إعلان

سيول وحرائق وعواصف رملية.. العالم وتغير المناخ في أسبوع (فيديو-صور)

03:27 م الثلاثاء 06 مايو 2025

عواصف رملية

كتبت- سهر عبد الرحيم:

لم تعد الظواهر الجوية المتطرفة أحداثًا نادرة أو استثنائية، بل أصبحت مشاهد مألوفة تتكرر بوتيرة متسارعة في مختلف أنحاء العالم. والتي تنوعت بين السيول المفاجئة والعواصف الترابية والحرائق واسعة النطاق، تكشف هذه الحوادث تغير واضح في سلوك المناخ العالمي. وخلال الساعات الماضية فقط، ضربت موجات من الطقس العنيف ثلاث دول في ثلاث قارات، في مشهد يعكس ملامح مرحلة مناخية جديدة تفرض تحديات غير مسبوقة على الدول.

الأردن

1_1_11zon

شهدت مدينة البترا الأثرية في المملكة الأردنية الهاشمية، أول أمس الأحد، تساقطًا غزيرًا للأمطار؛ جراء تأثر المملكة بمنخفض جوي أثر على مناطقها الجنوبية مما أدى إلى تشكّل السيول في بعض الأودية والمناطق المنخفضة، وسط انخفاض ملموس في درجات الحرارة ونشاط في سرعة الرياح.

وقامت السلطات الأردنية بإجلاء مئات السائحين في منطقة البترا، بعد سقوط الأمطار الغزيرة. وقال مفوض إدارة شؤون المحمية والسياحة في سلطة الإقليم، يزن محادين، إن كوادر الإنقاذ في المنطقة والدفاع المدني، قاموا بعملية الإجلاء دون تسجيل أي إصابات.

وأضاف محادين، في تصريحات لقناة "المملكة" الرسمية، إن "عدد السياح الذين زاروا الموقع الأثري اليوم بلغ 1785 سائحًا، أجلت كوادر الدفاع المدني معظمهم ممن كانوا يتجولون أمام الخزنة والسيق ومنطقة الرصاصة والدير وسطوح النبي هارون".

لكن بعد يوم من السيول، أعلنت السلطات الأردنية، وفاة سائحة بلجيكية وابنها جراء السيول التي ضربت لواء الشوبك جنوبي البلاد، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن راعي أغنام مفقود في منطقة الحسا بمحافظة الطفيلة.

وقالت مديرية الأمن العام الأردنية، إن فرق البحث والإنقاذ، تمكنت من العثور على جثتي السائحة وابنها بعد ساعات طويلة من العمل الميداني في ظروف جوية صعبة وتضاريس معقدة، إذ تم اخلاء الجثتين وفتح تحقيق في الحادثة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إجلاء سياح من هذا الموقع الأثري خلال السنوات الأخيرة. وبحسب العلماء، أصبحت الأمطار الغزيرة وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تواترًا وشدة بسبب التغير المناخي.

السعودية

2_2_11zon

ضربت عاصفة ترابية هائلة، أول أمس الأحد، محافظة الرس في القصيم وسط المملكة العربية السعودية، نتج عنها سحابة كثيفة من الغبار حجبت الرؤية وأثارت الرعب بين السكان، في ظاهرة طبيعية تسمى "الجدار الغباري".

وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وثقت لحظة تقدم العاصفة ككتلة ضخمة تتحرك بسرعة نحو المنطقة بشكل مباغت ومهيب.

وفي تحليل الظاهرة، قال الخبير المناخي السعودي د. عبدالله المسند، عبر منصة "إكس"، إن "العواصف الغبارية الناتجة عن الرياح الهابطة تحدث عندما تنخفض كتل هوائية باردة من السحب الركامية بسرعة نحو سطح الأرض، فتضرب الأرض بقوة ثم تنتشر أفقيًا في كل الاتجاهات، وتثير معها الأتربة والغبار من السطح".

ووفق المسند، قد يتجاوز ارتفاع هذه الجدران الغبارية 2000 متر، وتصل سرعة الرياح المصاحبة لها إلى 100 كيلومتر في الساعة، مما يجعلها تهديدًا مباشرًا لوسائل النقل الجوي والبري، خصوصًا مع تدني مستوى الرؤية الأفقية بشكل حاد.

ومن جانبه، كان مركز الأرصاد الوطني في السعودية، قد أصدر في وقتٍ سابق تحذيرًا لـ5 مناطق منها الرس استعدادًا للعاصفة الغبارية، محذرًا من أنها ستؤدي إلى "تدني في مدى الرؤية الأفقية (3-5) كم". كما دعا المواطنين إلى تجنّب الخروج من المنزل غير الضروري أثناء العاصفة، والبقاء في أماكن مغلقة قدر الإمكان لتفادي التعرض لمخاطر الغبار الكثيف.

ويُشار إلى أنه في أبريل الماضي، شهدت مناطق عدة في السعودية أمطارًا غزيرة مصحوبة برياح شديدة أدت إلى سيول جارفة، تسببت في إرباك الحركة المرورية وتعليق بعض الأنشطة. وتركزت السيول في مناطق مكة المكرمة والرياض والمدينة المنورة، شملت موجات برد ورياح مثيرة للأتربة.

وبدوره، دعا المركز الوطني للأرصاد والدفاع المدني المواطنين والمقيمين إلى توخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن مجاري السيول وتجمعات المياه، وحث المركز المواطنين والمقيمين على توخي الحذر ومتابعة مستجدات حالة الطقس باستمرار، واتباع تعليمات السلامة والالتزام بتعليمات الجهات المعنية حفاظًا على سلامة الأرواح والممتلكات.

بريطانيا

3_3_11zon

اندلع حريق ضخم في غابات منطقة دارت مور بجنوب غرب بريطانيا، أول أمس الأحد، والتهم حوالي 12,500 فدان من أراضي المستنقعات، أي ما يعادل نحو 50.6 كيلومتر مربع، تزامنت مع موجة حر شديدة سجلت خلالها البلاد أعلى درجات حرارة لبداية شهر مايو الجاري، في واحدة من أعنف موجات الحرائق التي تضرب بريطانيا هذا العام.

وأفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا)، بأنه وردت العديد من البلاغات إلى خدمات الطوارئ بشأن اندلاع الحريق يوم الأحد الماضي، واستمر رجال الإطفاء في مواجهته على مدار نحو 24 ساعة إلى أن تم إخماده يوم أمس الاثنين.

ومن جانبها، طلبت السلطات المحلية من السكان الابتعاد عن منطقتي "ميريفيل" و"أوكهامبتون" أثناء الحريق كإجراء احترازي، تحسّبًا لتحرك الحريق بـ"شكل غير متوقع" نتيجة تغيرات الطقس، بحسب ما قالته خدمة الإطفاء والإنقاذ في ديفون وسومرست. كما نصحت كل من تأثرت ممتلكاته بالدخان بإغلاق نوافذه.

وجاء هذا الحريق، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق الذي سجلته المملكة المتحدة في بداية مايو الجاري، إذ بلغت 30.29 درجة مئوية عصر الخميس الماضي في جنوب غرب العاصمة لندن، في وقت كان فيه رجال الإطفاء يكافحون حريقًا آخر على مساحة 2 كيلو متر مربع، اندلع في اليوم ذاته على بُعد نحو 27 كيلومترًا شمال شرق مانشستر.

4

واستجابت خدمات الإطفاء والإنقاذ منذ الأول من يناير وحتى صباح الأول من مايو لـ439 حريقًا بريًا. ويُقارن هذا الرقم بـ 250 حريقًا خلال الفترة ذاتها من عام 2022، و60 في عام 2023، و44 فقط في عام 2024، وفقًا للمجلس الوطني لقادة الإطفاء.

وتشير هذه الظواهر المتزامنة إلى تسارع وتيرة الاضطرابات المناخية حول العالم، مما يعيد إلى الواجهة الحاجة إلى خطط تأهب واستجابة عاجلة، وأيضًا إلى تعزيز الجهود العالمية للحد من آثار التغير المناخي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان