إعلان

"بريكست أمريكي".. ترامب يراهن على التعريفات الجمركية لإعادة صياغة الاقتصاد

07:20 م السبت 05 أبريل 2025

دونالد ترامب

لندن – (أ ش أ)

رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه في خطوة تاريخية قد تُعيد تشكيل الاقتصاد الأمريكي والعلاقات التجارية العالمية، يضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رهاناته الكبيرة على فرض التعريفات الجمركية، وهي خطوة كان قد دافع عنها لعقود.

هذا التحول الجذري في السياسة التجارية يأتي بعد سنوات من التحذيرات والوعود، ويبدو أن ترامب يسعى لتحقيق رؤيته الطموحة التي قد تُعيد صياغة النظام الاقتصادي العالمي، ويشبه بعض المراقبين هذا التحرك بـ"بريكست" أمريكي، حيث قد يكون لهذا القرار آثار بعيدة المدى على الولايات المتحدة والعالم.

وأعلن ترامب عن فرض تعريفات جمركية تتراوح بين 10% و50% على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، مما أثار قلق الحكومات والمستثمرين حول العالم، وكان ترامب قد أشار إلى أن هذا التغيير ليس مفاجئًا، مؤكدًا أنه كان يروج لهذه السياسة منذ عقود.

يذكر أن الإعلان عن هذه التعريفات ألحق ضررًا كبيرًا بأسواق الأسهم، وجعل بعض المراقبين يقارنون سياسة ترامب بـ"إعلان الاستقلال الاقتصادي"، ما استدعى مقارنات مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

ورغم الانتقادات التي تواجه هذه السياسات، إلا أن ترامب، الذي فاز بإعادة انتخابه على وعد جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى من خلال فرض التعريفات، أكد أن هذا النهج كان جزءًا من رؤيته المستمرة التي طرحها منذ عقود.

ومع بدء ولايته الثانية، أصبح ترامب في وضع يمكنه من تنفيذ هذه السياسة بشكل جاد، متجاهلًا التحذيرات من أن هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى نتائج عكسية على الاقتصاد الأمريك، وبينما كانت حملته الانتخابية قد سلطت الضوء على استخدام التعريفات لتحفيز الاقتصاد الأمريكي وإحياء قطاعه الصناعي، فإن الإجراءات التي اتخذتها إدارته بعد انتخابه كانت أقل بكثير من المتوقع، مع التركيز في البداية على دول محدودة مثل الصين وكندا والمكسيك.

ورغم أن الصين تأثرت بشدة بالتعريفات الجمركية، فإن فرض التعريفات على كندا والمكسيك واجه العديد من التحديات، حيث كانت هناك تأخيرات كثيرة في تنفيذ هذه السياسات، وعلى الرغم من رفع التعريفات على بعض السلع مثل الصلب والألومنيوم، فإن سياسة ترامب التجارية كانت تسودها التهديدات والتصريحات دون أن تتحول إلى واقع ملموس في العديد من الحالات.

وفي يوم الأربعاء، الذي أطلق عليه ترامب "يوم التحرير"، سعى الرئيس الأمريكي لفرض حسم واضح بعد أسابيع من التذبذب والشكوك، معلنًا عن فرض التعريفات المتبادلة التي تعهد بها سابقًا، ورغم معارضة العديد من الاقتصاديين والشركات الكبرى لهذه الخطوات، اختار ترامب أن يتبع حدسه في هذه المسألة.

وفي خطاب مثير للجدل، تطرق ترامب إلى التاريخ الأمريكي، مشيرًا إلى عام 1913 عندما تم فرض ضريبة الدخل كسبب للتغيرات الاقتصادية في البلاد، مشيرًا إلى أن الكساد الكبير كان يمكن تجنبه لو استمر فرض التعريفات الجمركية.

ولكن العديد من المؤرخين انتقدوا هذا الطرح، مؤكدين أن قانون "سموث-هالي" لعام 1930، الذي زاد التعريفات على المئات من الواردات، يُعتبر أحد الأسباب التي ساهمت في تعميق الأزمة الاقتصادية في ذلك الوقت، وفي الوقت نفسه، يتوقع ترامب أن تؤدي هذه السياسة إلى "عصر ذهبي" جديد للاقتصاد الأمريكي، مع خلق ملايين من الوظائف الجديدة وزيادة كبيرة في الصادرات وعائدات من التعريفات.

ومع ذلك، تظل هناك شكوك كبيرة بشأن تأثير هذه السياسات على المدى الطويل. فبعض التقديرات تشير إلى أن هذه التعريفات قد تزيد من تكلفة المعيشة للأسرة الأمريكية بنحو 3800 دولار سنويًا، ما يعني أن هذه السياسات قد تتحول إلى واحدة من أكبر الزيادات الضريبية في تاريخ الولايات المتحدة.

واختتمت الصحيفة بالقول إنه إذا نجحت سياسات ترامب التجارية، فإن إدارته قد تكون من بين الأكثر نجاحًا اقتصاديًا في التاريخ الأمريكي الحديث، أما إذا كانت هذه السياسات غير فعّالة، فإن الأمريكيين أنفسهم، الذين انتخبوه على أساس وعد بتخفيض تكاليف المعيشة، قد يتحملون العواقب الأكبر.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان