بالصور - رغم قرار وقف التصدير.. أسعار الأسماك بدمياط "نار".. والشعبة: غياب الرقابة السبب

دمياط – محمد إبراهيم:

تُعد حلقة بيع الأسماك بالجملة بمدينة عزبة البرج البورصة الحقيقية للأسعار في محافظة دمياط، ويتوجه صباح كل يوم المئات من التجار للحصول على الكميات المقررة بعد إعلان القيمة المحددة لكل صنف، وعلى الرغم من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي وقف تصدير الأسماك خلال مؤتمر الشباب الذي عقد في مدينة الإسماعيلية، إلا أن عددًا كبيرًا من العاملين في مهنة الصيد كشفوا عن استمرار التصدير خصوصًا لعدد من دول الخليج.

تاجر: "بناكل سمك درجة تالتة"

في البداية، يقول محمد فوزي، تاجر أسماك، إن هناك انخفاضًا طفيفًا في الأسعار في الأيام القليلة الأخيرة لكنه جاء متأخرًا بعد أن أصبح شراؤها من باب الرفاهية لدى الكثير من الأهالي، مضيفًا "من سنتين كان اللي مش قادر يشتري لحمة أو فراخ بيجيب كيلو شبار أو سردين أو سهيلي لأن السعر كان على قد الجيب، النهاردة الموضوع بقى صعب علينا وعلى المستهلك لأننا بنشتري غالي ومضطرين نبيع غالي".

وأعزى فوزي السبب إلى العقبات التي تواجه الصيادين ومنها ارتفاع يومية الصيادين وغلاء الشبك وتصدير أصناف عديدة من السمك إلى الخارج، وتابع "اللي بينزل السوق ده درجة تالتة وفي البحر فيه أسماك بتتصدر بأسعار فلكية ولسه التصدير شغال رغم إن القرار مهم لكن بيكون فيه إجراءات لتجاوزه زي دفع رسوم تعويضية من خلال الجهات اللي بتستورده، وكل يوم بنشوف إنتاج بيتصدر خصوصًا لدول الخليج والأردن".

الصيادون يكشفون عن استمرار التصدير

وكشف السيد خليل، صيّاد، عن حيلة لجأ إليها عدد من ملاك المزارع للتغلب على قرار وقف تصدير الأسماك والتحكم في الأسعار في دمياط، موضحًا أن البعض قرر تقليل استخراج الكميات التي كانت تصدر في وقت سابق حيث يقلل المعروض من أجل تحقيق ارتفاع الطلب.

واستطرد خليل حديثه "الشبار ثابت في أفضل حالاته عند 50 جنيهًا للكيلو، والبربوني لأنه بيتصدر بيبدأ من 80 ويصل إلى 150 جنيهًا، والبوري في حدود 80 جنيهًا والجمبري يبدأ من 100 جنيه وحتى 300 جنيه والسهيلي بحوالي 120 جنيهًا والقاروص يصل إلى 100 جنيه والبطارخ وصل الكيلو منها إلى 1200 جنيه".

أسعار فلكية تسيطر على الأسواق

وأكد أن قرار وقف التصدير عقب إعلان لم يساهم بشكل ملحوظ في تقليل الأسعار، بسبب جشع التجار وعدم وجود رقابة من جهة، وارتفاع أسعار كل ما له علاقة بالصيد من وقود وعمالة وخامات وصيانة.

وطالب محمود الطرابيلي، صياد، الحكومة بحماية الصيادين من خلال عمل مشروع تأميني لهم بدلًا من تجاهلهم دون وجود علاج من خلال التأمين الصحي أو معاش، وتابع "اللي بيبطل الشغلانة مش بيلاقي ياكل وحاولنا كتير نعمل جمعيات وروابط لكنها بتفشل"

وأضاف الطرابيلي، أن الحملة التي دشنها ناشطون أخيرًا لمقاطعة الأسماك فشلت بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية كلها، فضلا عن أنها وجبة مفضلة للآلاف من الأهالي خصوصًا في وجه بحري، نافيًا وجود حالة من الركود مثلما تردد في الآونة الأخيرة، وتابع "الخير كتير والناس بتشتري رغم الغلاء".

الشعبة تطالب بتكثيف الرقابة لمواجهة الجشع

من جانبه، أوضح ماجد البداوي، رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية في المحافظة، أن قرار وقف تصدير الأسماك متعلق فقط بالأصناف الشعبية مثل البلطي والبوري، بينما هناك أنواع أخرى لا ينطبق عليها مثل المرجان والقاروص والجمبري، لافتًا إلى أنه من الضروري أن يراعي التجار الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، إلى جانب تكثيف الرقابة لمواجهة جشع البعض منهم.

وطالب حمدي الغرباوي، نقيب الصيادين، الحكومة بتنمية المزارع السمكية ومواجهة صيد الزريعة الذي يقضي على الثروة خصوصًا في مدينة رأس البر وبحيرة المنزلة، معتبرًا أن قرار منع التصدير الذي جاء من أجل تخفيف العبء عن كاهل المواطنين لم يحقق بعده أهدافه، لأن أسعار الأسماك كلها في تزايد.