إعلان

مساعد وزير الخارجية الأسبق ردا على ترامب: قناة السويس سيادة وطنية لا مساومة عليها

02:22 م الأحد 27 أبريل 2025

قناة السويس

كتب- محمد جعفر:

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل مجددًا، كعادته منذ توليه المنصب، سواءً خلال ولايته الأولى أو الثانية، وذلك بعد تصريحاته الأخيرة بالأمس، حول قناتي السويس وبنما، حيث دعا إلى السماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور عبر القناتين مجانًا ودون دفع رسوم.

وأوضح ترامب، عبر منشور له على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، أنه كلف وزير الخارجية، ماركو روبيو، بالتحرك الفوري لمتابعة هذا الملف.

وفي هذا السياق، نرصد لكم في التقرير التالي أبعاد تصريحات الرئيس الأمريكي، وأهدافها، إلى جانب السيناريوهات المحتملة بالنسبة لمصر، وذلك استنادًا إلى ما أوضحته مصادر خاصة في تصريحات لـ"مصراوي".

قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه لا يجب أن يتم التعامل مع كل تصريحات ترامب على محمل الجدية، فالرئيس الأمريكي منذ ولايته الأولى والثانية أدلى بالعديد من التصريحات والتي ليس بالضرورة أن تكون لديه النية لتنفيذها أو القدرة حتى على تنفيذها.

وأشار السفير حسين هريدي إلى أن التصريحات التي أدلى بها ترامب بالأمس، بشأن قناتي بنما والسويس، هي رسالة هدفها الأول والأساسي قناة بنما، والتي تسعى إدارة ترامب للسيطرة عليها، موضحًا أن تصريح ترامب، له بعده الاستراتيجي فيما يتعلق بقناة بنما، وله بعده التجاري والاقتصادي فيما يتعلق بقناة السويس.

وحول إمكانية وجود علاقة سببية بين تصريحات ترامب بالأمس وموقف مصر الواضح تجاه القضية الفلسطينية، أوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الحديث عن قناة السويس هو حديث عن فلسطين، موضحًا: "تاريخيًا هناك ارتباط عضوي بين قناة السويس وسيناء وفلسطين، ولا شك أن هذا قد يكون نوع من ممارسة الضغط على الدولة المصرية".

حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق

ولفت "هريدي"، إلى أن ترامب وإدارته يدركون جيدًا أن قناة السويس بالنسبة لمصر قيادًة وشعبا تمثل مسألة وجودية، وأن تطرق أي دولة للحديث في هذا الإطار سيؤدي إلى خسارتها، معتقدًا أن ترامب يأمل من تصريحاته، أن تُخفض رسوم العبور على السفن الأمريكية، مشيرًا إلى أنه يستخدم ورقة المعدات والآليات العسكرية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى الدولة المصرية سنويًا، كوسيلة ضغط للتوصل إلى هدفه، خاصًة وأنه أشار إلى ذلك فيما سبق.

وبالحديث عن السيناريوهات المتوقعة، أشار إلى أنه في حال حديث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو (الذي كلفه ترامب بتولي الأمر)، مع الجانب المصري بشأن إعفاء الولايات المتحدة من رسوم العبور في قناة السويس، ستؤكد مصر على أنه لا يمكن إعفاء أى دولة من رسوم العبور، وفي حال أرادت الولايات المتحدة الحديث بشأن تخفيض الرسوم على عبور السفن الأمريكية، ستكون هناك مفاوضات بين دولتين تتمتعان بالسيادة الكاملة.

وأضاف هريدي أن الدولة المصرية ستؤكد أن قناة السويس مصرية بالكامل وتخضع للسيادة المصرية، ومن الممكن أن يكون هناك حديث بشأن تخفيض الرسوم وليس الإعفاء الكامل للسفن التجارية والحربية الأمريكية، متابعًا: "أعتقد أنه لا توجد حكومة مصرية قد تقبل بذلك إطلاقًا".

واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق تصريحاته بالتأكيد، أن القرار المصري بشأن قناة السويس قرار سيادي كامل، ولا يمكن لأحد فرض سيادته على مصر، مشيرًا إلى أن إقحام قناة السويس في التصريحات الأمريكية بشأن إعفاء السفن من رسوم العبور بالقناتين قد يكون أداة لاختبار قدرة مصر على الاعتراض أو التفاوض بشأن رسوم العبور.

وفي السياق ذاته وصف دبلوماسي سابق كبير، في تصريحات خاصة لـ" مصراوي"، أن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بأنها: "كلام هزلي.. وغير منطقى وغير جاد".

تصريح ترامب بشأن قناة بنما ليس الأول من نوعه، إذ أكد الرئيس الأمريكي مرارًا رغبته في استعادة قناة بنما، وقبل توليه الولاية الثانية في يناير الماضي، صرح للصحافيين بأنه لا يستبعد استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية لاستعادة السيطرة على القناة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان