمس الخميس، إلى أن قيادة نظام كييف وصلت إلى العاصمة الفرنسية باريس لمناقشة التبعات المريرة الناتجة عن نشر قوات "تحالف الراغبين" في أوكرانيا.

وقال ميدفيديف، باللغة الإنجليزية على صفحته بمنصة "إكس": "يبدو أن قيادة الجماعة الأوكرانية قد وصلت إلى باريس للتحدث مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا حول عدد التوابيت الأوروبية التي على هذه الدول أن تستعد لاستلامها جراء نشر تحالف الراغبين" لقواته في أوكرانيا".

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، قالت الأسبوع الماضي، إن دول الاتحاد وحلف الناتو في "تحالف الراغبين" تدرس إرسال قوات إلى أوكرانيا بعد الهدنة التي يجري الحديث عنها بين موسكو وكييف، موضحة أن هذه القوات يمكن أن تكون في صيغة تتراوح بين المراقبة أو حفظ السلام أو تعزيز القوات الأوكرانية.

صورة

أما الشرط الثالث الذي تحدثت عنه روسيا، يتعلق بالحصول على اعتراف دولي بتبعية الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها موسكو في الحرب وقبل ذلك، والتي تشمل شبه جزيرة القرم (سيطرت عليها موسكو في عام 2014)، وأربع مقاطعات أخرى وهم: دونيتسك، ولوغانسك، وزابوريزهيا، وخيرسون، وهي المناطق التي تعتبرها روسيا جزءًا من أراضيها.

وبدورها، أكدت أوكرانيا أنها لن تعترف بضم روسيا لهذه المناطق، إذ قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده "لن تعترف أبدًا بهذه المناطق على أنها روسية". وأعلن أن نشاط القوات الأوكرانية مستمر في منطقة كورسك الروسية، وأن العمليات داخل روسيا تهدف إلى حماية المناطق الحدودية لأوكرانيا، وخاصة خاركيف وسومي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان