"اصطياد الصقور المتطرفة".. ما مصير إخوان الأردن بعد قرار حظر الجماعة؟
وزارة الداخلية الاردنية
كتب- محمود عبدالرحمن:
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل وخارج الأردن، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية حظر جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها "جمعية غير مشروعة"، بعد اكتشاف تورطها في "نشاطات سرية تهدد الأمن والاستقرار الوطني".
وتضمنت قرارات الحكومة الأردنية سلسلة من الإجراءات القانونية والتنفيذية التي تطال التنظيم وممتلكاته وأعضائه، وسط اتهامات بالتورط في أعمال تمس الأمن القومي وتخزين أسلحة وتجهيز صواريخ.
كان الأردن أعلن الأسبوع الماضي إحباط مخططات استهدفت أمنه الوطني، كشفت عنها دائرة المخابرات العامة، التي أوضحت أنها تابعت تلك التحركات منذ عام 2021، وأسفرت عن توقيف 16 شخصاً.
وشملت هذه المخططات تصنيع صواريخ محلياً واستيراد أخرى بطرق غير مشروعة، إلى جانب حيازة متفجرات وأسلحة، ومحاولة تصنيع طائرات مسيّرة، فضلاً عن تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وخارجها. وأحيلت القضايا إلى محكمة أمن الدولة.
وفيما سارعت جماعة الإخوان المسلمين بنفي صلتها بهذه الأعمال، مؤكدة تمسكها بالنهج السلمي وانحيازها لأمن الأردن واستقراره. جاء قرار الحكومة الأردنية اليوم ليكشف عن أدلة بتورطها في المخطط.
وينقسم إخوان الأردن إلى 3 تيارات بينها اختلافات كبيرة، الأمر الذي يطرح التساؤل حول مصير هذه التيارات وأيها المستهدف من قرار الحظر.
يقول ماهر فرغلي، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن لا تمثل كيانًا واحدًا، بل تنقسم إلى عدة تيارات مختلفة في الرؤية والأهداف.
وأضاف فرغلي في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن أحد هذه التيارات هو "الجماعة الملكية"، والتي تتمتع بعلاقة جيدة مع القصر الملكي الأردني، وتؤمن بأن الملك ينتمي إلى آل البيت، وترى أنه لا يجوز معارضة النظام الملكي، خاصة مع ما تحقق من مكتسبات كبيرة في ظل هذا النظام.
وأشار فرغلي إلى وجود تيار "قطبي" أكثر تشددًا، ويتبنى أفكارًا متطرفة مشابهة لتلك التي يتبعها إخوان مصر، موضحا أن هذا التيار برز بعد أحداث الربيع العربي عام 2011، حيث شارك في أنشطة ومظاهرات لدعم الإخوان في مصر، وقاد الجماعة في تلك الفترة.
وتابع الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن هذا الوضع تسبب في انقسام داخل الجماعة، قاده عبد المجيد الذنيبات، الذي رفض ممارسات هذا التيار واعتبرها خاطئة، مؤكداً ضرورة التقرب من الملك، مشيرا إلى أنه بناءً على ذلك، سيطر الذنيبات على مقار الجماعة وأسس كيانًا جديدًا باسم "جمعية جماعة الإخوان المسلمين في الأردن"، وهو الكيان الذي اعترفت به الحكومة الأردنية ومنحته أموال الجماعة.
وأشار فرغلي إلى نشوء تيار ثالث داخل الجماعة يُعرف بتيار "الصقور" أو "الحمساويين"، وهو تيار شبابي أكثر قربًا من حركة حماس الفلسطينية.
وقال إن العلاقة بين هذا التيار والنظام الملكي تتأرجح؛ فكلما اقتربت الدولة من حماس ساد الهدوء، وكلما ابتعدت عنها تصاعدت الاحتجاجات والضغوط.
وأكّد فرغلي أن هذا التيار يقوده حاليًا مراد العضايلة، الذي أصبح رأس جماعة الإخوان في الأردن، كما يتزعم حزب "جبهة العمل الإسلامي"، وهو الذراع السياسي للجماعة، والذي حصل على ما بين 34 و38 مقعدًا في الانتخابات الأخيرة.
وتابع فرغلي أن هذا التيار يتبنى معظم قراراته ومواقفه بناءً على توجيهات حركة حماس، ما يعكس عمق العلاقة بين الطرفين.
وأوضح ماهر فرغلي أن التيار المستهدف بقرار الحظر الحكومي هو التيار "الحمساوي"، الذي يتصدر المشهد داخل الجماعة ويقود حزب جبهة العمل الإسلامي، مشيراً إلى أن القرار يوجّه بشكل مباشر ضد "صقور الجماعة"، وليس الجمعية التي تشكلت لاحقاً بإشراف الدولة وتُعد أقرب إلى الخط المعتدل.
وتوقع الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن تترك الحكومة الأردنية الجمعية الحالية تعمل كما هي، بينما يطال الحظر التيارات الباقية التي تضم الصقور المتطرفة، في ظل التوجه الذي يركز على تقليص تأثير التيارات الأكثر تطرفًا.
فيديو قد يعجبك: