مكتبة الإسكندرية تكرم اسم الراحل "سمير فريد": رحل الجسد وظلت السيرة – (صور)

الإسكندرية – محمد البدري:

"لا تنتهي الحياةُ برحيل أصحابها، بل تُسطر صفحة جديدة تخلد ذكراهم الثرية بأعمال ساهمت في الارتقاء بالذوق العام".. هكذا أكد محبو الناقد السينمائي الراحل سمير فريد، على اعتزازهم بما قدمه من إسهامات أثرت السينما المصرية والعربية، وذلك خلال الندوة التي نظمتها مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، مساء أمس الأحد، تحت عنوان: "تحية إلى اسم سمير فريد"، بحضور نجليه وعدد من الفنانين ونقاد السينما.

"رحيله أصاب نشاط السينما في مكتبة الإسكندرية بالتخبط"

5 أشهر مضت على رحيله تسببت في حالة من التخبط وعدم الانتظام في عروض البرامج السينمائية بمركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، والذي كان يتولى الإشراف عليه ضمن شؤون منصبه بالمكتبة كمستشار لشؤون السينما.. هذا ما أكده أحمد نبيل مسؤول برنامج السينما بالمكتبة ومدير الندوة، وتابع: "كان لزامًا علينا أن يكون أول عرض في بداية الموسم بمثابة تحية لاسم الناقد الكبير سمير فريد، صاحب اليد البيضاء على البرامج السينمائية بمكتبة الإسكندرية".

وأضاف نبيل، أن العرض الأول لعودة النشاط كان فيلمًا تسجيليًا مدته 3 دقائق، والذي يعد النسخة الوثائقية الوحيدة التي تتحدث عن "سمير فريد"، إذ جرى إنتاج الفيلم عام 2013 قبل تكريمه من مهرجان دبي في دورته العاشرة، ومنحه وقتها جائزة إنجازات الفنانين.

"الراحل امتلك أرشيفًا سينمائيًا لا تملكه الدولة"

"سمير فريد يملك أرشيفًا سينمائيًا لا تملكه الدولة".. يقول الناقد السينمائي سامي حلمي، مؤكدًا أن زميله الراحل كان حريصًا على أرشفة كل ما يخص تراث السينما المصرية وتنقيحه من بعض المعلومات المغلوطة للحفاظ عليه، بصورة فاقت ما تملكه الدولة نفسها من أرشيف السينما المصرية.

وناشد "حلمي"، أسرة الناقد سمير فريد، بالحفاظ على أرشيفه السينمائي باعتباره كنزًا يسعى إليه الكثيرون، مضيفًا: "تشجيعه لنا للتوثيق جعلنا من الرواد في مجال التصحيح السينمائي".

وأشار إلى أن الناقد السينمائي الراحل قضى أكثر من نصف قرن في حياته في الاطلاع على كل ما يخص السينما، كما لم يبخل على أحد في نقل معرفته وثقافته لعشرات الفنانين والمخرجين المصريين والعرب، حتى بات له فضل كبير على أشخاص كثيرين، سواء في الحركة النقدية أو غيرها، علاوة على دعمه للشباب من خلال تقديم وجوه جديدة في النقد السينمائي.

مخرجون شباب: ساندنا قبل أن يعرفنا

برهن عددٌ من المخرجين الشباب على دعم الناقد الراحل سمير فريد لأبناء جيلهم، إذ روى المخرج الشاب محمد الحديدي، موقف دعمه له وزملائه الشباب عند معرفته بأن 6 شباب مخرجين سيشاركون بفيلم في مهرجان دبي السينمائي بعنوان: "أوضة الفئران"، وبادر بالتواصل معهم لدعمهم، وحضر خصيصًا من القاهرة للإسكندرية لمشاهدة الفيلم، كما ساهم في دعمهم أثناء مشاركتهم بالمهرجان بعد أن حضر العرض الخاص تشجيعًا لهم، لافتًا إلى أنه أن كل ما فعله "فريد" كان دون أن يعرف أيًا منهم.

والتقط المخرج السينمائي "محمد زيدان" أطراف الحديث، ليروي موقفًا آخر أظهر حرص الراحل الكبير على الحفاظ على كل ما يتعلق بالتراث السينمائي المصري، مبينًا أنه استمع لإحدى محاضراته والتي ذكر خلالها أنه يحاول الحصول على نسخة من فيلم بولندي شارك في عمله المخرج شادي عبد السلام، ولا توجد له أي نسخ في مصر، وعندما استطاع زيدان الوصول لنسخة من الفيلم أرسل رسالة تفيد بذلك إلى "فريد" دون سابق معرفة بينهما، ليفاجأ بحضور الأخير خصيصًا من القاهرة للإسكندرية وتنشأ بعدها صداقة بينهما رغم فارق السن الذي يتجاوز أكثر 40 عامًا.

الكاتب الصحفي محمد سمير: تعلمتُ من والدي الدقة والمصداقية وتحري الحقائق

من جانبه، أعرب الكاتب الصحفي محمد سمير، رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة أونا للصحافة والإعلام، عن سعادته بما استمع إليه من روايات محبي والده، قائلاً: "أشعر بالفخر الشديد بوالدي، بما رأيته في زملائه وتلاميذه".

وأضاف "سمير"، أنه تعلّم من والده صفات أساسية في عمله الصحفي هي: الدقة والمصداقية والبحث وتحري الحقيقة فيما يتم تقديمه من معلومات، مشيرًا إلى أن والده كان يؤمن بأن السيرة الحقيقية هي التي تمتد حتى بعد انتهاء حياة الإنسان".

فيما أكد رجل الاقتصاد حسن سمير، ونجل الناقد السينمائي سمير فريد، أنه بالرغم من معرفته الوطيدة بما كان يفعله والده في حياته، غير أنه لم يتوقع كل ما سمعه خلال الندوة، والتي أظهرت مدى حب الناس للناقد السينمائي الراحل، مبينًا أن ما سمعه من عبارات في حق والده جعلت أصحابها بمثابة إخوة جدد له.