إعلان

‎في "كوم هتيم" قنا.. الثأر بسبب "كارت شحن" وحملة موسعة لنزع السلاح

02:05 م السبت 12 أغسطس 2017

حملة موسعة لنزع السلاح

قنا - عبدالرحمن القرشي:

عُرف مركز أبوتشت بمحافظة قنا، بالمركز الأكثر هدوء بين مراكز المحافظة، كانت تلجأ إليه العائلات المطلوبة في أحداث ثأر، بحثًا عن الهدوء والاستقرار والأمن، فهو أقل المراكز تأثرًا بالصراعات الثأرية، إلا أن قرية "كوم هتيم" جعلت من "أبو تشت" أكثر البقاع الثأرية الساخنة في محافظات الصعيد، بعد ما شهدته القرية من صراع دامي بين عائلتي "الطوايل" و"الغنايم".

السببب.. كارت شحن

أفادت لجنة المصالحات الثأرية بقنا، بأن الخلاف دب بين أفراد عائلتي "الطوايل" و"الغنايم"، على خلفية مشادة حدثت بين شباب صغير في السن، عام 2004، بسبب كارت شحن، ما أدى لوقوع قتيل، واستمرت حالة التهدئة بين العائلتين إلى أن ضغطت الأجهزة الأمنية في 2005 على طرفي الخصومة، بقبول الصلح بين الطرفين.

بعد 10 سنوات من الصلح

قال طاهر القناوي - أحد القرية - إن الصراع تجدد بعد 10 سنوات من الصلح، في أول الأمر عام 2015 كخلاف بين شباب العائلتين، سرعان ما تطور لاشتباكات بالأسلحة الآلية بين أفراد من كلا العائلتين أسفر عن مقتل 5 أشخاص، وعشرات المصابين.

وتفاقمت الأوضاع على مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين، عندما سقط 7 قتلى و3 مصابين، وللأول مرة سقط بينهما سيدات رغم رفض عادات الصعيد بأخذ الثأر من السيدات لحرمة المرأة بين العائلات.

وشهدت القرية ليلة أمس الجمعة، عملية كر وفر بين عدد من أفراد العائلتين، ومنعت سيارات الإسعاف من الدخول لنقل المصابين لتلقي العلاج، وامتنع المصلون من الذهاب لصلاة العشاء لأول مرة بالقرية لتواصل إطلاق النيران بين المسلحين من أطراف العائلتين.

لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص

الحاج ضياء الجميل يسرد مأساة القرية لـ"مصراوي": "عقب تجدد الصراع الثأري في عام 2015، وتعطل الحياة العامة بالقرية التي أصبح أولياء الأمور فيها يمنعون أبنائهم من الذهاب للمدارس، وتعطلت حركة الحياة بالقرية أصبح مندوبو المواد التجارية المختلفة والأدوية يرفضون دخول القرية خوفًا على سلامتهم الشخصية وبات أهالي القرية يخزنون المواد الغذائية بشكل دوري، وأصبحت العائلات حبيسة منازلها".

وأضاف عمر عبدالفتاح، أحد أهالي القرية، أن بعض العائلات من ميسوري الحال، قررت أن تهجر القرية كاملة وتنقل السكن لقرى مجاورة ومراكز أخرى بحثًا عن السلامة لهم ولأبنائهم وذويهم من جراء حالة الرعب التي تعيشها القرية لاستمرار إطلاق الرصاص ليلًا ونهارًا.

انتشار الأسلحة

أفاد مصدر أمني لـ"مصراوي"، بأن كلا العائلتين اشتروا كمية كبيرة من الأسلحة غير المرخصة أثناء الفوضى الأمنية عقب ثورة 25 يناير، ورغم استمرار حملات الأمنية على كلا العائلتين، وجمع أغلب الأسلحة منهم، إلا أنهم ما زالوا يخبئون كميات كبيرة من الأسلحة فور دخول الحملات الأمنية للقرية، واستخدامها في الوقت المناسب أو عند تجدد الاشتباكات بين العائلتين.

الإمام الأكبر

طالب أهالي القرية عبر استغاثة رسمية أرسلت لمشيخة الأزهر، بتدخل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لإتمام الصلح بين العائلتين "الطوايل" و"الغنايم"، كما يتدخل في إنهاء الصراع الثأري بين "الدابودية" و"الهلايل" لوقف سلسال الدم الذي أسفر عن سقوط 7 قتلى و4 مصابين في أقل من 48 ساعة.

حملة أمنية موسعة

من ناحية أخرى، فرض اللواء علاء العياط، مدير أمن قنا، طوقًا أمنيًا حول القرية منذ ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، لشن حملة أمنية موسعة، على قرية "كوم الهتيم" بمركز أبو تشت لجمع الأسلحة غير المرخصة و العناصر الخارجة عن القانون، التي تأجج الخلاف بين العائلتين، تمهيدًا لبدء جهود الصلح من قبل لجنة المصالحات الثأرية بقنا بقيادة اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، لإنهاء الخصومة بين كلا العائلتين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة مع كل من يرغب في استمرار الاشتباكات والخصومة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان