أبو الغيط: ما يحدث في غزة تطهير عرقي وصمت العالم مخزٍ ومشين
أحمد أبو الغيط
(وكالات)
اتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إسرائيل بارتكاب "حرب إبادة مكتملة الأركان" ضد سكان قطاع غزة، معتبرًا أن ما يجري على الأرض لم يعد خافيًا على أحد في العالم، بل أصبح جريمة موثقة بالعنف والقصف والتجويع، تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها لصالح مخططات الاستيطان والاحتلال.
وفي كلمة ألقاها خلال جلسة رسمية للجامعة العربية، قال أبو الغيط: "ما تشهده غزة هو تطهير عرقي تمارسه إسرائيل بدم بارد. إما الموت قتلاً أو جوعاً أو الهروب من الأرض، لتصبح نهباً للاستيطان. هذه حرب تتواصل يومياً، بالقصف والقتل وهدم المنازل، وفرض واقع من الموت المستمر على المدنيين".
ولفت أبو الغيط إلى أن إسرائيل عادت في 18 مارس الماضي لاستئناف هجماتها الشرسة على قطاع غز
ة، بعد هدنة مؤقتة دامت نحو شهرين، شهدت خلالها عمليات تبادل أسرى وعودة رهائن وتخفيف نسبي للوضع الإنساني "منذ استئناف الحرب، قُتل نحو ألفي فلسطيني، وأُغلق القطاع بالكامل أمام المساعدات الغذائية والطبية، في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني"، حسب ما صرح.
ورأى الأمين العام للجامعة العربية أن "سيناريو التهجير" الذي طُرح في الأوساط الدولية ساعد في إعطاء دفعة غير مسبوقة لأجندة اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يسعى إلى إعادة احتلال أجزاء من غزة وفرض حصار شامل، معتبرًا أن "هذا الواقع الدموي يُفرض على العالم قسرًا، ويُطلب منه القبول به باعتباره أمرًا طبيعيًا".
ووصف أبو الغيط صمت المجتمع الدولي حيال المجازر في غزة بأنه "صمت مشين ومجرد من الإنسانية". وخص بالذكر البابا الراحل "فرنسيس"، الذي توفي قبل ثلاثة أيام، مشيدًا بمواقفه الراسخة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وبدعوته لوقف إطلاق النار وتقديم الدعم العاجل لغزة.
وجدد أبو الغيط التأكيد على أن الدول العربية "ترفض بشكل قاطع سيناريو التهجير، وتطالب بوقف فوري لحرب التطهير العرقي"، مشيرًا إلى أن قمة القاهرة التي عُقدت في مارس الماضي قدمت رؤية عربية بديلة تشمل تعافيًا مبكرًا، وإعادة إعمار، وإدارة رشيدة للقطاع بما يمنع اندلاع نزاعات مستقبلية، ويؤسس لحل الدولتين كخيار لا بديل عنه.
وفي سياق متصل، تطرق أبو الغيط إلى الأزمات المتفاقمة في العالم العربي، معتبرًا أن السودان يعيش "أخطر كارثة إنسانية على وجه الأرض اليوم"، مضيفا كذلك أن ما يجري في اليمن "لا يقل فداحة".
أما التحديات في ليبيا وسوريا والصومال، فوصفها بـ"المركّبة والمتعددة الأبعاد"، مؤكداً أنها تثقل كاهل الشعوب وتُهدد كيان الدول واستقرارها.
AI Reply
فيديو قد يعجبك: