"عقادو" محلة مرحوم.. فنانو ديكور الستائر في مهب عاصفة المستورد (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
الغربية - مروة شاهين:
فنانوها بلا ريشة أطلقوا لوحاتهم على الستائر فُعرفت بأناملهم وطرقت أبواب التصدير بمنتجات أكثر من 3 آلاف ورشة عمّرت أحياءها طيلة 90 عامًا، احترف خلالها أغلب أهالي قرية "محلة مرحوم" في مدينة طنطا صناعة ديكور الستائر "العقادة"، والتي يعاني أصحابها حاليًا أوضاعًا اقتصادية صعبة أجبرت ملاك 1200 ورشة على الإغلاق.
"عرفت هذه الحرفة عن أبي وورثها هو عن جدي وأعمل بها منذ 30 عامًا"؛ يقول مصطفى دهب، صاحب مصنع عقادة، الذي تحدث عن بدايات صناعة "العقادة"، موضحًا أن الصناعة "اعتمدت في بداياتها على النول لصناعة أشرطة تزيين المفروشات والستائر، وتطور الأمر عقب ذلك بإدخال الماكينات اليدوية المستخدمة في عقد الخيوط، ومن هنا جاءت تسميتها بالعقادة".
ويضيف دهب: "تنقسم العقادة لنوعين؛ الأول بلدي يختص بصناعة الأشرطة والفرنشات التي تزخرف الملابس الرجالي ولم تعد موجودة حاليًا، أما النوع الثاني فهو خاص بأشرطة وفرنشات المفروشات والستائر والأثاث".
وعن الأزمة الحالية التي تواجه صناعتهم، يقول دهب إن الكساد بدأ في ضرب هذه الحرفة منذ فُتح الباب أمام المنتج الصيني، ويضيف أنه على الرغم من كون الجودة وحدها ومهارة الصانع المحلي هي التي أبقت "العقادة" في المنافسة طيلة السنوات السابقة، إلا أن هذه المهنة تواجه حاليًا تحديات كثيرة أرهقتها وكان من نتائجها إغلاق قرابة 1200 ورشة داخل القرية.
هذه التحديات تحدث عنها أحمد أبو سالم، مالك ورشة بالقرية، قائلاً: "ارتفاعات أسعار الكهرباء وأزمات مصانع المحلة التي أغلق العديد منها كانت كافية لإخراج حرفة العقادة من منافسة المنتج المستورد، إذ كنا نعتمد بشكل كبير على هذه المصانع في توزيع إنتاجنا، وهذا كله أدى إلى تشريد عمالة كبيرة، وعلى سبيل المثال كان يعمل معي في ورشتي 16 عاملاً حاليًا أنا مجبر على الاكتفاء بـ 9 فقط".
ويشكو متولي نصر، صاحب ورشة، ما اعتبره "تجاهلاً" من قبل الدولة لتطوير صناعة العقادة، ويقول: "كانت تميزنا سابقًا والدولة تركتها فريسة لشبح الانقراض أما المنتج الأجنبي"، فيما يتساءل مصطفى عطية، عامل بإحدى ورش العقادة: "بشتغل في العقادة من 18 سنة ومعرفش اشتغل في مهنة تانية هعيش ازاي وأنا عندي 3 أولاد في ظل غلاء الأسعار الذي تعامل معه أصحاب المصانع بخفض يومياتنا".
من جانبه، قال جمال نصار وكيل وزارة التضامن بالغربية، إن المديرية مستمرة في دعمها المشروعات الصغيرة، مشيرًا إلى ما تقدمه من خدمات لأهالي قرى الغربية، والتي تشمل القروض طويلة الأجل لدعم الصناعة والتجارة وزيادة معدل الإنتاج المحلي بالسوق المصري، فيما نصح بإقامة رابطة تطالب بحقوق أصحاب ورش العقادة.
فيما طالب المهندس محمد شكري، رئيس غرفة الصناعات بالغرفة التجارية بالغربية، العاملين في حرفة العقادة بتطوير صناعتهم وزيادة معدلات الجودة بها، مضيفًا أن "أول أسباب تدهور هذه المهنة التراثية الهامة هو انخفاظ جودتها وارتفاع أسعارها".
كما لفت إلى دراسة مقترح لتقنين أوضاع المهن التراثية والحرفية في محافظة الغربية ومن بينها مهنة العقادة، التي يجرى بحث تخصيص أماكن لها بالمنطقة الصناعية الجديدة، المطروحة من المحافظة لمساعدة صغار الصناع.
فيديو قد يعجبك: