إعلان

شحوط البواخر بأسوان.. هل يطيح بآمال العاملين بالسياحة؟

01:53 م الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

أسوان : إيهاب عمران
 
آمال عريضة يضعها العاملون بالقطاع السياحي بالأقصر وأسوان، على الموسم السياحي الحالي خاصة بعد عودة السياحة الروسية والإيطالية إلى عهدهما السابق، لتعويضهم عن السنوات السبع العجاف التي مرت بها صناعة السياحة منذ ثورة 25 يناير، لتأتي أزمة شحوط البواخر السياحية لتبدد هذه الآمال، فهل تنجح الجهود في رأب الصدع أم أن السيف سبق العزل.

بداية غير سعيدة لموسم سياحي مختلف

 "بداية غير سعيدة لعودة السياحة إلى أسوان" بهذه الكلمات بدأ هشام فتحي، مدير فندق من بين 20 فندقًا عائمًا تعرضت للشحوط بالمنطقة الواقعة أمام معبد كوم امبو، على مدار الثلاثة أيام الماضية.

وكان مستوى المياه في نهر النيل انخفض بسبب السدة الشتوية، فاضطرت شركات السياحة إلى استخدام لنشات صغيرة لنقل السيّاح إلى الشاطئ، واستكمال رحلتهم إلى أسوان بالأتوبيسات، ما أدى إلى تذمر واستياء عدد كبير منهم.

على إثر ذلك انتابت العاملين بالقطاع السياحي بأسوان، حالة من الغضب الشديد، فبعد أن بدأت عجلة السياحة في الدوران من جديد، متأثرة بحالة الاستقرار والأمن متحدية لقوى الإرهاب، يبدو أن شبح الإهمال -في أحسن الأحوال-جلس في خنق الإرهاب جنبًا إلى جنب، متخذًا من السياحة هدفًا له، وسط تبادل الاتهامات بين هيئة النقل النهري ووزارة الري، حول من المسؤول الأوّل عن المشكلة، والمتسبب في حدوثها.

آمال السياحة المتبخرة
وأضاف "فتحي" لــ"مصراوي": "تفاءلنا كثيرًا ووضعنا أمالًا عريضة على الموسم السياحي الحالي، خاصة بعد عودة السياحة الأمريكية واليابانية والروسية، وزيادة تدفقات السياحة الألمانية والصينية، إضافة إلى بداية عودة السياحة الإيطالية إلى سابق عهدها، لكن ما حدث أفسد فرحتنا وأصابنا في مقتل، فمن غير المعقول ألّا نتعلم من أخطائنا أو تجاربنا السابقة فموضوع الشحوط تكرر أكثر من مرة على مدار الأعوام السابقة، بسبب عدم تطهير المجرى الملاحي، وللأسف لا يتحرك أحد من المسؤولين إلا بعد وقوع الكارثة، وتبخّر الآمال".

وأشار إلى أن منظر تحميل السياح وحقائبهم في لنشات صغيرة بعد شحوط البواخر كفيل بالقضاء على الموسم وتشويه صورة السياحة المصرية.

إهمال متراكم
"إننا فور شحوط أول فندق اتصلنا بكل المسؤولين بالمحافظة ووزارتي الري والسياحة، ولم يتحرك أحد"، بهذه الكلمات أكد رفعت أبوبكر، مدير شركة سياحية تمتلك عددًا من الفنادق العائمة، مضيفًا لم يتحركوا إلا بعد فوات الأوان، وتفاقم المشكلة بشحوط أكثر من 20 فندق.

وأضاف "أبوبكر" أن وزارة الري تُلقي الاتهامات على هيئة النقل النهري، والضحية في النهاية هي السياحة والعاملين بها، الذين عانوا على مدار 7 سنوات من تراجع معدلات السياحة، وما إن بدأت تعود حتى فوجئنا بهذا الكم المتراكم من الإهمال.

من جانبه قال المهندس محمد طه الشربيني، مدير عام منطقة مصر العليا للنقل النهري، إن انخفاض منسوب مياه النيل أمام معبد كوم امبو، وظهور الجزر النيلية، أدى إلى تعديل خط الملاحة النهرية للبواخر النيلية العاملة بين أسوان والأقصر، بعد شحوط عدد من البواخر السياحية، موضحًا أن عمق النيل وصل في بعض المناطق إلى نحو 150 سنتيمتر، ما دفع البواخر والمراكب النيلية التي تحتاج إلى عمق الغاطس للتوقف بالمنطقة أمام معبد كوم امبو، وأعيد تسيير رحلات البواخر بعد إجراء تعديل خط سير الفنادق العائمة في منسوب مرتفع يسمح بمرورها، واتُخذت الإجراءات اللازمة.

الطمي وليست السدة الشتوية
بينما نفى الدكتور أسامة الظاهر، مدير مكتب وزير الري ومسؤول المشروعات الكبرى بالوزارة أن تكون السدّة الشتوية هي السبب، وقال أن السدة الشتوية تحدث كل عام، ولا يُمكن إلغائها، لأننا في أمسّ الحاجة لتوفير أي كميات من المياه، وأرجع سبب الشحوط إلى زيادة الطمي، وعدم تطهير وتكريك المجرى الملاحي بالنهر، أو ربما لمخالفة البحّارة لخط السير الطبيعي وانحرافهم خارج المجرى الملاحي، وأضاف أن وزارة الري ستُنسق مع هيئة النقل النهري ووزارة السياحة لحل المشكلة.

أعمال التطهير والتكريك
في حين انتقل اللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، أمس الاثنين، إلى موقع الشحوط بكوم امبو، وأشرف ميدانيًا على عمليات التطهير والتكريك، والتي بدأت صباح أمس بمشاركة 5 حفّارات وصنادل.

وأكّد محافظ أسوان التنسيق بين الهيئات الحكومية المختلفة للإسراع في الانتهاء من أعمال التكريك، من خلال إحدى الشركات المختصة لتطهير المواقع التي توجد بها ترسيبات رملية تعوق حركة البواخر السياحية.

وأشار "حجازي" إلى خطة المحافظة بأن تبدأ أعمال التكريك قبل بداية شهر نوفمبر من كل عام، للقضاء نهائيًا على ظاهرة شحوط البواخر السياحية، لتكون هذه الأعمال بمثابة الخطة الثابتة سنويًا قُبيل تنفيذ خطة وزارة الري للسدة الشتوية.

وأوضح المحافظ أنه ستُركّب علامات إرشادية وشمندورات مع التنبيه على قائدي البواخر بالتناوب في عملية الدخول والخروج لضمان سير البواخر السياحية في الخط الملاحي المحدد لها.

كما وصل أمس الدكتور يحيى راشد، وزير السياحة، لمتابعة الموقف من كوم امبو، ونفى الوزير توقّف أي مركب سياحي هناك.

الطمي وعدم الالتزام بالمسارات النيلية
وأضاف وزير السياحة، أن مشكلة توقف الملاحة النهرية للفنادق العائمة، ترجع إلى ثلاثة أشياء هي "الطمي، والمياه، وعدم الالتزام بالمسارات المُخصصة للمراكب"، فهي مشكلة تنظيمية، لكن كل الجهات المعنية تعمل على حلها، وحل كافة المشكلات التي قد تواجه السيّاح، لافتًا إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه المشكلة مستقبلًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان