ما هيّ حقنة "RH" وكيف تحصل الأمهات الحوامل عليها؟
كتب - أحمد جمعة:
تأثرت صناعة الأدوية بارتفاع سعر صرف الدولار خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي أدى لنقص عدد من العقارات الطبية على إثر صعوبة استيرادها، وكان من بين ذلك "حقنة RH" للسيدات الحوامل، والتي شهدت نقصًا بمراكز توزيع الشركة القابضة للأمصال واللقاحات، قبل أن تُعلن الدكتورة ألفت غراب رئيس الشركة، توفير 5 آلاف حقنة "RH" المخصصة للاستخدام في حالات الولادة، خلال اليومين الماضيين.
وقالت "غراب" في تصريحات لمصراوي، اليوم الأربعاء: "الحقن متوفرة في المقر الرئيسي للشركة فقط بشارع وزارة الزراعة، بحي العجوزة في الجيزة".
وأوضحت رئيس "فاكسيرا" أن الشركة الموردة استوردت 15 ألف حقنة منتصف أكتوبر الجاري، وتم دخول الشحنة إلى الجهة الإدارية لتحليلها معمليًا قبل الصرف، مشيرةً إلى أن "الحُقن مسُعرة جبريًا وتباع بـ 450 جنيه للحقنة الواحدة".
وعن التظاهر أمام مقر الشركة للحصول على الحقن، شددت "غراب" على أنها لم تتعد مجرد تجمهر طبيعي للحصول على الحقنة، ولا توجد أزمة في الوقت الحالي.
لكن محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، أشار إلى أن قصر توزيع الحقن على الفرع الرئيسي للشركة سيُسبب أزمة في المحافظات. وقال "رغم أن للشركة 7 فروع بالمحافظات لكنها تُوزع فقط بالجيزة".
وأضاف لمصراوي "بالطبع هناك انفراجة جيدة في الأزمة، لكننا بحاجة إلى 150 ألف حقنة سنويًا".
وسبق لمركز الحق في الدواء، أن حذّر من وجود حقن "RH" كولومبية مغشوشة في مصر، حيث أكد فؤاد أن "الحقن المغشوشة أصبحت مياه معدنية وتباع بأكثر من ألف جنيه".
وعن طريقة التمييز بين الحقن السليمة والمغشوشة، أوضح الدكتور ياسر خاطر، عضو مجلس أمناء "الحق في الدواء"ـ لمصراوي أن "المغشوشة عبارة عن حقنة في "فايل" مثل المضاد الحيوي تُسحب بالسرنجة، أما السليمة فهيّ سرنجة جاهزة للاستعمال".
لماذا ضرورة؟
ومن جانبه، أشار الدكتور أسامة عزمي، رئيس شعبة البحوث الطبية واستاذ الصحة الإنجابية بالمركز القومي للبحوث، في تصريحاته لمصراوي، إلى أن "حقنة الـ rh تعطى للسيدات ذوات فصيلة الدم rh سالب، عندما يكن حوامل في أطفال فصيلة دمهم rh موجب، وهذا ينتج في الأغلب عندما تكون فصيلة دم الزوج rh موجب. وفي هذه الحالة أثناء الولادة قد يختلط دم الجنين مع دم الأم مما يؤدي إلى أن يكون جسم السيدة أجسام مضادة تستطيع الانتقال إلى دم الجنين التالي، أي أن الrh لا يؤثر على الطفل الأول، لكنه يصيب الطفل الثاني إذا تكونت هذه الأجسام المضادة، مما يؤدي إلى إصابة الطفل بالأنيميا وفي بعض الأحيان (الصفراء) أو يؤدي إلى وفاة الجنين داخل الرحم من الفشل في الدورة الدموية".
وتكمن أهمية هذه الحقنة بحسب "عزمي" في أنها تمنع تكوين الأجسام المضادة، مؤكدًا أنه يمكن أن تُعطى للأمهات بعد 72 ساعة بعد الولادة، ويفضل أن يتم تناولها بعد الولادة مباشرة.
وحول نسبة السيدات المصابات بتلك الحالة، شدد "عزمي" أنه من 3% إلى 4% من السيدات في سن الإنجاب يحتاجون إلى هذه الحقنة.
فيديو قد يعجبك: