إعلان

هويدا كامل في حوارها لـ"مصراوي": لهذه الأسباب قبلت مهنة "المأذون" ببني سويف

01:25 م الخميس 25 مايو 2017

بني سويف ــ أحمد كامل:

رغم التحديات التي تواجه المرأة الصعيدية ما بين العادات والتقاليد، إلا أن واحدة منهن قررت كسر تلك العادات والتقاليد، وتتقلد منصب "المأذون"، الذي طالما كان حكرا على الرجال فقط، دون التفكير في رد فعل أهالي قريتها، أو مدى قبولهم أن يكون مأذون قريتهم "سيدة"، خصوصًا إذا كانت تلك القرية هي "سربو" بمركز سمسطا، المعروف عن أهلها التشدد الديني، ومسقط رأس عدد من قيادات جماعة الإخوان، وتستطيع أن تثبت نجاحها لمدة 7 سنوات متواصلة.

هويدا جمال كامل، أول أمرأة بمحافظة بني سويف تعمل كمأذون لقرية سربو، تقدمت للحصول على وظيفتها، بعد وفاة المأذون الشرعي بالقرية، وحصلت عليها بحكم محكمة بعد استيفاء الشروط اللازمة للوظيفة. تقول "هويدا" لـمصراوي: "أنا مواليد 1982 بمركز سمسطا في بني سويف، وحصلت على ليسانس دراسات إسلامية وعربية بجامعة الأزهر عام 2006، تزوجت بعدها، والآن أم لأربعة أولاد".

وأضافت: "مررت بمشوار طويل للتقدم في مسابقة المأذون الشرعي لقرية زوجي، بعد وفاة المأذون عام 2008، وسط منافسة من 4 أشخاص من أهالي القرية، بينهم اثنان حاصلان على نفس مؤهلي العلمي، ليتم اختياري عام 2010 كأول مأذونة بالمحافظة".

ولفتت إلى أن الأمر لم يكن سهلا في البداية، وأن الجميع بالقرية كانوا غير مقتنعين بأن يكون مأذون قريتهم سيدة، لا سيما مع ارتفاع نسبة التشدد الديني في "سربو"، إلا أنه مع الوقت أصبح الأمر طبيعيا أمامهم، لتتابع: "بدأت عقد القران في المسجد بدلا من المنزل، ليتحول الأمر إلى طبيعي، لأن المرأة بطبيعتها قادرة على العطاء في أي وظيفة وتحت أي ضغوط، لكن الأهم إتاحة الفرصة أمامها، فعمل المأذون مسؤولية كبيرة".

مأذون قرية سربو قررت مكافأة أهل قريتها بخفض تكاليف عقد القران، وتقليل نصيبها من مصاريف العقد، وعدم المغالاة في قيمة مصاريف المؤخر، وتحكي لـ"مصراوي": "التزمت بالقيمة القانونية المحددة من قبل المحكمة لمصاريف عقد القران، بل وخفضت من نصيبي مراعاة لأهالي القرية، وهو ما شعر به الأهالي وسكان القرى المجاورة، حيث طلب بعض أهالي القرى المجاورة عقد قران أبنائهم".

كما أن فوز سيدة بمنصب مأذون جعلها تتصدى لظاهرة متواجدة في المجتمع الريفي بشكل كبير، وهي زواج القاصرات، حيث ترفض "هويدا" عقد قران زيجات القاصرات، وتحث الطرفين على عدم فعله، لمخالفته للقانون.

ولا تنسى مأذونة قرية "سربو" بمركز سمسطا، أول عقد قران لها، حيث تجمع أهالي القرية داخل المسجد وخارجه من سيدات ورجال وأطفال لمراقبتها ومشاهدتها أثناء عقد القران، وتسرد: "وُفقت من ألله أن أعقد القران بكفاءة، وكنت عند حسن ظن كل من ساعدني من أسرتي والدي ووالدتي وزوجي وعمدة قريتنا، وكل من وقف بجانبي في هذا التحدي"، لافتة إلى سماعها أهالي القرية يرددون عبارات بينهم بعد عقد القران: "كتبت وعقدت القران واتكلمت زي البرابنط، ولو حد من ولادنا كان مكانها مكنش عرف ينطق".

مأذونة قرية "سربو" لم تمنعها مهنتها من الابتعاد أو التقصير مع أسرتها، بل يشجعونها ويقفون بجانبها: "أولادي وزوجي يشجعونني منذ لحظة التقديم في وظيفة المأذون وحتى الآن، بل يساعدونني أيضا في استكمال أوراق بعض المواطنين قبل عقد القران، في حال عدم إحضارهم للأوراق كاملة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان