إعلان

مطار بورسعيد.. تطويرات وافتتاحات مستمرة و"المحصلة خيال مآتة"

04:07 م الإثنين 24 يوليه 2017

بورسعيد - طارق الرفاعي:

أنشأت قوات الاحتلال البريطانية "مطار الجميل"، على بُعد 6 كيلو متر غرب محافظة بورسعيد، لاستخدامه فى استقبال الطائرات التابعة له، قبل أن يتم تسليمه إلي سلطة الطيران المدنى المصرية عام 1945، والتي طورته ليستقبل الطائرات ذات 4 محركات التي تبلغ حمولتها من 10 إلى 14 راكبًا، غير أنه توقف عقب نكسة يونيو عام 1967، وافتُتح للحركة الجوية مرة أخرى في عام 1977 من جانب هيئة الطيران المدني المصرية بعد إطالة ممراته إلى 1500 متر لاستقبال الطائرات طراز فوكر (المروحية 37 ) والطرازات الأخرى المتشابهة..

تطوير مستمر وافتتاحات دائمة

تبلغ مساحة المطار مليونًا و246 ألفًا و172 متر مربع، عليها مبنى للركاب يسع 500 راكب، ويحوي مدرجًا رئيسيًّا بطول 2349 متر × 45 متر، 15 S بقوة تحمل (PCN (35، وله "ترماك" يتسع لأربع طائرات ومجهز إنارة ليلية، وله سير سفر وسير وصول، وجرى تطوير المطار فى الثمانينيات باعتمادات بلغت قيمتها 80 مليون جنيه، وتوالت أعمال تطويره لإعادة افتتاحه لأكثر من مرة من المحافظين السابقين، واستنفد ذلك الملايين أيضًا دون جدوى.

المنطقة الحرة

عانى المطار كثيرًا من الإهمال والتهميش، لا سيما بعد عام 2005 وإصدار قانون بوقف المنطقة الحرة، ما شل حركة النقل الجوي تمامًا في المحافظة، وقبل ثورة 25 يناير 2011 بأشهر قليلة، جرى افتتاحه مجددًا بحضور الفريق أحمد شفيق، وزير الطيران المدني وقتها بعد التجديد عن طريق تشغيل خط "القاهرة - بورسعيد"، وقامت الحكومة بافتتاحه بتشغيل خط بين كل من القاهرة و بورسعيد، غير أن التجربة باءت بالفشل، لا سيما بعد أحداث ستاد بورسعيد، لتأتي الانطلاقة الثالثة في أقل من ثلاث سنوات بعد انطلاق أولى الرحلات الجوية من وإلى القاهرة، وبالرغم من أن آخر عملية تطوير كانت في 2010، إلا أنه المطار ما زال متواضع الإمكانيات، سواء فى مهبط الطائرات أو صالات السفر.

المحاولة الأخيرة

كانت آخر محاولات تشغيل مطار بورسعيد، والتي جرت في عهد اللواء أحمد عبد الله، محافظ بورسعيد السابق، حيث أعلن عن رحلات على خط "بورسعيد - القاهرة"، ووصل سعر تذكرة إلى 147 جنيهًا للذهاب ومثلها للعودة، واقتصرت على رحلتين أسبوعيًا، وتحمّل بعض رجال الأعمال بالمدينة في بادئ الأمر تكلفة تشغيل الخط، بشراء تذاكر الذهاب والعودة وتوزيعها مجانًا، أملا فى دفع حركة السفر عبر المطار، غير أن الوضع ازداد سوءًا ووصل إلى أن الطائرات باتت شبه خالية من الركاب، وفشلت التجربة، قبل أن يغلق المطار بسبب أحداث استاد بورسعيد.

الخدمات البترولية

وعقب أحداث استاد بورسعيد التي أعقبت المباراة الشهيرة بين فريقي المصري والأهلي في 1 فبراير 2012، تحوّل المطار إلي ما يشبه "خيال مآتة" يقتصر العمل به على طائرات الخدمات البترولية العاملة بمنصات الغاز والبترول الواقعة بالبحر المتوسط قبالة مدينة بورفؤاد.

رجال الأعمال

من جانبه قال محمد صالح، مستورد، طالبنا كثيرًا بتطوير المطار لاستقبال الطائرات الكبيرة وتوفير رحلات مع المدن التجارية الكبرى التي يتعامل معها رجال الأعمال والتجار والمستوردون بالمحافظة، بجانب رحلات سياحية للعواصم الكبرى، لكن استمرت سياسة التجاهل التي تنتهجها وزارة الطيران والمحافظة، كما تجاهلوا طلب الأهالي استغلال المطار في رحلات العمرة والحج وخطوط الصعيد الطويلة، خاصة الأقصر وأسوان، بجانب شرم الشيخ والغردقة ومرسى مطروح.

وطالب يوسف عزام، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة بورسعيد، بالإعلان عن خطة واضحة لإنجاز المشروع، لتحقيق التنمية السياحية للمحافظة، وخدمة الاستثمارات بشرق وغرب بورسعيد، مشددًا على ضرورة التوقف عن تجاهل عملية تطوير المطار من قِبل وزارة الطيران المدني.

طلب إحاطة

وقال النائب أحمد فرغلي، أمين سر اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إنه تقدم بطلب إحاطة عن أسباب تجاهل خطة تطوير، نظرًا لأهمية الكبري لمواكبة المشروعات العملاقة التي تشهدها المحافظة بشرقها وغربها، لذلك فأهميته لا تقل أهمية عن المطارات المصرية الأخرى التي بدأت الحكومة في تطويرها منذ سنوات بالمليارات.

مدير المطار يتحدث

ومن جانبه، قال الطيار عصام كحيل، مدير مطار بورسعيد، إن عملية تطوير المطار التي جرى الإعلان عنها فى مارس 2016 لم تبدأ حتى الآن، وأن الوضع الحالي للمطار يعتمد بشكل رئيس على الطائرات الخاصة، وعلى العاملين بشركات البترول، ومشروع استخراج الغاز الطبيعى من حقل ظهر، بمنطقة غرب بورسعيد، مشيرًا إلى أن تعدد تبعية الأرض المجاورة للمطار والمطلوبة لأعمال التوسعة تتسبب في الكثير من المعوقات أمام تطويره، وبالتالي تشغيله بكامل طاقته، وهو ما يحتاج لقرارات سيادية لاستخدام تلك الأراضي، خاصة وأن المطار مدعم بجميع الأجهزة الحديثة الخاصة بمنظومة الكشف والمراقبه والفحص، غير أن صغر مساحته تقف عائقًا أمام عملية تطويره.

وأكد "كحيل" على أهمية تطوير المطار في ظل ما تشهده بورسعيد من توسعات واستثمارات بمنطقة شرق المحافظة، بجانب توسعات الغاز والبترول فى الغرب، حيث تسع ساحة مطار بورسعيد لـ 4 طائرات من طراز بوينج 737، وتبلغ مساحته الحالية 303 أفدنة، وتكلفت أعمال إعادة افتتاحه ورفع كفاءته 40 مليون جنيه فقط.

تصريح للمحافظ

واكتفى اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، عند سؤاله حول عدم البدء في تطوير المطار قائلًا: "سيتم تحويل مطار بورسعيد إلى مطار تجاري عالمي لخدمة مشروعات تنمية محور قناة السويس، وكذلك إنشاء مطار آخر بشرق بورسعيد، وذلك وفقًا للخطة الزمنية الموضوعة من الدولة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان