"محمد عبادي" عن بطولاته في حرب أكتوبر: "محدش بيفتكرنا"
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
شهدت حرب أكتوبر 1973، عددًا من قصص الأبطال المنسيين، الذين حاربوا في سبيل تحرير الأرض، الجندي "محمد عبادي حسين أحمد محمود" 71 عامًا، أحد أبناء مدينة الخارجة، شارك في حروب 1967 والاستنزاف، وأكتوبر 1973، أحد هؤلاء الأبطال.
قال عبادي لـ"مصراوي": "التحقت بالخدمة في القوات المسلحة في 8 يونيو 1967عقب النكسة مباشرة، وكانت خدمتي في سلاح المدفعية، وجرى تدريبي في منطقة دهشور العسكرية، ثم التحقت بالكتيبة رقم 329 مدفعية التابعة للواء11 بالفرقة السابعة، إحدى فرق الجيش الثالث الميداني في محافظة السويس، وخضت حرب الاستنزاف، وحوصرت كتيبتي لفترة طويلة، وأظهر رجالها بالشجاعة الكاملة حتى انتصرنا على كتائب العدو التي كانت تحاصرنا خلال هذه الفترة".
وأضاف عبادي: "شاركت في حرب الاستنزاف لحين فترة اللاحرب واللاسلم، ثم شاركت في حرب أكتوبر المجيدة، والتي أعد لها الزعيم جمال عبدالناصر ونفذها بكل دقة الرئيس أنور السادات، وفي يوم 6 أكتوبر عام 1973 صدرت لنا الأوامر الساعة 2 ظهرًا إلا 3 دقائق، بفتح نيران المدفعية لأقصى درجة ممكنة على النقاط الحصينة، في خط بارليف التي يختبئ في داخلها العدو الإسرائيلي مع تدمير هذه النقاط، والتحصينات العسكرية في ظل غطاء جوي من الطائرات وبالفعل كنت أنا أعمل "ناشنجي" على مدفع طراز "هاوزر 122 مم"، والذي يطلق النيران لمسافة 11 كيلو و800 متر، ونجحنا مع ضربة الطيران في تدمير أجزاء عديدة من خط بارليف".
تابع قائلاً: "عقب ساعتين من القصف المتواصل من المدفعية المصرية والطيران، صدرت لنا الأوامر بعبور القناة والتمركز على الضفة الشرقية للقناة والتعامل مع العدو والذي ظل يوجه للكتيبة التي كنت مجندًا بها نيران قوية، منعتنا من العبور لساعات طويلة، حتى نجحت قوات المشاه والطيران في تدمير مدفعيته التي كانت تستهدفنا ونجحنا في العبور وبدأنا قصف أهداف العدو بالمدفعية، وكنا نشعر بأننا في تدريب عادي ولسنا في حرب بسبب الحماس الذي كان يدب في أرواحنا بمجرد رؤية طيراننا يعبر القناة وعبور رجال المشاه للضفة وتوجيه ضربات للعدو".
وأضاف عبادي، أن الكتيبة والفرقة تعرضت لحصار الـ100 يوم، بعد الثغرة، حيث قيل في ذلك الوقت إن المدرعات الإسرائيلية متوجهة لقصف الإذاعة المصرية، بعد نجاح الثغرة إلا أن قواتنا استبسلت ونجحت في صد الهجوم، وأسرت العقيد عساف ياجوري قائد الكتيبة المدرعة الإسرائيلية التي كانت متوجهة للسويس والقاهرة، بعد ذلك حسبما ما قيل في ذلك الوقت، حتى نجحت جهود الفريق الجمسي والمشير أبو غزالة، في مفاوضات الكيلو 195 مع الإسرائيلين في فك الاشتباك والحصار الذي تعرضت له قوات الجيش الثالث الميداني.
وقال عبادي: "إن أصعب المواقف التي تعرضت لها ما يسمى بلغة الجيش "المفرزة" حيث اقتربت مدرعات العدو من كتيبتي لمسافة 800 متر، وهو كان موقف صعب إذا لم نصمد في إطلاق النيران بالمدفعية فسنهزم، إلا أننا رجال الجيش كانوا على أعلى مستوى من التدريب والكفاءة، وشاهدت أحد زملائي يواصل إطلاق النيران وقدمه مقطوعة من أعلي الفخذ ولم يشعر بها، وظل يطلق النيران حتى حمله زميله لإسعافه، وبالرغم من ذلك ظل يصرخ بصوت عالي سأواصل قتل الأعداء حتى حمله زملائه بعيدا".
لفت عبادي، إلى أنه خرج من الخدمة في الجيش، شهر مايو 1974 وعاد إلى بلده الخارجة، عقب نزوله إجازة قصيرة لمدة 48 ساعة فقط في شهر إبريل 1974 ليطمئن أهله، حيث كان مسجل في قسم الشرطة بواحة الخارجة في ذلك الوقت أنه من المفقودين، بالرغم أنه كان معه 20 فردًا من أبناء واحة الخارجة يعرفهم جميعًا، ويخدمون معه في الجيش، "كنا نزور بعضنا البعض في الكتائب كأبناء بلدة واحدة ثم عدت إلي مدينة الخارجة واستقبلتنا الأهالي بالورود والزغاريد في منطقة الشعلة وهي الخارجة بلد أو البلد القديمة حاليًا، وخرجت من الخدمة واتعينت في جهاز التعمير كسائق ماكينة ري أتولى مهمة تشغيل آبار الري والزراعة، لأنني حاصل على الشهادة الابتدائية عام 1959 ثم انتقلت إلى وزارة الري بعد ذلك كمسئول تشغيل ماكينة ري أو ما يعرف باسم "سائق ماكينة ري" وأحلت للمعاش عام 2007.
واختتم عبادي قائلًا: "7 سنوات من عمري راحوا في الجيش، ولم يكرمني أحد حتى بشهادة تقدير واحدة، ولا حد سأل عني منذ تاريخ خروجي من الجيش وحتى الآن، والحمد لله أعيش مع أولادي في منطقة القلقان بمدينة الخارجة، وأعمل بالزراعة حاليًا، ولدى ولدين و7 بنات وراضي بما قسمه الله، لكن زعلان أنه محدش بيفتكرنا في ذكرى حرب أكتوبر".
فيديو قد يعجبك: