إعلان

مرام.. ابنة الأسرة العلمية اجتازت الثانوية العامة تفوقًا "بلا مشقة"

08:37 ص الأربعاء 12 يوليه 2017

مرام علي (5)

الإسكندرية - محمد البدري:
تصوير - حازم جودة:

ولدت مرام في أسرة تحب العلم؛ فوالدها طبيب استشاري في أمراض القلب، ووالدتها المتوفاة كانت مهندسة، وشقيقها الأكبر إبراهيم يدرس حاليًا بالفرقة الثالثة بكلية الطب، وهو حاصل على درجة الامتياز في كل الأعوام، وكان حقق في الثانوية العامة قبل أعوام نسبة 97,5%.

"كنت متوقعة النتيجة بنفس الدرجة اللي حصلت عليها"، تقول مرام، مضيفةً أن إحدى زميلاتها هي التي توقعت نتيجتها منذ اليوم الأول لأداء الامتحانات، وهو ما جعلها تعمل بجهد أكبر على تحقيق تلك النتيجة، وأفادت بأنها لم تتلق أية اتصالات من وزارة التربية والتعليم، وكان أول من أبلغها بالنتيجة أحد وسائل الإعلام".
مرام علي (2)
وعن أصعب وأسهل مواد واجهتها في الامتحانات، علقت قائلة "أصعب امتحان كان الكيمياء رغم أدائي الجيد به إلا أنني استطعت تقييم صعوبة الأسئلة والتي كانت في مستوى الطالب فوق المتوسط، أما أسوأهم على الإطلاق كانت اللغة الإنجليزية لأنني أخفقت في تحقيق نصف درجة، وكان الامتحان الأفضل هو اللغة العربية الذي استبشرت به خيرا في باقي الامتحانات."

ووصفت الثانية على الجمهورية نظام "البوكليت" الذي تم تطبيقه في امتحانات الثانوية العامة للمرة الأولى بأنه جيد، قائلة: "كان مريح جدًا ووفر لي الكثير من الوقت والمجهود، و لم أجد أي مشكلات في التعامل مع هذا النظام بالرغم من بعض شكاوى الطلاب التي تمثلت في أن المساحات المتاحة للإجابات غير كافية".

"عمري ما حددت ساعات المذاكرة ولا حسبت في يوم بذاكر كام ساعة"، تقول مرام، وتضيف" "كنت أعتمد في مذاكرتي على طريقة توزيع المهام وتقسيم المنهج إلى أجزاء بالترتيب، وعندما أحدد مذاكرة جزء أستمر في المذاكرة حتى إنهائه دون الالتفات إلى الوقت الذي يتطلبه ذلك، وهذا التقسيم ساعدني كثيرًا على تذكر المعلومات.. والدي كان يساعدني كثيرًا بالتشجيع والدعم النفسي، وكانت نصيحته اليومية النوم الجيد أفضل وسيلة لتذكر المعلومات".
مرام علي (4)
وترى مرام أن أصعب فترة في الثانوية العامة هي فترة الامتحانات لأنها فترة المجهود المضاعف، التي يجد الجميع أنفسهم خلالها مضطرون لجمع كل ما يخص المنهج في ذاكراتهم خلال شهر واحد، على حد قولها.

وعن خطتها للمرحلة الجامعية، تقول مرام: "قررت الالتحاق بكلية الهندسة، حبًا في المجال وباختياري لأنني لم أجد ما يجذبني في الطب أسوة بوالدي وشقيقي الأكبر، ولكني فضلت التخصص في مجال والدتي التي توفيت قبل سنوات وكانت مهندسة كهرباء".

وردًا على سؤال مصراوي، عما ستطلب أو ستخبر به وزير التربية والتعليم عند مقابلته، أجابت: "هقوله ياريت نهتم بالمناهج شوية لأن بها بعض السلبيات، وتعديل بعض الأجزاء يكون ضروري خصوصًا مع التطور اليومي في المناهج التعليمية على مستوى العالم، وأحيانًا كنت أواجه بعض الأجزاء التي تبدو دون أي معنى وتحتاج مزيد من التوضيح والتطبيق في المناهج".
مرام علي (3)
ومن جانبه، قال والد مرام الدكتور علي إبراهيم، طبيب القلب: "كنت أنصحها بالنوم 7 ساعات على الأقل يوميًا، فبحكم عملي كطبيب واستشاري في أمراض القلب، أدرك تمامًا فائدة النوم بطريقة جيدة لجسم الإنسان، وهذا ما حاولت إقناع ابنتي به، واستجابت له بدورها"، وأضاف: "أكبر خطأ يقع به طلاب الثانوية العامة السهر ليالي طويلة بغرض جمع معلومات أكثر، إلا أن ذلك يسبب حالة من الإرهاق تعيق تذكر كل المعلومات، لتكون المحصلة أقل بكثير من الطالب الذي يداوم على النوم بصورة طبيعية".

وعن روتين ابنته خلال فترة الثانوية العامة، قال الدكتور علي: "مرام عملت جدول تفصيلي بالتعاون مع شقيقها الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الطب لتوزيع مهام المذاكرة على مدار الأسبوع، ورغم أنها لم تطبقه بشكل كامل إلا أنه ساعدها كثيرًا في تحقيق أفضل النتائج، وعلى الجانب الآخر هي الأخرى كانت تساعد شقيقها في عمل جدول مماثل لمذاكرة دروسه الجامعية".

وعلى غير العادة أكد والد مرام أنه لم يجد أي معاناة كوالد في الثانوية العامة، وأن نفس الشيء وجده في ابنته، مضيفًا: "لأننا اعتدنا على النظام وتنظيم الوقت داخل الأسرة، وهو ما تربت عليه مرام وشقيقها، وكنت أعمل على توصيلها يوميا لمقر الامتحان فيما كان يقوم شقيقها إبراهيم بتوصيلها إلى المنزل، وهذا الدعم النفسي والمعنوي كان له تأثير قوي في تحقيق نتيجتها".
مرام علي (1)
وعن الدروس الخصوصية، أجاب قائلاً: "ابنتي كانت تأخذ دروسًا خصوصية في كل المواد بالثانوية العامة على الرغم من أنها طالبة بمدرسة نبوية موسى أحد مدارس القمة بالإسكندرية، وهذا لأن الدروس أصبحت شيئ مفروض على الطلاب مهما كانت درجة قدراتهم الذهنية، فهي تمثل نوع من الاطمئنان النفسي، وهذا جاء نتيجة ضعف المنظومة التعليمية التي تحتاج للتطوير".

واختتم والد مرام بالقول: "أحلم بعودة المدارس كما كانت في فترات سابقة، التعليم والبحث العلمي محتاج تطوير ونظرة وميزانية أيضًا، ويجب أن يجد الطالب ما يجعله شغوفًا بالذهاب للمدرسة، من نظام ومواد تعليمية ومدرسين على كفاءة ومهنية تصلح لتخريج أجيال جديدة".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان