صيادو المنزلة يهربون من الموت "فقرا" إلى الموت "غرقا" أو برصاص القناصة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
الدقهلية- رامى محمود:
وجوة بائسة، الحزن لا يفارقها، بعدما تبدلت أحوالهم من حياة كريمة ينعمون فيها بخير الصيد إلى فقر مدقع، بعد توقف زوارقهم الصغيرة عن العمل، وسيطرة المتعدين على بحيرة المنزلة، أحد أكبر وأهم البحيرات في مصر، واضطر بعضهم للعمل على مراكب للصيد خارج المياة الإٌقليمية مما يعرضهم للغرق أو القبض عليهم .
في معقل الصيد شمال محافظة الدقهلية وعلى مسافة أكثر من 65 كيلو من عاصمتها المنصورة، تستطيع بوضوح أن تقرأ ملامح الحزن على وجوه صيادين ضربهم الفقر وحولهم إلى عبء على أنفسهم، ويبحثون عن حلول تسمح لهم بالصيد مرة أخرى والسعي لجلب الرزق وإنعاش السوق بالأسماك التى تضاعفت أسعارها بشدة.
يوسف الفقي صياد من أهالي مركز المطرية التي تقع على بحيرة المنزلة بالدقهلية، يخرج كل يوم في الصباح سعياً وراء رزقه، يستقل قاربه، ويرمي الشبكة في المياه منتظرا ما تجود به البحيرة من خير ليجد أن خير البحيرة اختفى، أو تستقبله طلقة طائشة من أصحاب التعديات ليمنعوه من الصيد الحر داخل البحيرة.
الحال ضاق بجميع صيادى البحيرة والفقر ضرب أرجاء مدينة المطرية، بهذه الكلمات بدأ "يوسف" كلماته ليشكو بها حال الصيادين والكساد الذى أصابهم بعد سيطرة أعمال البلطجة – كما وصفها - من قبل أصحاب النفوذ داخل البحيرة وتعديهم على مساحات شاسعه، ومنع الصيادين من مزاولة نشاطهم، فضلا عن تحول البحيرة إلى منفذ كبير لمياه الصرف الصحي.
وقال الفقي: "بعض الصيادين خرجوا من بحيرة المنزلة باحثين عن قوت يومهم إلى المياه الإقليمية، لكنها تحولت بدورها إلى معاناة جديدة للصياد، بإلقاء القبض عليهم بدعوى اختراق المياة الإقليمية لدول أجنبية كما حدث في السودان والصومال وتونس، أو غرقهم في عرض البحر بمراكبهم وضياع جثامينهم في أعماق المياه.
وروى "الفقي" قصة شرف عباس شتيوى (50 عاما) صياد من المطرية، يجرى على رزق أبناءه الأربعة، وبعد تدهور الحال بالبحيرة خرج لمياه البحر الأحمر بمركب "زينة البحرين"، وبعد رحلة الصيد بدولة إريتريا غرق المركب قبالة السواحل السودانية أثناء عودته من رحلة الصيد، ولم ينج من الحادث سوى صيادين اثنين من أصل 12 ولم نعثر على جثة شتيوي حتى الآن.
من جانبه يرى نسيم بدر الدين نقيب صيادى المطرية أن مشكلة بحيرة المنزلة والصيادين يعرفها القاصي والداني، لكن المسئولين ودن من طين وودن من عجين، مضيفا: الصياد لم يعد يجد مكان للصيد الحر، فالبحيره أصبحت قطاع خاص، ولذلك أصبح مجبر على تركها وهجرها لأماكن أخرى للبحث عن لقمة العيش لأولاده، فالردم يحدث في البحيرة يوميا وعلى مرآي ومسمع مسئولين الثروة السمكية ومجلس المدينة ونواب البرلمان، ولكن لا حياة لمن تنادي .
وأوضح بدر الدين أن حياة الصيادين تبدلت من صيادين إلى بائعي خضار وسائقين تكاتك، وبعضهم يبحثون في صناديق القمامة عن كراتين ورقية وبلاستيك لبيعها لسد حاجتهم.
من جانبه أكد محمد العتماني عضو مجلس النوب عن دائرة المنزلة المطرية أن الإهمال والتعديات طال بحيرة المنزلة لدرجة أضاعت مساحات كبيرة منها، وتلوثت مياهها لدرجة إصابة صيادين بأمراض الفشل الكلوي والكبدي وفيروس سي، مشيرا إلى أن التلوث ناتج عن استقبال مياه البحيرة حوالى 7500 مليون متر مكعب سنويا من الصرف الصحى والزراعى والصناعى غير المعالج .
وأضاف العتماني: بحيرة المنزلة يمتلكها حاليا مجموعة من الأفراد الإقطاعيين حولوها إلى بيئة طاردة للصيادين ممتهني الصيد الحر إلى البحر الأحمر أوالبحر الأبيض، ليتعرضوا لخطر الموت غرقا، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتدخل رئاسي بإصدار قرار لتطهير البحيرة المنزلة كى تعود لسابق عهدها كمصدر أمن غذائى لمصر.
فيديو قد يعجبك: