إعلان

بطريقة "حصان طروادة".. ما قصة التدخل الإسرائيلي في صحنايا لحماية الدروز؟

02:32 م الأربعاء 30 أبريل 2025

هجوم مسلح بسوريا

كتبت- سلمى سمير:

في وقت تشهد في سوريا حالة من التوترات الأمنية، أعلنت السلطات السورية، اليوم الأربعاء، مقتل 11 شخصًا بينهم عناصر من قوى الأمن السوري ومدنيون في هجوم مسلح وقع يوم أمس في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، ببطريقة "حصان طروادة".. ما قصة التدخل الإسرائيلي في صحنايا لحماية الدروز؟حسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

وجاء الهجوم، بتوقيت حساس، لا يُظهر فقط استمرار حالة الانفلات الأمني في بعض المناطق السورية، بل يتداخل أيضًا مع التوترات الأوسع التي تشهدها سوريا، خاصة في المناطق التي يقطنها الدروز.

تفاصيل الهجوم في صحنايا

حسب ما نشرته الوكالة السورية، تم استهداف حاجز تابع لإدارة الأمن العام في المنطقة مساء أمس، حيث أسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة من عناصر الأمن بإصابات متفاوتة. وفيما بدا أنه تنسيق بين مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، كانت هناك مجموعات أخرى قد انتشرت في الأراضي الزراعية المحيطة، ما أدى إلى إطلاق نار عشوائي على السيارات المدنية وشرطة الأمن العام، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة آخرين.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن قيام قوات الأمن بعملية تمشيط واسعة في المنطقة بهدف القبض على العصابات المسلحة التي كانت وراء الهجوم.

وأكدت الوزارة أن "المجرمين لن يفلتوا من العقاب" وأنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد كل من يهدد أمن سوريا واستقرارها.

تدخل إسرائيلي

بعد الهجوم المسلح في صحنايا، أصدرت إسرائيل بيانًا رسميًا مفاده أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربة استهدفت مجموعة متطرفة تحت ذريعة أنها كانت تخطط لشن هجوم على الدروز في سوريا.

جاء البيان بتعليمات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن الضربة كانت بمثابة "تحذير" لمجموعات متطرفة في المنطقة. وفي ذات السياق، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على أن هذه العملية جزء من التزام إسرائيل العميق بحماية الدروز في سوريا، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتوانى عن التحرك لمواجهة أي تهديدات تستهدفهم.

وأضاف وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، وهو عضو في المجلس الأمني المصغر، أن تل أبيب "لن تسمح لأي جهة بالتعدي على الدروز في سوريا، وهم جزء أساسي من نسيج المنطقة". لتأتي هذه التصريحات في إطار سياسة إسرائيلية مستمرة، تهدف إلى فرض نفسها كحامية للطائفة الدرزية، خاصة في المناطق الحدودية مع الجولان المحتل.

وفي الوقت الذي أظهرت فيه إسرائيل تحركات ملموسة بذريعة حماية الدروز، وجهت إذاعة الجيش الإسرائيلي تحذيرًا شديدًا إلى النظام السوري، مطالبة إياه بتحمل مسؤولياته في حماية أبناء الطائفة الدرزية، من أي اعتداءات، لتضاف هذه التحذيرات إلى السجل الإسرائيلي المستمر في التدخل في شؤون سوريا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأقليات الدينية والطائفية، والذي بدأ يتضح بشكل أكبر بعد سقوط نظام الأسد.

وبينما تواصل إسرائيل فرض نفسها كحامي للدروز في سوريا، يبدو أن الحكومة السورية تواجه تحديات متعددة في التعامل مع الطائفة الدرزية بين مؤيدين لجانب الحكومة وآخرين معارضين. وذلك في حين تسعى دمشق لإعادة السيطرة على الأراضي التي يقطنها الدروز، بما في ذلك منطقة السويداء.

في فبراير الماضي، كانت السويداء قد شهدت تظاهرات حاشدة ضد تصريحات نتنياهو حول مستقبل الجنوب السوري والسويداء بشكل خاص. حيث رفع المتظاهرون في السويداء شعارات رافضة للتدخلات الإسرائيلية، مؤكدين على وحدة سوريا ورفضهم لأي مشاريع تقسيم قد تروج لها أطراف خارجية، وجاءت هذه التحركات بعد زيارة وفد من دروز السويداء إلى دمشق، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع مع شيوخ الطائفة، وناقش معهم قضايا تتعلق بالتنمية المحلية وحقوق الطائفة.

ومع تصاعد هذه التوترات، شهدت الأيام الأخيرة زيارة هي الثانية من نوعها إلى إسرائيل، حيث وصل نحو 600 من شيوخ الطائفة الدرزية إلى الجولان المحتل، في زيارة دينية هي الثانية خلال شهر. هذه الزيارة، رغم أن مسؤولي الطائفة الدرزية في إسرائيل حرصوا على التأكيد على طابعها الديني والاجتماعي، لم تكن غائبة عن الأنظار السياسية، خصوصًا في ضوء المواقف المتباينة داخل الطائفة نفسها.

هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت سوريا في نفس الشهر الزيارة الأولى منذ نحو 50 عاما من شيوخ الطائفة الدرزية إلى إسرائيل، والتي تعكس تزايد الانفتاح بين بعض الشخصيات الدرزية في سوريا وإسرائيل، وتباينًا في المواقف داخل الطائفة نفسها ففي الوقت الذي زار فيها مئات من شيوخ الطائفة إسرائيل لم يكن بينهم أحد من الممثلين الرسميين للطائفة وبالأخص الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، الذي أكد موقف الدروز الواضح من التدخل الإسرائيلي وموقف الطائفة الواضح من التجاوزات الإسرائيلية لعقود في فلسطين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان