ابنه وقّع على إقرار برفض شراء الدواء له.. قصة وفاة مواطن بـ"المنيا الجامعي"
المنيا – محمد المواجدي :
في بلدنا إذا لم يكن معك ثمن الدواء، ربما تلحق بـ"فيصل عبدالإله"، 45 سنة، مواطن بسيط، في محافظة المنيا، تعرّض لغيبوبة، ولم يتحمّل ابنه وذويه، تكاليف علاجه في مستشفى خاص، فنقلوه إلى مستشفى حكومي.
ولم يجدوا في حالتهم أفضل من مستشفى المنيا الجامعي، ليُفاجأوا بمطالبتهم يوميًا بـ500 جنيه، لشراء أدوية لعدم توفرها بالمستشفى، الأمر الذي لم يتحملوه، فطلب الأطباء من ابنه الإمضاء على إقرار برفضه شراء الدواء لوالده، الابن الذي لم يتحمل دفع 500 جنيه يوميًا، وبإمضائه على إقرارهم، كان يُصدّق دون أن يدري ربما على حكم بوفاة أبيه.
تُحقق النيابة المنيا، تحت إشراف المستشار أحمد الفولي، المُحامي العام لنيابات جنوب، في الواقعة، التي بدأت عندما عندما تلقى، اللواء ممدوح عبد المنصف، مدير أمن المنيا، إخطارًا من العميد الدكتور منتصر عويضة، مدير إدارة البحث الجنائي، بوفاة "فيصل عبد الإله" 45 سنة، داخل مستشفى المنيا الجامعي.
وأفاد تقرير الدكتور هاني إسحاق شحاتة، مفتش الصحة، الذي وقّع الكشف الطبي على الجثة، أنّ المتوفي مُحتجز داخل غرفة الرعاية المركزة منذ شهر، بادعاء تناول جرعات زائدة من أقراص الترامادول المخدر، والحشيش، وبالاطلاع على تذاكر الدخول، وخطة العلاج، والفحوصات، تبيّن عدم وجود تحليل سموم، وأشارت تقارير الأشعة المقطعية إلى وجود جلطات مخية.
لكن المفاجأة كانت في وجود إقرار كتابي من أهل المتوفي بامتناعهم عن شراء أدوية له من خارج المستشفى، وغير موضح ماهية الأدوية المطلوبة، وأهميتها لعلاج المريض، ومدى قانونية إلزام الأهل بشراء أدوية للمريض من عدمه، ومدى توفر هذه الأدوية في المستشفى من عدمه، وأنّه لا يمكن الجزم بوجود شبهة جنائية طبيّة في الوفاة من عدمه.
من جهته قال نجل المتوفي، ويُدعى "طارق" 21 سنة، أنّ والده دخل في غيبوبة يوم 21 ديسمبر الماضي، فتوجّهوا به إلى مستشفى خاصة، في قرية طهنشا، ونُقل بعد يوم واحد إلى مستشفى الصدر التابعة لجامعة المنيا، بسبب ارتفاع أسعار المستشفى الخاصة، ثم مكث فيها يومين، حتى تم نقله يوم 25 من نفس الشهر إلى مستشفى المنيا الجامعي "الأم"، ودخل من وقتها غرفة العناية المركزة، تحت متابعة غرفة السموم الإكلينيكية.
وأضاف "طارق"، إنّه وعقب دخول والده العناية المركزة في المستشفى الجامعي، كان يقوم بشراء أدوية بقيمة 500 جنيه في اليوم الواحد، وفي يوم 21 يناير الجاري، طلب منه الأطباء شراء نفس الأدوية، وعندما أبلغهم بأنه لا يستطيع شرائها لعدم وجود المال الكافي، طلبوا منه توقيع إقرار مكتوب فيه "أقر أنا طارق فيصل عبد اللاه، أنني أرفض شراء الأدوية المطلوبة للمريض، أثناء احتياج الطبيب لها"، داخل التذكرة الثالثة، وذلك بناءً على طلب أطباء المستشفى.
وقال مصدر مسؤول بمستشفى المنيا الجامعي، طلب عدم ذكر اسمه، إن "المتوفي"، صرفت له 4 تذاكر، الأولى والثانية والرابعة تحمل أسماء أدوية ومتابعات، أمّا الثالثة فمكتوب فيها إقرار من ابنه تُفيد امتناعه عن شراء أدوية لوالده.
وأوضح "المصدر"، أنّه ليس من حق الطبيب إلزام المريض بشراء أدوية من الخارج، موضحًا أنّه وفقًا لقانون الخدمة المدنية، يجرى ذلك في حالة واحدة، هي وجود تعليمات كتابية من الرئيس الأعلى للعمل.
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف عثمان، مدير مستشفى المنيا الجامعي، لـ"مصراوي"، إنّه كان يوجد عجز في بعض الأدوية داخل المستشفى، وهو ما دفع أطباء القسم لشراء الأدوية للمريض على نفقتهم الخاصة.
فيديو قد يعجبك: