بسبب ارتفاع "الفيزيتا" وأسعار الدواء.. الصعايدة يعودون إلى زمن الحجامة والحلاق الدكتور
سوهاج - عمار عبدالواحد:
دفع ارتفاع أسعار الأطباء في العيادات الخاصة، وزيادة أسعار الدواء أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، قطاعا من المرضى للاستغناء عن الطبيب واستبداله بالحجامة لانخفاض تكاليفها، وانتشر أشخاص بالمحافظة "حلاقون" و"مشايخ"، يجرون الحجامة في أماكن خاصة بهم أو يذهبون للمريض في منزله كنوع من التيسير وتحصيل المال بصورة أكثر.
كما انتشر العلاج بالأعشاب بمختلف مراكز محافظة سوهاج إذ تعد الوصفات التقليدية بين المواطنين وأصحاب محال العطارة من العادات المنتشرة منذ سنوات طويلة، وبالرغم من اندثارها منذ فترة إلا أنها بدأت تعود مرة أخرى خاصة بعد ارتفاع أسعار الدواء.
ومن أكثر الوصفات التي يلجأ إليها المرضى بمحافظة سوهاج تلك الخاصة بأمراض خشونة الركبة، وهشاشة العظام، حيث يستخدمون زيوت الكافور والزيتون، بجانب معالجة نزلات البرد والسعال باستخدام "ورق الجوافة وحبة البركة والخردل"، بكميات معينة يحددها العطار لزبائنه.
ويستخدم بعض المواطنين خاصة المقيمون بالقرى والنجوع النباتات الخضراء ومنها البقدونس لإزالة الحصوات والأملاح، وكذلك الجرجير وبعض أنواع الحشائش والنباتات الطبيعية الأخرى في الاستشفاء من أمراض البطن والصدر وغيرها من الأمراض.
مصدر بنقابة الصيادلة بسوهاج قال لـ "مصراوي" إن العلاج بالأعشاب ما زال موجودًا في الكثير من محافظات الجمهورية وليس محافظة سوهاج فقط، كإرث ثقافي متأصل منذ مئات السنين لدى بعض المواطنين، مضيفًا أن الأعشاب علم كبير.
وأشار إلى أن العلاج بالأعشاب يكون أحيانًا أغلى سعرًا من الأدوية الكيميائية، لارتفاع أسعار تلك الأعشاب.
وقال الدكتور حمدي سعد، مدير مستشفيات سوهاج الجامعية، إنه لا يوجد ما يؤكد فائدة أو ضرر الحجامة، كما لا توجد دراسة علمية واحدة تقول إن الحجامة مفيدة، واستخدمها حتى الآن اجتهادات تحتاج إلى دراسة علمية موثقة تنطبق عليها المعايير العلمية للدراسات الطبية.
وأضاف "سعد" في تصريحات لـ "مصراوي" أنه ربما تكون الحجامة مفيدة في بعض الأشياء، استنادًا للطب النبوي، حيث كانت منتشرة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت مفيدة في ذلك العصر، موضحاً أن التطبيب أمر متغير، وأن الحجامة ليست من أمور العبادات حتى يأخذها الناس كما هي ويجرونها كما هي.
وتابع "سعد" أن هناك بعض الآراء التي ترجح أن الحجامة مفيدة في بعض الأمراض مثل تحفيز الجهاز المناعي وتخفيف آلام الدورة الشهرية والمعدة والصداع النصفي، مؤكدًا أن هذا كلام نظري ليس عملي وأنه في مقياس الطب الحديث لا يساوي شيئا لقيام الطب الحديث على الدليل.
وذكر مدير مستشفيات سوهاج الجامعية، أن انتشار الحجامة في المجتمعات وفي بعض طبقات المجتمع ليست مرتبطة بالوضع المادي، مدللاً على ذلك بأن هناك شخصيات مرموقة ولديها من الأموال كثيراً وأنها تقوم بالحجامة، وهو ما يؤكد أنها مرتبطة بثقافة ومعتقدات الشخص.
وعن الأضرار التي قد تنتج عن إجراء الحجامة لبعض المرضى قال "سعد" إنها قد تسبب نزيف للمريض إذا كان يعاني من سيولة في الدم، كما أنها تسبب إغماء وفقدًا للوعي يصل أحيانًا للوفاة إذا كان المريض يعاني من أنيميا، كما أنها تتسبب في إصابة المريض بالإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي إذا كانت الأدوات غير نظيفة أو خاصة بكل مريض، وغير ذلك من الأمراض التي قد تودي بحياة الشخص.
فيديو قد يعجبك: