بالصور - "عم فكري".. قصة رجل في أسوان يتجمع حوله الحمام أمام "دكانه"
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
أسوان - إيهاب عمران:
في قلب مدينة أسوان العريقة وفي شارع الشواربي القديم ذو الطابع السياحي يقع دكان "عم فكري" لتجارة العلافة والغلال، حيث أصبح يعرفه المارة وزائري المحافظة بـ"صديق الحمام".
ورغم أن "عم فكري" قارب على الـ90 عاما إلا أنه لا يزال يقف في قلب تجارته التي بدأها فى ستينات القرن الماضي ويرفض الراحة بالمنزل كما أخبرنا أبنائه.
استقبلنا "عم فكري" بابتسامة تنم عن الرضا والراحة وقال: "بالنسبة لموضوع الحمام ده بدأ بالصدفة ففى صباح أحد الأيام منذ أكثر من 20 سنة وأنا بافتح المحل وبأطلع أحد أجولة الغلال وقع وتبعثر جزء منه فدخلت المحل لأحضر مكنسة ففوجئت بتجمع عدد كبير من الحمام يأكل من القمح، فتركته يأكل حتى شبع وغادر، ومنذ ذلك اليوم تعودت عند فتح باب المحل أن أقوم بإلقاء كمية من الحبوب والغلال لإفطار أسراب الحمام التي تعودت أن تأتي كل يوم في نفس الميعاد".
ويضيف: "بعد فترة لاحظت أن أسراب الحمام تعاود الظهور بعد صلاة العصر وتحوم بالقرب من الدكان فقمت بإلقاء الغلال مرة ثانية فتجمعت أسراب الحمام ومنذ ذلك الوقت أصبحت يوميا أقوم بإلقاء الحبوب مرتين فى اليوم في الصباح الباكر وبعد العصر".
وتابع عم فكري أنه في البداية كان يتجمع الأطفال وأولاده ليتفرجوا ويحاولون اصطياد الحمام ولكني منعتهم حتى أصبحوا يتفرجون من بعيد ولا يحاولون إيذاءه، كما أنني أوصيت أبنائي بالمحافظة على إلقاء الحبوب للحمام حتى بعد وفاتي ولا يقطعوا هذه العادة الطيبة لأي سبب من الأسباب، والأرزاق على الله.
أما بالنسبة لبداية "عم فكري" مع التجارة فيقول: "نشأت يتيم الأب ولم ألتحق بالمدارس، وعملت بالتجارة مع خالي منذ صغري وحتى فترة شبابي ثم استأجرت دكاني هذه وتعلمت القراءة والكتابة وحرصت على تعليم كل أولادي حتى حصلوا على شهاداتهم ومنهم من يعمل معي بمحل تجارة الغلال ومنهم من لديه مشروعه الخاص والحمد لله أديت فريضة الحج مرتين والعمرة مرة وفي الحج شاهدت حمام الحما في الحرم فتذكرت حمام دكاني".
وأضاف الحاج فكري محمد يوسف، أنه يطعم الحمام لوجه الله وليس لأي هدف آخر، وأنه يشعر بالرضا والسعادة عندما تكون أعداد الحمام كثيرة.
وأشار "عم فكري" إلى أنهم حاولوا مرة أن يضعوا وعاءً به ماء أمام المحل لكي يشرب الحمام منه ولكن الحمام لم يشرب.
وقال أبوالحسن ابن عم فكري، إنه منذ طفولته ويشاهد والده يلقي الحبوب والغلال أمام الدكان وتتجمع أسراب الحمام كل يوم مرتين، وأضاف أنه في الماضي كانت أعداد الحمام أكثر ويبدوا أنه مع زحام الناس وارتفاعات المباني المحيطة بالدكان بدأت أعداده تقل.
وأضاف أبوالحسن أن والده كان حريصا على هذه العادة يوميًا وأنه لغى إغلاق الدكان يوم الجمعة خصيصا من أجل الحمام، كما أنه يؤكد علينا قبل سفره لأي مكان على ضرورة فتح المحل مبكرا وإلقاء الحبوب للحمام يوميا.
ويقول "مؤمن محمود" عامل بالسوق بأسوان، إن مشهد تجمع الحمام أمام دكان "عم فكري" يضفي السرور على كل المارة سواء من أجانب أو زوار مدينة أسوان أو الأهالي مما يبعث رسالة أمان ومحبة.
فيما تضيف "هناء" ربة منزل من رواد السواق السياحي، أن كل الناس يثنون على هذا العمل ويدعون لصاحبه بالصحة والعافية طول العمر حيث إن الأهالي يشاهدون الحاج فكري يحرص على إطعام الحمام منذ سنين.
ويشاركهم الرأي "بركات سيد" من رواد السوق السياحي، أن المحظوظين فقط من المارة هم من يشاهدون أسراب الحمام وهي تهبط لالتقاط حبات الحبوب والفول التي ينثرها الحاج فكري مخصوص ليتغذى عليها الحمام.
دكان "عم فكري" بأسوان تحول من مجرد دكان للغلال إلى رسالة حب وخير وعطاء امتد من عالم الإنسان إلى عالم الطيور.
فيديو قد يعجبك: