عمال "الدلتا للسكر" في اليوم السادس للإضراب: الفساد أهدر 200 مليون جنيه في شهرين

كفر الشيخ - إسلام عمار:

بين جدران مصنع شركة الدلتا للسكر بمركز الحامول بكفر الشيخ، وفى ساحاته، يفترش العاملون الأرض، استمراراً لإضرابهم عن العمل على مدار 6 أيام كاملة، بعد كشفهم إهدار الملايين فى فروق أسعار السكر، وبحثاً عن إجابة من الحكومة الصامتة عن أسئلة طرحها هؤلاء العمال "أين تذهب فروق أسعار السكر يا حكومة؟

فى شهرى سبتمبر وأكتوبر الماضيين، وهما شهرين شهدت مصر خلالهما بداية حدوث أزمة نقص السكر فى الأسواق، كشف مصدر مطلع من إدارة المصنع، رفض ذكر اسمه، عن شراء 4 شركات يعرف مسئوليها بحيتان السكر فى مصر، كميات من انتاج المصنع بلغت 52 الف طن سكر، خلال هذين الشهرين، بسعر 4 الاف و50 جنيهاً، ووقتها كان يباع كيلو السكر بأسعار السوق السوداء ما بين 8 و10 جنيها، وحققوا من وراء تلك الأزمة أرباحاً لا تقل عن 200 مليون جنيه.

أما الشركة القابضة للصناعات الغذائية، - وكما يشير المصدر- حصلت خلال الفترة الأخيرة، على حوالى 35 الف طن سكر، بسعر 4 آلاف و50 جنيهاً للطن الواحد، ثم أعادت بيعها للتموين بسعر 7 الاف و200 جنيه، ونتج عن ذلك فروق أسعار ما بين الشراء من مصنع الدلتا للسكر، والبيع للتموين حوالى 105 مليون جنيه لصالح تلك الشركة.

كما كشف عن تخزين 30 الف طن سكر بالمصنع، ورفض العاملون شحنهم وتحميلهم على سيارات النقل، من خلال الحصص المقررة لهم، ضمن إضرابهم عن العمل، وذلك لعدم بيعها بسعر 4 الاف و50 جنيهاً، حتى لاتهدر ملايين الجنيهات كفروق أسعار عن المصنع.

وأكد أن كمية 30 الف طن، لو شُحنت أو حُملت على متن تلك السيارات بسعر 6 الاف جنيه للطن الواحد، فسوف يكون عائد بيعها 180 مليون جنيه، ولو تم بيعها بالسعر الهزيل المذكور 4 آلاف و50 جنيهاً للطن، فسوف يكون العائد حوالى 120 مليون جنيه، وفارق السعر هنا سوف يكون 60 مليون جنيه، وتهدر تلك الملايين على المصنع، ويستفاد منه آخرون مثل الشركة القابضة للصناعات الغذائية والتى تستفيد بفروق أسعار أكثر من ذلك لبيعها سعر الطن بمبلغ 7 الاف و200 جنيه.

وفيما يتعلق بتلك الأزمة تقدم الكيميائى عبد الحميد سلامه - رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر، باستقالة مسببة، عن الاستمرار فى مهام عمله بنهاية العام الحالى فى 31 ديسمير القادم، اعتراضاً على تجاهل الشركة القابضة للصناعات الغذائية، ووزارة التموين، لمطالب إدارة شركة الدلتا، برفع طن السكر عن الأسعار التى تتحصل به الشركة القابضة.

وأكد فى تصريحات خاصة لـ "مصراوى" أن المطالب تضمنت رفع طن السكر من 4 آلاف و50 جنيهاً، إلى 6 آلاف جنيه، وذلك بعد ارتفاع تكاليف خامات الأنتاج، المرتبطة بأرتفاع أسعار الدولار فى البنوك، وقيام إدارة الشركة بزيادة 50 جنيهاً على سعر طن البنجر، فى شرائه من المزارعين.