مصاب بحادث بني سويف: "حلم قضاء العيد مع أبنائي تحول لكابوس"

بني سويف ــ أحمد كامل:

ظل الرجل الستيني "مصطفى محمد علي" 25 يومًا متواصلًا في عمله كسائق نقل ثقيل بمحافظة جنوب سيناء، منتظرًا بفارغ الصبر الحصول على إجازة عيد الأضحى المبارك لرؤية أسرته المقيمة بقرية ههيا محافظة المنيا، حاملاً هم الطريق وعناء السفر الطويل..

ساعات طويلة قضاها في التنقل بين السيارات، ابتداءً من محافظة جنوب سيناء، مقر عمله، حتى وصل إلى منطقة الكريمات بالطريق الصحراوي الشرقي وبالقرب من محافظة بني سويف.

"مصطفى" أحد المصابين في حادث انقلاب اتوبيس نقل عام من أعلى نفق بني سويف بالطريق الصحراوي الشرقي، والذي أسفر عن مصرع 15 شخصًا وإصابة 41 أخرين.. يقول "لم أكن من ركاب الأتوبيس منذ انطلاقه من موقف عبود بالقاهرة، إنما الصدفة وحدها قادتني لاستقلاله من منطقة قريبة من الكريمات بالطريق الصحراوي الشرقي، بالقرب من منطقة الحادث بـ25 كيلو فقط، حيث إنني قادم من العمل بمحافظة جنوب سيناء كسائق معدات ثقيلة ونقل".

وروى مصطفى بداية رحلته: "حصلت على إجازة عيد الأضحى من عملي لقضاء العيد مع زوجتي وأبنائي الثلاثة بقرية ههيا بمحافظة المنيا، ولم أجد رحلة قادمة من جنوب سيناء إلى المنيا مباشرة في هذا التوقيت، فاضطررت إلى استقلال عدة سيارات، بداية من مكان عملي والتنقل حتى وصلت لمنطقة الكريمات بالطريق الصحراوي الشرقي بالقرب من محافظة بني سويف، حاولت خلالها استقلال عدة سيارات، غير أنها لم تقف، فركبت أتوبيس الحادث".

وحينما استقل الرجل الأتوبيس شعر أنه بعد دقائق سيصل إلى منزله ورؤية أبنائه وزوجته، إلا أنه فوجئ بوصوله إلى المستشفى.. "بعد استقلالي الأتوبيس شعرت أنني انتهيت من رحلتي وساعتين وأصل منزلي كما تعودت، غير أنه وبعد دقائق من استقلالي الأتوبيس وبدأت أنهمك في النوم، فوجئت بصوت عالي للغاية وانقلاب للأتوبيس، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا وسط دمائي داخل مستشفى بني سويف العام، وأنتظر وصول أبنائي وزوجتي إلي بدلاً من أن أصل أنا إليهم، وتحول حلم قضاء العيد مع أبنائي إلى كابوس".

كان الطريق الصحراوي الشرقي بالقرب من بوابة تحصيل الرسوم ببني سويف، شهد في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، حادث انقلاب أتوبيس نقل عام، رقم 20047 تابع لشركة الوجه القبلي للنقل الصعيد للرحلات من أعلى نفق بني سويف، على سيارة نقل محملة بالدواجن رقم 18297 نقل البحر الأحمر، ما أسفر عن مصرع 15 شخصًا وإصابة 41 آخرين.