مدينة السلام "يوتوبيا" السويس.. وجه للجمال وآخر للجريمة والإرهاب
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
السويس – حسام الدين أحمد:
على الرغم من كون مدينة السلام، واحدة من أكبر المدن الجديدة بالسويس، وأكثرها تنظيمًا من حيث المساحات والإنشاءات، إلا أن اسم المدينة ارتبط ذهنيًا لدى الأهالي بعمليات السرقة والقتل تارة، وتارة أخرى بعناصر الجماعة الإرهابية واستهداف رجال الشرطة، حتى عاد اسم المدينة يتصدر من جديد المشهد في مصر، بعد إعلان وزارة الداخلية أن المشتبه به في تنفيذ الهجوم الانتحاري بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية يقيم بالمدينة، وكذلك أحد منفذي العملية الإرهابية الأخرى بكنيسة مارجرجس في طنطا.
وجهان للمدينة
للمدينة الجديدة، وجهان متناقضان، الأول يطل على الوافدين من القاهرة إلى السويس تستقبلهم قبل دخولهم المحافظة، فهي أول المدن الواقعة بطريق السويس – القاهرة، وينظر إليها المغترب مبهورًا بالعمارات السكنية المتناسقة واللون الأزرق الموحد الذي يكسوها، والفيلات وبضع قصور فارهة تَسُرُّ الناظرين فيحسبها "يوتيوبيا" السويس.
لكن ذلك المغترب لم ير بعد الوجه الآخر للمدينة، الذي يسير كامنًا متلثمًا خلال ساعات الليل، ويتحسس الشر في الشوارع المظلمة، حين يبسط الليل رداءه عليها، تنتشر قائمة طويلة للجرائم المتنوعة، تبدأ من السرقة بالإكراه وخطف الحقائب، ثم السطو على المنازل لسرقتها، وتجاوز الأمر في بعض الأحيان إلى القتل المقترن بالسرقة، ثم يتبع الشر منحنى آخر باتخاذ العناصر الإرهابية من وحداتها البعيدة عن أعين الشرطة وكرًا لهم، لتصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات، لاستهداف عناصر الشرطة والجيش.
تقع مدينة السلام في تجمعين، السلام 1 والسلام 2، يفصل بينهما طريق السويس – القاهرة الجديد، وهي تابعة لمشروع الإسكان التعاوني، تتجاوز مساحتها مساحة مدينة الهرم بالجيزة، حيث تمتد الأولى والتابعة لحي فيصل في المساحة الشاسعة بين طريقي السويس – القاهرة القديم والجديد، وعلى امتداد أكثر من كيلو متر بمحاذاة الطريق، أما الثانية التابعة لحي عتاقة فتمتد بين طريق السويس – القاهرة، وطريق مصر - إيران، وهي أكبر في المساحة.
ويقول عبد اللطيف صالح، مدرس ثانوي: "إن المشكلة الرئيسية في مدينة السلام أنها رغم مساحتها الشائعة، إلا أنها لا يسكنها إلا عدد محدود مقارنةً بآلاف العمارات تحت الإنشاء، وأخرى لا تسكنها سوى أسرة أو أسرتان فقط، ويستغل اللصوص العمارات تحت الإنشاء مخبأ لهم، ومراقبة المنازل المسكونة، وسرقتها".
وأشار صالح إلى أنه تعرّض للسرقة من قبل، وتسلل اللصوص إلى منزله عن طريق عقار مجاور له خاو من السكان، فضلاً عن سرقة بضائع من محل تجاري خاص بجاره.
استيطان الإخوان
قبل ثورة 25 يناير، بدأ عناصر جماعة الإخوان في التوجه وشراء الأرضي داخل مدينة السلام، باعتبارها أحد المجتمعات العمرانية الجديدة، وكانوا يسعون للتواجد فيها بقوة لتعويض نقاط ضعفهم في مناطق أخرى بالأحياء وداخل مدينة السويس.
ساعدهم في ذلك القيادي الإخواني المحبوس أحمد مراد، والذي لقبوه بـ"خيرت السويس"، عقب ثورة يناير، فكان يتولى الإنفاق على إنشاء المنازل ومد أصحابها بمواد البناء اللازمة لإقامة عقارات على الأرضي التي يشتريها أعضاء الجماعة، على أن يسددوا له مديوناتهم وبدون فوائد، كما ساهم في تزويد عدد كبير من العرسان ووفر لهم الأثاث اللازم لعش الزوجية، مقابل التسديد بنفس الأسلوب.
وساهم ذلك كثيرًا في تواجد عدد كبير منهم داخل المدينة، خاصة في الجزء الواقع أقصى غرب المدينة، حتى أنهم أطلقوا على أحد الشوارع اسم "حسن البنا" مؤسس الجماعة، ليقع على مفترق طرق بين شوارع تحمل أسماء الخلفاء الراشدين والتابعين والأئمة الصالحين.
أوكار إرهابية
عقب ثورة 30 يونيو، بدأ الجناح العسكري للجماعة، الاستيطان بالمدينة، واستئجار الوحدات السكنية بالعقارات الكائنة على أطرافها من ناحية طريقي السويس – القاهرة، القديم والجديد.
وفي 9 أغسطس عام 2015، توجهت مأمورية أمنية للمدينة لضبط الإخواني أحمد محروس، الذي كان مطلوبًا في عدة قضايا تتعلق بأعمال العنف والتخريب، وقبل وصول المأمورية للشقة التي كان يقيم فيها بجوار أسواق بدر التابعة لجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، فر المتهم من مخبأه حاملاً "بندقية آلية"، وأطلق النار على الضباط والأفراد، وعناصر التأمين والشرطة العسكرية المعينة خدمة بأسواق بدر.
وأصيب مجند شرطة من قوة تأمين السوق، واشتبكت عناصر الجيش وقوات الشرطة مع المتهم، وطاردته حتى تمكنت من محاصرته في أحد العقارات تحت الإنشاء على طريق السويس – القاهرة، وتمكنت من تصفيته.
وخلال المطاردة أصيب العقيد وليد، نائب مأمور قسم شرطة فيصل بطلق ناري في البطن، وتوفي متأثرًا بإصابته، كما أصيب مجند قوات مسلحة بطلق ناري في الرقبة
كان المتهم يحمل بندقية آلية، كلاشنكوف حملت رقم " 071465045 " موديل ak103-2 ، وقد عدّل فوهة إطلاق النار وتزويدها بـ"بولي تراب" يُستخدم لإضافة رأس وتركيب صواريخ صغيرة وإطلاقها من البندقية باستخدام قوة دفع الطلقات، وهو تعديل كان نادرًا في ذلك الوقت أن يوجد على أسلحة داخل مصر.
في شقة الإخواني، عثرت قوات الشرطة على عدد من العبوات الناسفة والقنابل يدوية الصنع، وكميات كبيرة من الذخيرة، وزجاجات مملوءة بمادة فوق أكسيد الهيدروجين، وأكسيد نترات، والجاز والبنزين، واليوريا التي تستخدم في الأساس لصناعة الأسمدة، وهي مواد إذا وقعت بين يدي إرهابي خبير في استخدامها، يمكنه الاعتماد عليها في صناعة قنابل شديدة الانفجار، وإحداث أضرار بالغة في كل المحيطين به.
عقب ذلك بثلاثة شهور، أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية النار على سيارة شرطة بشارع عثمان بن عفان، كان يستقلها مجند وفرد شرطة، وضابط برتبة عقيد، كانوا يشترون عشاءً من أحد المطاعم في السويس، وأصيب فرد الشرطة والمجند.
الطبيعة السكانية
تختلف الطبيعة السكانية لمدينة السلام عن غيرها من باقي المدن، فأغلب المقيمين إما عائلات تنتمي لصعيد مصر، أو مغتربون يعملون في مصانع وشركات السويس، وهناك نوع ثالث وهو المقيم بالبطاقة فقط، وقد ساهم عناصر الجماعة الإرهابية المقيمون في السويس في جلب تلك العناصر داخل المدينة، وتأجير وحدات سكنية لهم للحصول على محل إقامة بالمحافظة ليتسنى لهم الحصول على فرص عمل بشركات السويس.
وعن ذلك الوضع، يقول "صبحي مشالي"، عضو مجلس محلي سابق ورئيس لجنة تعليم المحافظة لـ"مصراوي": "إنه مقيم بالسلام منذ 8 أعوام، وهناك عدد لا يستهان به من قيادات الجماعة قد استوطن في المدينة منذ نشأتها في نهاية التسعينات، وساهموا في تكوين عصبيات صغيرة لهم، خاصة أبناء العائلات الواحدة من صعيد مصر."
ويضيف مشالي، أن أعضاء الجماعة الإرهابية كانوا يستأجرون وحدات سكنية ولا يقيمون فيها، من أجل الحصول على محل إقامة بالمحافظة، ما أحدث خللاً في التركيبة السكانية لأهالي السلام.
وتابع: "السويس عمرها ما كانت حاضنة للإرهاب في أي وقت، العناصر دي وافدة من محافظات أخرى، إما هاربين من محافظات أخرى، أو استوطنوا علشان يتعينوا في الشركات، والسويس بالنسبة لهم محطة مش أكتر"..
وأشار إلى أن الحملات الأمنية العام الماضي ألقت القبض على ما لا يقل عن 15 إخوانيًا من مناطق مختلفة بمدينة السلام، أغلبهم موظفون بشركات بترول.
أما عربي إبراهيم هنداوي، صاحب مكتب مقاولات، يقيم بالمدينة ذاتها، فاستنكر أن يكون من أبناء السويس شخص إرهابي يقتل عشرات الأبرياء، وقال إن محافظتهم معروفة على مدى التاريخ بالنضال والكفاح والمقاومة، وكان لها دور بارز في ثورة يناير، لكن لم تكن يومًا أرضا للإرهاب والعنف والتطرف.
فيديو قد يعجبك: