الشرع يمد يده نحو تل أبيب.. وانفتاح مشروط على التطبيع
الرئيس السوري أحمد الشرع
(وكالات)
كشف النائب الأمريكي في الكونجرس، مارلين شتوتسمان، أن الرئيس السوري أحمد الشرع عبر عن استعداده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، شرط أن تُحترم سيادة بلاده ووحدة أراضيها، وألا تتكرر الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، خصوصًا في المناطق المحاذية لهضبة الجولان.
ونقل هذه التصريحات النائب الجمهوري عقب زيارة رسمية إلى دمشق، حيث أوضح في حوار مع صحيفة "جورزاليم بوست"، أن الشرع أبدى انفتاحًا على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهام، وهو الاتفاق الذي رعته إدارة ترامب بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، واعتُبر حينها نقلة تاريخية في العلاقات الإقليمية.
وبحسب ما رواه شتوتسمان، فإن الرئيس السوري تحدث بإسهاب عن فرص التجارة والسياحة في المنطقة، مشيرًا إلى رغبته في تطوير ممرات نقل تمتد من الجنوب إلى الشمال، وتربط سوريا بأوروبا، في رؤية تهدف إلى تنشيط الاقتصاد السوري وتكريس استقرار إقليمي بعد سنوات من الحرب.
اللقاء، الذي وصفه شتوتسمان بأنه كان "ودّيًا ومتزنًا"، أظهر شخصية الرئيس السوري الجديد كزعيم حريص على إنقاذ بلاده من عزلتها الدولية، لكنه في الوقت ذاته، حذّر من أي محاولة لتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، مؤكدًا تمسكه بوحدة البلاد ورفضه لتحوّل سوريا إلى ساحة صراع إقليمي. كما شدد على ضرورة وقف الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية، معتبرًا ذلك أمرًا لا يمكن التساهل معه في حال أُريد فتح صفحة جديدة بين الطرفين.
لكن طريق التطبيع، بحسب النائب الأميركي، يمر أولًا عبر رفع العقوبات الاقتصادية عن دمشق. وفي هذا الإطار، قال شتوتسمان إن الشرع لا يطلب دعمًا ماليًا من الولايات المتحدة، بل يدعو إلى رفع العقوبات باعتبارها العقبة الأكبر أمام تعافي الاقتصاد. وأكد أن هذا الطلب يُقابل بشروط من قبل واشنطن، على رأسها احترام حقوق الإنسان، وضمان الحريات الدينية وحقوق المرأة، ومعاملة كافة السوريين بكرامة، دون تمييز على أسس طائفية أو عرقية. كذلك، يجب على دمشق إثبات أنها ليست وكيلًا لأي قوة أجنبية مثل إيران أو روسيا أو الصين، وأنها لا تحتضن مجموعات إرهابية أو تستخدم أراضيها كقاعدة لنشاطات عدائية في المنطقة.
في المقابل، لا تبدو إسرائيل مستعدة للترحيب الكامل بهذا الانفتاح الجديد. فقد نقل شتوتسمان عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رفضه للثقة في النوايا السورية، مشيرًا إلى أن النظام الجديد في دمشق قد يرتدي بدلات رسمية اليوم، لكنه لم يبتعد كثيرًا عن تاريخه الجهادي، حسب وصفه. رغم ذلك، وجه شتوتسمان رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين، داعيًا إلى التحدث مع الشرع وإعطائه الفرصة، قائلاً: "إذا خدعنا، فعليه أن يتحمل العار. لكن تجاهله سيدفعه مجددًا إلى أحضان طهران وموسكو، وهذا ليس في مصلحة أحد".
وألمح شتوتسمان إلى أن دونالد ترامب قد يكون هو الشخص الذي سيحدد مستقبل السياسة الأمريكية تجاه سوريا، مشيرًا إلى أن ترامب وحده قد يتمكن من صياغة مقاربة جديدة لإعادة إدماج سوريا في النظام الإقليمي والدولي، ضمن صفقة كبرى تجمع بين المصالح الأمنية والاقتصادية والسياسية.
فيديو قد يعجبك: