لماذا يعارض كبار مؤيدي ترامب قبول طائرة الدوحة الفاخرة؟
دونالد ترامب
كتب- محمود عبدالرحمن:
واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الانتقادات الحادة من جانب عدد من أبرز مؤيديه، بعد إعلان قبوله طائرة فاخرة من العائلة المالكة في قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية محتملة في حال فوزه بولاية ثانية، حيث تبلغ قيمة الطائرة نحو 400 مليون دولار.
ودافع ترامب عن القرار خلال مؤتمر صحفي، حيث ردّ على سؤال من مراسلة حول ما إذا كانت قطر قد طلبت شيئًا مقابل هذه الهدية، وكيف يمكن ضمان عدم حدوث ذلك مستقبلًا، بقوله: "نشعر بخيبة أمل لأن شركة بوينغ تأخرت كثيرًا في تسليم طائرة رئاسية جديدة، في حين أن الطائرة الحالية عمرها 40 عامًا. إذا تمكنا من الحصول على طائرة 747 كهدية من أجل وزارة الدفاع لاستخدامها مؤقتًا، فأعتقد أن هذه لفتة لطيفة للغاية".
وأضاف ترامب ساخرا: "ربما أكون غبيًا إذا قلت لا نريد طائرة مجانية.. نحن نعطي أشياء مجانية ونأخذ أحيانًا، وهذا يساعدنا".
وبشأن ما إذا كان سيستخدم الطائرة بعد مغادرته منصبه، أكد ترامب: "لا، لن أفعل. الطائرة ستُنقل مباشرة إلى المكتبة الرئاسية بعد انتهاء ولايتي".
وعلى الرغم من تصريحات ترامب بشأن نقل الطائرة إلى المكتبة الرئاسية بعد انتهاء ولايته، ألا أنها لم تُخفف من حدة الانتقادات، إذ وصف عدد من الإعلاميين المحافظين الهدية بأنها "رشوة لا يمكن الدفاع عنها"، محذرين من أنها تشكل "وصمة عار" على الإدارة الأمريكية.
وانقسمت وسائل الإعلام المؤيدة لترامب، حيث دعا بعض المعلقين إلى إعادة النظر في القرار، وحثوا أنصاره على تخيل رد فعلهم لو كان رئيس ديمقراطي هو من قبل تلك الهدية.
وقال بن شابيرو، المؤسس المشارك لموقع "ديلي واير"، خلال بودكاسته الإذاعي: "لو بدلنا الأسماء إلى جو وهانتر بايدن، لثار غضب اليمين"، مشيرا إلى أن هذه الواقعة تذكّر بتقارير سابقة عن "استغلال النفوذ"، منها مشاريع ترامب الخاصة بالعملات المشفرة.
وأضاف: "الرئيس وعد بتجفيف المستنقع... لكن هذه ليست طريقة لتنظيفه".
على الجانب الآخر، حاول بعض أنصار ترامب تبرير القرار، معتبرين أن "الحمقى فقط" هم من سيرفضون طائرة بهذه القيمة، بينما حاولت وسائل إعلام مؤيدة له، مثل "فوكس نيوز"، تحويل الانتباه عن الجدل، حيث جاء عنوانها الرئيسي: "ترامب يهاجم مراسلة ABC لسؤالها عن طائرة قطر الفاخرة".
وسأل مقدم "فوكس آند فريندز" المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن التفاصيل، فأجابت بأن "الأمر صفقة بين حكومتين، وستُنفذ بما يتوافق تمامًا مع القانون".
وعندما سُئلت عن احتمال تقديم قطر شيئًا في المقابل، نفت ذلك، مؤكدة أن ترامب "لا يعمل إلا بما يخدم مصلحة الشعب الأمريكي".
من جانبها، وصفت الصحفية باتيا أونغار-سارغون عبر قناة "نيوزماكس" الهدية بأنها "ليست سوى رشوة".
وقال أندرو مكارثي، المحرر بمجلة "ناشيونال ريفيو"، إن قبول الطائرة "غير مبرر"، منتقدًا عدم إدراك فريق ترامب لمفاهيم "الواجب الدستوري وتضارب المصالح"، واستشهد بما وصفه بـ"مشروع ترامب للعملات المشفرة" كمثال إضافي.
وقال المعلق المحافظ إريك إريكسون عبر برنامجه الإذاعي إن قطر "ليست حليفًا حقيقيًا للولايات المتحدة"، مذكّرًا بأن بام بوندي، التي أقرت قانونية الهدية، كانت في السابق جماعة ضغط مدفوعة الأجر لصالح الدوحة، مضيفا أنه يعتقدأنها تعرض ترامب لمشاكل قانونية لاحقًا.
ولم تقتصر الانتقادات على الإعلاميين، بل وصلت إلى نشطاء بارزين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتبت الناشطة اليمينية لورا لومر عبر منصة "إكس": "إذا صح هذا، فسيكون وصمة عار. وأقول هذا كشخص مستعد للتضحية من أجل ترامب، لكنني أشعر بخيبة أمل شديدة". وشارك الإعلامي مارك ليفين منشورها قائلًا: "وأنا كذلك".
وأشار إريكسون لاحقًا إلى أن تقارير قبول الطائرة أثارت استياء حتى بين مؤيدي ترامب، في حين امتلأت منصة "إكس" بحسابات مجهولة تروج للقرار وتصفه بـ"الذكي".
وتعود جذور الاعتراض إلى مخاوف بشأن علاقة قطر بحركة "حماس"، إذ يُقال إن قيادات من الحركة أقامت في العاصمة الدوحة، رغم أن تقارير أفادت بأن قطر وافقت على ترحيلهم في نوفمبر الماضي.
فيديو قد يعجبك: