إعلان

الدعم المطلق لإسرائيل.. هل انتهت صلاحيته مع عودة ترامب للبيت الأبيض؟

09:15 م السبت 17 مايو 2025

نتنياهو وترامب

كتب- محمد جعفر:

رغم أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يُعد من المسلّمات السياسية في واشنطن، خاصة من جانب الجمهوريين، إلا أن سلوك الرئيس دونالد ترامب، يُشير إلى بداية تحوّل دقيق لكنه بالغ الدلالة، فالرجل الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأبرم "اتفاقيات إبراهيم"، وقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في ولايته الأولى، بات الآن يُظهر بروداً لافتاً تجاه حليفه التقليدي في الشرق الأوسط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

تحوّل في السلوك لا في المبادئ

زيارة ترامب الأخيرة للشرق الأوسط لم تشمل إسرائيل وتضمنت فقط الدول الخليجية الثلاثة (السعودية والإمارات وقطر)، على الرغم من ضغوط حكومة نتنياهو، في دلالة على فتور غير مألوف في العلاقات بين الحليفين، كذلك، تفاوضت واشنطن مع الحوثيين على وقف إطلاق نار مع الحوثيين في اليمن، كما أقال ترامب مستشاره للأمن القومي مايك والتز، بسبب تنسيقه ضربات إيرانية مع تل أبيب دون استشارة الرئيس، بحسب تقارير إعلامية أمريكية.

صورة 1

ووفقًا لمقال رأى للكاتبة إيما آشفورد، منشور على المجلة الأمريكية (السياسة الخارجية - foreignpolicy)، فإن كل تلك المؤشرات لا تعني أن ترامب، أصبح نصيرًا للقضية الفلسطينية أو مدافعًا عن حقوق الإنسان، فبرغم ذلك لا تزال إدارته تبيع الأسلحة لإسرائيل، وتستخدم قانون الهجرة ضد المحتجين المؤيدين لفلسطين، وتدعم التهجير القسري من غزة، إذ استخدمت مشاهد مولدة بأدوات الذكاء الاصطناعي على الطريقة "الترامبية"، تظهر مدينة غزة وكأنها منطقة ريفيرا الشرق الأوسط حسب ما أوضحوا.

نهج صفقات لا تحالفات

ما يميز ترامب هو تفضيله الصفقات على التحالفات الأيديولوجية، فبدلاً من الولاء غير المشروط، يُركّز على تحقيق مصالح أمريكية بحتة، ولو على حساب الحلفاء التقليديين، ورغم دعمه غير المعلن للعمليات الإسرائيلية في غزة، فإنه لا يمانع توقيع اتفاق نووي مع إيران أو توسيع اتفاقيات التطبيع مع دول عربية، حتى لو تم ذلك دون إشراك إسرائيل.

ويشعر قادة تل أبيب بتهميش متزايد، خاصة مع الخلافات العلنية حول توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية، بينما تفضل إدارة ترامب الحالية استراتيجية تفاوضية، ترى الحكومة الإسرائيلية أن الوقت حان للحسم العسكري.

أميركا أولًا.. بلا استثناءات؟

طوال عقود ماضية تخطى عددها الـ7 عقود، اعتُبر دعم إسرائيل جزءًا من "الثوابت" في السياسة الخارجية الأمريكية، بالنسبة للرؤساء الأمريكيين كافة على اختلاف انتماءاتهم الحزبية، غير أن ترامب براغماتيًا كما هو، لا يتبنّى هذا الافتراض، فهو يضغط عندما يرى ذلك مناسبًا، وينسحب من المشهد إذا لم تكن المكاسب واضحة.

2

وربما لهذا السبب، يجد بعض المحللين والخبراء أنفسهم في حيرة: ترامب ليس حليفًا للقضية الفلسطينية، لكنه أيضًا ليس حليفًا أعمى لإسرائيل، هو ببساطة يُعيد صياغة معادلة العلاقة وفق منطق: أميركا أولًا.. بلا استثناءات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان