صُناع الأثاث بالغربية: المنطقة الصناعية بالمحافظة "حلم في مهب الريح"

الغربية -مروة شاهين
تحول حلم إنشاء منطقة صناعية للأثاث بقرية كتامة التابعة لمركز بسيون في الغربية، إلى سراب، بعد اكتشاف أصحاب الورش أنها مجرد "حبر علي ورق"، بسبب تنصل مسئولوا المحافظة من وعودهم، بعدما تم تخصيص قطعة أرض للمشروع بلغت مساحتها 12 فدان، وتم وضع خطة مبدئية بتكلفة 20 مليون جنيه، كان مقرراً فيها أن يتم إنشاء 1600 ورشة نجارة و 900 معرض للأثاث والموبيليا، توزع على شباب الحرفيين في مزادات علنية.. "مصرواي" التقى عدداً من أصحاب الورش والمصانع للتعرف على أسباب توقف المشروع.
يقول نشأت الجيان، صاحب ورشة نجارة، إن الحديث عن إنشاء المنطقة الصناعية، بدأ منذ عام 2009 بعد توسع قرية كتامة في تصنيع الأثاث، وأصبحت تنافس مدينة دمياط، لافتاً إلى أنه وحتي الآن مجرد " كلام علي ورق فقط"، حيث تم تخصيص قطعة الأرض المقرر إقامة المشروع عليها، وتم وضع تصميم للمنطقة من قبل الجهات التنفيذية بمحافظة الغربية، دون العمل في إجراءات رسمية لبناء المصانع أو تسليم الأراضي لأصحاب المعارض والورش.
ويستكمل "الجيان" في حديثه لـ"مصراوي" إن هدف إنشاء المنطقة الصناعية هو تطوير وتنمية الصناعات الصغيرة، مثل صناعة الأثاث، وهو ما يخدم القرية والقري المجاورة، ويقلل نسبة البطالة بين الشباب، إلا أن ما تم الإعلان عنه بعيد عن ذلك، حيث أعلن عن إقامة مزاد علني لشراء الورش والمعارض بعد إقامتها، بحد أدني 13 ألف جنيه للمتر، مما يقصر الفرص علي أصحاب رؤوس الأموال فقط.
وأوضح بلال محمد، صاحب ورشة دهان أثاث، أنه بعد إغلاق معظم الورش في وجه العمالة بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، أصبح أملهم الوحيد هو إنشاء المنطقة الصناعية حتي يتوفر لهم فرصة عمل مناسبة، ولكنهم فوجئوا بتوقف العمل بالمنطقة دون إبداء أسباب واضحة من المسؤولين، وتحولت الأرض المخصصة للمشروع إلى مقالب للقمامة، رغم أنها منزوعة من المزارعين الذين كانوا يزرعونها ويستفيدون من محاصيلها.
وناشد أصحاب الورش والمعارض بقرية كتامة اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، بسرعة التدخل ومحاولة إنقاذهم وإعادة العمل بالمنطقة مرة أخرى حتي يتم انقاذ صناعة الأثاث من الانهيار، وحماية العمالة من التشرد بعد ارتفاع اسعار الخامات و إغلاق الكثير من الورش والمعارض.
من جانبه، قال المحافظ اللواء أحمد ضيف صقر: إن المنطقة الصناعية تعد من المشاريع العملاقة التي ترتكز عليها محافظة الغربية لجذب المستثمرين فضلا عن أنها ستمثل أحد أهم الروافد المستقبلية لدعم سياسة المحافظة الاستراتيجية الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانتها الصناعية، باعتبار الصناعة الخيار الاستراتيجي الأول.
وأكد "صقر" أن المشروع متوقف حاليًا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد فضلاً عن بعض الأمور التنفيذية، وسيتم التغلب عليها والعودة إلى العمل بها مرة أخرى، خاصة أن القوات المسلحة هي التي تنفذ المشروع.
وأضاف المحافظ أنه يتم حاليًا إعداد خطة لتطوير الأداء الحرفي والمهني بقرية كتامة، خاصة أنها تعتبر المنافس الأول في صناعة الأثاث لمدينة دمياط.