من بينهم بطريرك عراقي وآخر أفريقي.. أبرز المرشحين لمنصب بابا الفاتيكان
المرشحين لمنصب بابا الفاتيكان
وكالات
بدأت الأنظار تتجه نحو الفاتيكان، بعد رحيل البابا فرنسيس (البالغ من العمر 88 عامًا) بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عامًا، في ترقب لحدث كبير سيعيد تشكيل قيادة الكنيسة الكاثوليكية حول العالم.
وأطلق الفاتيكان فترة حداد تستمر 9 أيام وبداية عملية انتخاب بابا جديد خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع، وهناك عدة مرشحين لتولي المنصب، ومن ضمن الأسماء المطروحة لخلافة فرنسيس، هو البطريرك العراقي لويس ساكو، وفق ما نشرته وكالة "رويترز".
البطريرك العراقي لويس ساكو
وُلِدَ مار لويس روفائيل الأول ساكو (77 عامًا)، في 4 يوليو 1948 بمدينة زاخو في العراقي، وهو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم منذ 2013.
حصل ساكو على شهادة الدكتوراه من الجامعة البابوية في روما عام 1983، وماجستير في الفقه الإسلامي سنة 1984، كما حاز لاحقًا على شهادة دكتوراه من جامعة السوربون عام 1986.
انتُخِب مطرانًا على أبرشية كركوك في عام 2002. وفي نوفمبر 2013، تم انتخابه بطريركًا على الكنيسة الكلدانية في سينودس الكنيسة بروما خلفًا للبطريرك المستقيل عمانوئيل الثالث. وتم تعيينه عضوًا في المجلس الاقتصادي الفاتيكاني في يناير 2022.
وحاز لويس ساكو على عدة أوسمة وتشريفات، منها وسام الدفاع عن الإيمان من إيطاليا، ووسام باكس كريستي الدولية ووسام القديس إسطيفان عن حقوق الإنسان من ألمانيا. كما ألف ونشر ما يزيد عن 200 مقال و20 كتاب في مجالات علم اللاهوت المسيحي و الفقه.
إيبارشية Parish كلمة يونانية، ومعناها المقاطعة أو المديرية، وهي كلمة تطلق على المنطقة التي يرعَى شعبها مطران أو أسقف ويساعده الكهنة والشمامسة (مكان خدمة الأسقف).
الكاردينال الإفريقي بيتر كودوو أبياه توركسون
الكاردينال بيتر كودوو أبياه توركسون (76 عامًا)، من غينيا، تولى مناصب بارزة في الفاتيكان، ما يجعله مرشحًا جادًا ليكون أول بابا من أصول أفريقية.
يجمع بين خلفية رعوية طويلة في خدمة التجمعات في غانا، وتجربة عملية في قيادة عدة هيئات فاتيكانية، إلى جانب مهارات تواصل قوية.
نشأ في واحدة من أكثر المناطق ديناميكية للكنيسة، في وقت تواجه فيه الكاثوليكية صعوبة في قلب أوروبا العلمانية، ما يعزز من مكانته كمرشح عالمي.
الكاردينال خوان خوسيه أوميلا
يتشابه الكاردينال خوان خوسيه أوميلا (79 عامًا)، مع بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس. حيث أنه متواضع وطيب القلب، يعيش حياة بسيطة رغم لقبه الرفيع، مكرسًا مسيرته الكنسية للرعاية وتعزيز العدالة الاجتماعية وتجسيد رؤية كاثوليكية رحيمة وشاملة.
وُلِدَ خوسيه أوميلا في عام 1946 في قرية كريتاس في شمال شرق إسبانيا. خدم ككاهن في عدد من الرعايا الإسبانية وقضى عامًا كمرسل في زائير عام 1970، المعروفة الآن بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
أصبح أسقفًا في عام 1996 وتمت ترقيته إلى رئيس أساقفة برشلونة في عام 2015. بعد عام واحد فقط، منحه البابا فرنسيس القبعة الكاردينالية الحمراء، وهي خطوة اعتُبرت تأييدًا واضحًا لميول أوميلا التقدمية.
وبين عامي 1999 و2015، عمل عن كثب مع جمعية "مانوس أونيداس" الإسبانية، التي تكافح المجاعة والمرض والفقر في العالم النامي.
دعا فرنسيس في عام 2023، أوميلا للانضمام إلى مجلسه الاستشاري المكون من 9 كرادلة لتقديم المشورة له بشأن قضايا الحكم.
الكاردينال بيتر إردو
يُعتبر الكاردينال بيتر إردو (72 عامًا، هنجاري) محافظًا في اللاهوت، وأكد في خطاباته في جميع أنحاء أوروبا على الجذور المسيحية للقارة.
وعلى الرغم من أن إردو عُرِف بأنه من المعسكر المحافظ. ومع ذلك، يُنظر إليه أيضًا على أنه براجماتي ولم يصطدم علنًا مع فرنسيس، على عكس رجال الدين الآخرين المتمسكين بالتقاليد.
وخالف إردو، دعوة البابا فرنسيس للكنائس أثناء أزمة اللاجئين في عام 2015 لاستقبالهم، قائلًا إن ذلك يعتبر "تهريبًا للبشر".
والكاردينال بيتر إردو خبير في قانون الكنيسة، يتحدث الإيطالية والألمانية والفرنسية والإسبانية والروسية بطلاقة، مما قد يساعده في تحسين العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعد التوترات الناتجة عن الحرب في أوكرانيا.
الكاردينال بيترو بارولين
يعتبر الكاردينال بيترو بارولين (70 عامًا)، من أصل إيطالي، مرشحًا توافقيًا بين التقدميين والمحافظين، لتولي منصب بابا الفاتيكان الجديد خلفًا للراحل فرنسيس.
عمل بارولين دبلوماسيًا في الفاتيكان معظم حياته، وخدم كسكرتير دولة (منصب يشبه رئيس الوزراء)، للبابا فرنسيس منذ عام 2013، وهو العام الذي تم فيه انتخاب فرنسيس لمنصب البابا.
خدم سابقًا كنائب لوزير الخارجية في عهد البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي عيّنه في عام 2009 سفيرًا بابويًا في فنزويلا، حيث دافع عن الكنيسة ضد محاولات الرئيس هوجو تشافيز لإضعافها.
ودافع بارولين عن سلطة الفاتيكان في مواجهة قرارات الكنائس المحلية، حيث انتقد محاولات في ألمانيا للسماح للكهنة بمباركة الأزواج من نفس الجنس (المثليين). مشددًا على أن الكنائس المحلية لا يمكنها اتخاذ قرارات تؤثر على الكاثوليك في جميع أنحاء العالم.
ولعب الكاردينال بيترو بارولين، دورًا رئيسيًا في إحداث التقارب بين الفاتيكان والصين وفيتنام. وقد هاجمه المحافظون بسبب الاتفاق الذي أُبرم مع بكين حول تعيين الأساقفة في الدولة الشيوعية. لكنه دافع عن الاتفاق قائلًا إنه حال دون حدوث انقسام وسمح ببعض التواصل مع حكومة بكين.
ماتيو ماريا زوبي
ماتيو ماريا زوبي (69 عامًا)، إيطالي يتولى رئيس أساقفة بولونيا منذ عام 2015، وصفته الصحافة الإيطالية بـ"برجوليو الإيطالي"، نسبة إلى البابا فرنسيس (خورخي ماريو برجوليو)، لتشابه التوجهات بينهما.
إذا فاز زوبي بالمنصب البابوي، سيكون أول بابا إيطالي منذ عام 1978. ومثل البابا فرنسيس حينما كان يعيش في بوينس آيرس، يُعرف زوبي بأنه "كاهن الشارع"، يركّز على قضايا المهاجرين والفقراء، ولا يعير اهتمامًا كبيرًا للمظاهر أو البروتوكولات. يُفضل أن يُنادى بـ"الأب ماتيو"، ويستقل دراجة هوائية أحيانًا بدلاً من السيارة الرسمية.
الكاردينال ماريو جريش
وُلِدَ الكاردينال ماريو جريش (68 عامًا) في جزيرة غوزو الصغيرة بمالطا، أصغر دولة في الاتحاد الأوروبي، وعينه البابا الراحل فرنسيس الأول ليكون الأمين العام لسينودس الأساقفة، وهو منصب رفيع في الفاتيكان.
اتبع جريش لسنوات إصلاحات فرنسيس داخل الكنيسة. وفي عام 2014، دعا الكنيسة لتكون أكثر تقبلًا لأعضائها من مجتمع الميم (مثلي الجنسية).
وتحدث جريش في عام 2018، عن كيفية استمتاعه بالتحديات التي تواجه الكنيسة، قائلًا: "نحن نمر بفترة من التغيير. وهذا بالنسبة لي أمر إيجابي للغاية".
الكاردينال لويس أنطونيو جوكيم تاجلي
لويس أنطونيو جوكيم تاجلي (67 عامًا)، هو كاردينال فلبيني، يُطلق عليه لقب "فرنسيس الآسيوي" بسبب التزامه المشابه بالعدالة الاجتماعية. ولو تم انتخابه، فسيكون أول بابا من آسيا.
ينتمي تاجلي إلى ما يُعرف بـ"رئة الكاثوليكية الآسيوية"، إذ إن الفلبين تضم أكبر عدد من الكاثوليك في قارة آسيا. والدته فلبينية من أصل صيني، ويتحدث الإيطالية والإنجليزية بطلاقة.
ومن الناحية العملية، يمتلك تاجلي كل المؤهلات التي قد تجعله بابا. فمنذ رسامته كاهنًا عام 1982، اكتسب خبرة رعوية واسعة. ثم تولى مناصب إدارية كونه أسقف "إيموس" ثم رئيس أساقفة مانيلا.
بين عامي 2015 و2022، ترأس تاجلي "كاريتاس الدولية"، وهي اتحاد يضم أكثر من 160 منظمة كاثوليكية للإغاثة والخدمة الاجتماعية والتنمية حول العالم.
في عام 2022، أُبعد تاجلي من منصبة، بعدما أقال البابا فرنسيس جميع قيادة كاريتاس الدولية بعد اتهامات بالتنمر وإهانة الموظفين، وعيّن مفوضًا لإدارتها.
الفرنسي جان مارك أفيلين
جان مارك أفيلين (66 عامًا) هو رئيس أساقفة مرسيليا، يُعرف في بعض الدوائر الكاثوليكية الفرنسية بلقب "يوحنا الرابع والعشرون"، في إشارة إلى تشابهه مع البابا يوحنا الثالث والعشرين، البابا الإصلاحي في أوائل الستينيات.
ويُشتهر أفيلين بطبيعته الودية وسهولة تعامله، وميله لإطلاق النكات، وتقاربه الأيديولوجي مع بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس الأول، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة والعلاقات مع العالم الإسلامي.
وتقدم أفيلين في مسيرته المهنية خلال عهد فرنسيس، حيث أصبح أسقفًا في 2013، ورئيس أساقفة في 2019، وكاردينال بعد 3 سنوات.
وُلِدَ جان مارك أفيلين في الجزائر لعائلة من المهاجرين الإسبان الذين انتقلوا إلى فرنسا بعد استقلال الجزائر، وعاش معظم حياته في مدينة مرسيليا الساحلية التي كانت ملتقى للثقافات والأديان لقرون.
فيديو قد يعجبك: