9 حالات في 4 أشهر.. "رمي الرضع" ظاهرة جديدة بالشرقية.. وخبراء: "العرفي" السبب
الشرقية – فاطمة الديب:
شهدت محافظة الشرقية، في الأشهر الأربعة الماضية، 9 حالات مختلفة لإلقاء أطفال رُضع في الشوارع، أو بجوار مقالب القمامة.
كانت الواقعة الأولى يوم 11 أبريل الماضي، عندما عثرت الأهالي على جثة طفل ذكر حديث الولادة، مُلقاة داخل أحد العقارات بالزقازيق، وملفوفة في "فوطة"، وتبين أن الحبل السري مقطوع ولم يتعرف عليها أحد من أهالي المنطقة.
وبعدها بأقل من أسبوع، عثر الأهالي على رضيعة حديثة الولادة، متروكة في العربة الأخيرة بقطار "المنصورة" بمحطة قطارات "الزقازيق"، وتبين أن الحبل السري مروبط بها، فيما تم العثور على طفلة أخرى حديثة الولادة بجوار صندوق قمامة خلف مبنى المحافظة، وبالعرض على النيابة العامة، أمرت بإيداع الطفلة بإحدى دور الرعاية.
رابع الحالات كانت لرضيع عُثر عليه ملفوفًا في "ملاية"، وموضوع على باب مسجد "الرحمن" ببلبيس، قبل أن يعثر مواطن آخر على طفل رضيع يبلغ من العمر 3 أشهر، وبصحة جيدة، فيما عثر أحد المواطنين على رضيع حديث الولادة، ملفوف في "بشكير" ومتروك بجوار صندوق قمامة بالقرب من إحدى المدارس الموجودة بنطاق بلبيس، بالتزامن مع انقضاء أول أيام شهر رمضان، قبل أن يتم العثور على جثة لرضيع حديث الولادة، بالطريق العام بين قرية "الزوامل" وبندر بلبيس، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 5343 إداري بلبيس لسنة 2017.
وقبل نحو شهرين، عثر سائق قطار، من مدينة الزقازيق، على طفل حديث الولادة، مُلقى أسفل منزله، وتبين أن الطفل ذكر، حديث الولادة، حيث أن الحبل السري به مشبك طبي، وبالعرض على النيابة العامة، أمرت بإيداعه بحضانة مستشفى بلبيس العام، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 947 / 10 جُنح ثان الزقازيق لسنة 2017.
آخر الحالات التسعة كانت لطفلة عمرها يومين، عثر عليها اليوم الاثنين، وسط القمامة بالقرب من ترعة "الحاج يوسف" التابعة لدائرة مركز أولاد صقر، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 387/11 أحوال مركز شرطة أولاد صقر لسنة 2017، وبالعرض على النيابة العامة، قررت إرسال الجثة لمشرحة مستشفى الأحرار؛ لتشريحها وبيان سبب حدوث إصابتها قبل أو بعد وفاتها.
"أهلهم عايزين الحرق".. جملة رددها كثيرون على لسان عدد من أهالي الشرقية، كلما علموا بخبر العثور على جثة طفل مُلقاة بالشارع وسط القمامة، فيما يشبه الظاهرة الجديدة على المحافظة.
"مصراوي" تواصل مع عدد من الخبراء ورجال القانون؛ لمحاولة معرفة وفهم أسباب انتشار الظاهرة.
قال إبراهيم محمود الزهار، عضو الجمعية الشعبية بمدينة بلبيس، إنهم كثيرًا ما يعثرون على أطفال رُضع مُلقاة في الشوارع، قبل أن يتم احتضانهم بالجمعية، والسير وفقًا لعدة إجراءات أهمها الاطمئنان أولًا على الحالة الصحية للطفل، ومن ثم إبلاغ مركز الشرطة، ومحاولة التوصل إلى هويته أو تسليم الطفل إلى دار الرعاية المناسبة.
وعن حالة الأطفال، يوضح الزهار لـ"مصراوي": "مش كلهم بيبقوا كويسيين، وساعات بنلاقي أطفال ماتت في عز البرد أو قتلها حيوانات، ووقتها بنبلغ عن الجثة ونسلمها للمركز، واللي في النهاية بتدفن في مقابر الصدقة".
الدكتورة عايدة عطية، مديرة تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية بمديرية الشئون الصحية وعضو المجلس القومي للمرأة بالشرقية، قالت إن بعض عادات وتقاليد أهل الريف، تحتاج إلى مراجعة، في ظل أنها قد تكون وراء تلك الظاهرة.
وأشارت عايدة لـ"مصراوي" اليوم الاثنين، إلى أن المجلس القومي للمرأة ينظم العديد من الندوات لتوعية الأهالي بتحريم التخلص من الأطفال الرُضع، وتعريفهم بعقوبة الزنا، والتوعية بمخاطر الزواج المبكر، إلا أن كل هذا قد يذهب أدراج الرياح أمام المغالاة في المهور وتكاليف الزواج، والتي تقف حائلًا أمام رأب الصدع وإصلاح الثقافة الريفية ولو بنسبة بسيطة.
في السياق ذاته، أوضح الدكتور محمد جمال عيسى، أستاذ القانون بجامعة الزقازيق، أن هناك مواد تُجرم إلقاء الأطفال بالشوارع العامة، وتعريض حياتهم للخطر، وتنص العقوبة على الحبس، مطالبًا بأن تقوم منظمات المجتمع المحلي بدورها في توعية الأهالي بمخاطر الزواج العرفي، وما يترتب عليه من إنجاب أطفال غير مُعترف بهم قانونيًا، يكون مصيرهم دائمًا الشارع، إما رُضع صغار يموتون في الغالي، أو أطفال لا يعرفون مصيرهم عندما يكبرون.
فيديو قد يعجبك: