من هوّ قاسم سليماني "جنرال إيران الغامض"؟
كتبت – سارة عرفة:
قاسم سليماني، جنرال إيراني حاضر دوما في العراق، وسوريا في بعض الأحيان. ارتبط اسمه في السنوات الأخيرة بالحرب التي تخوضها القوات العراقية مدعومة بمليشيات الحشد الشعبي الشيعية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي احتل مساحات شاسعة من البلاد.
ظهر أيضا في سوريا حيث تساند إيران النظام السوري في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات.
تعتبر الولايات المتحدة الجنرال سليماني قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، داعما للإرهاب.
ولد سليماني في مدينة قم سنة 1957.
وقد التحق بالحرس الثوري أوائل ثمانينيات القرن الماضي. شارك "سليماني" في الحرب العراقية-الإيرانية، ورقي ليصبح أحد عشرة قادة إيرانيين يحتلون المناصب الأكبر في القوات الإيرانية المنتشرة في البلاد.
في 1989، عُين سليماني قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري، خلفا للجنرال أحمد وحيدي. ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، رقي إلى رتبة فريق، في يناير 2011.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قالت إنه من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية.
مجلة نيويوركر الأمريكية صنفته بـ"الجنرال الغامض"، و"الرجل الأقوى" في الشرق الأوسط بالنظر إلى النفوذ القوي الذي يتمتع به في المناطق المشتعلة في المنطقة: سوريا، العراق، لبنان، اليمن وغيرها.
ووصفته تقارير صحفية بأنه "الحاكم الفعلي" في بغداد.
ويُعرف عن سليماني أنه يحاول دائمًا تجنب الأضواء ويستمع أكثر مما يتحدث.
ويقول خبراء في الشأن الإيراني إن سليماني يعتبر اليوم "رمزا للدولة العميقة" في إيران، والتي يسيطر عليها المرشد الأعلى علي خامنئي، وبطانته.
لا يقتصر دور سليماني على السياسة الداخلية، بل برز اسمه كعقل مدبر للعمليات الخارجية التي ينفذها فيلق القدس الذراع العسكرية والأمنية للحرس الثوري الإيراني في المنطقة والعالم بقيادته، منذ أن صنفه كل من واشنطن في العام 2007 والاتحاد الأوروبي عام 2011، في قائمة الإرهاب الدولية.
ووضعته وزارة الخزانة الأمريكية وقياديا آخر بالحرس الثوري وهو حيدر تشيذري، على لائحة العقوبات، بسبب مشاركتهما النظام السوري في قمع الاحتجاجات الشعبية في 2011.
وتولى سليماني، بأمر من المرشد خامنئي، مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول منها: لبنان والعراق وأفغانستان وفلسطين، التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني.
دوره في العراق:
لا تتوقف محاولات إيران للسيطرة على المشهد في العراق، مرة بشكل غير مباشر من خلال أحزاب وقوى سياسية محسوبة على طهران، ومرات بشكل مباشر من خلال جناحها العسكري الحرس الثوري الذي بات متواجدا بشكل متزايد في ساحات المعارك بالعراق.
برز دور سليماني في العراق منذ ظهوره على جبهات ضد تنظيم داعش في منتصف عام 2014، وشارك في معركة استعادة مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين وكذلك مشاركته في معركة استعادة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
كما تولى سليماني قيادة ميليشيات الحشد الشعبي مع مستشارين آخرين من الحرس الثوري في معارك الفلوجة ضد تنظيم داعش.
وبالرغم من أن قيادات سياسية عراقية نددت بدوره في تحويل تلك المعارك وخاصة معركة تحرير الفلوجة، إلى حرب طائفية في العراق، إلا أن الميليشيات الشيعية في العراق تشيد بدوره في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
في سوريا، يعتقد على نطاق واسع أن إيران تشارك بقوات مقاتلة على الأرض إلى جانب قوات الحكومة السورية، وهو ما تنفيه طهران وتقول إنها تقدم استشارات فقط.
وأوردت تقارير صحفية غربية أن هناك قتلى إيرانيين سقطوا في القتال ضد الجماعات المسلحة في سوريا.
فيديو قد يعجبك: