إعلان

تحول في العلاقات.. هل فقدت إسرائيل مكانتها كحليف استراتيجي لواشنطن؟

06:52 م الجمعة 09 مايو 2025

ترامب وبنيامين نتنياهو

القاهرة -مصراوي

في تحول لافت في المواقف السياسية داخل الولايات المتحدة تجاه إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، أشار الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم تعد تُعتبر حليفًا موثوقًا لواشنطن، بل باتت تشكّل تهديدًا مباشراً للمصالح الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.

وحسب المقال الذي نشرته الصحيفة الأمريمكية، فإنه ومنذ تأسيس البنية الأمنية الأمريكية-العربية-الإسرائيلية بعد حرب أكتوبر 1973، شكلت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ركيزة أساسية في سياسة واشنطن الخارجية في المنطقة. لكن "فريدمان" يرى أن حكومة نتنياهو الحالية، ذات الطابع اليميني المتطرف، تسير في اتجاه معاكس لهذا التحالف التاريخي، عبر السعي إلى ضم الضفة الغربية وإفراغ غزة من سكانها الفلسطينيين لصالح مشروع استيطاني أوسع، ما يهدد بفك الارتباط بين واشنطن وتل أبيب.

1

اللافت حسب المقال، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يستعد لزيارة الشرق الأوسط دون لقاء نتنياهو، بدأت تنتهج سياسات مستقلة بعيدًا عن تأثير إسرائيل، حيث انخرطت في مفاوضات مباشرة مع إيران، والحوثيين، وحتى مع حماس. لذا يعتبر "فريدمان" هذه الخطوات مؤشراً على رفض واشنطن لتوجهات حكومة نتنياهو، ورسالة مباشرة بأن الأخيرة لم تعد تتحكم بقرارات البيت الأبيض كما في السابق.

يستعرض الكاتب الأمريكي أيضًا توماس فريدمان في مقاله، كيف أن نتنياهو أفشل، بدوافع سياسية وشخصية، مشروعًا ضخمًا كان من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل التزام تل أبيب بمسار تفاوضي نحو حل الدولتين مع السلطة الفلسطينية. فقد خضع نتنياهو لضغوط شركائه المتطرفين في الحكومة، رافضًا فتح أي حوار مع الفلسطينيين، ما أدى إلى انهيار فرصة كان من شأنها إعادة تشكيل خريطة التحالفات في المنطقة لصالح واشنطن وتل أبيب.

2

بحسب المقال الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لإعادة غزو قطاع غزة بشكل واسع النطاق، في عملية تهدف إلى حصر السكان الفلسطينيين في منطقة ضيقة على حدود مصر، وسط مؤشرات على مزيد من الانتهاكات التي وصلت معظمها إلى جرائم حرب، وفقاً لتقارير خبراء عسكريين ومحللين سياسيين في الصحافة الإسرائيلية.

وقد حذّر أموس هاريل، المحلل العسكري في صحيفة هآرتس العبرية، من أن العملية المرتقبة ستكون "بالغة العنف"، وقد تُسفر عن دمار واسع النطاق للبنية التحتية المدنية في غزة، وزيادة أعداد الضحايا بين المدنيين.

الاستراتيجية الإسرائيلية، بحسب فريدمان، لا تُهدد الفلسطينيين فحسب، بل تزعزع استقرار الأردن ومصر، حليفتي الولايات المتحدة، حيث تخشى العاصمتان من محاولة تهجير الفلسطينيين إلى أراضيهما، كما أن هذه السياسات تُضعف جهود دمج إسرائيل ضمن منظومة الأمن الإقليمي التي تقودها واشنطن لمواجهة النفوذ الإيراني والصيني، بحسب ما أفاد هانز فيكسل، المستشار السابق للقيادة المركزية الأمريكية.

3

في ختام المقال، ينقل "فريدمان" تحذيرًا لافتًا، مفاده أن الجيل القادم من اليهود الأمريكيين قد يكبر في عالم تُصبح فيه إسرائيل دولة منبوذة دوليًا بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين، واقتبس في نهاية مقاله من افتتاحية صحيفة هآرتس الصادرة في 7 مايو: "يمكننا الاستمرار في تجاهل عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة، واستخدام آليات النفي واللامبالاة والتبرير... لكن الحقيقة المرّة لن تتغير: إسرائيل هي من قتلتهم. علينا ألا نغضّ الطرف. يجب أن نستفيق ونصرخ بأعلى صوت: أوقفوا الحرب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان