"ابن بلدنا في محنة".. قصة خروج أهالي قرية لجمع محصول القطن لأحد أبنائها

الدقهلية - رامي محمود:

داخل قرية صغيرة لايتجاوز عدد سكانها ألفي نسمة، احتشد العشرات من الأهالي في مشهد مؤثر، لحصد محصول القطن لأحد جيرانهم الذي فقد أحد نجليه وأصيب الأخر في حادث سير.

لم تتوقف "ملحمة" أهالي قرية الكوم الأخضر التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية عند ذلك، بل قرر المشاركون فى جمع المحصول التبرع بأجرهم كاملا نظير عملهم في جمع المحصول من الأراضي الأخرى لصالح ابن قريتهم" محمدالساهولي" الذي لم يكن حاضرًا داخل منزله بعد أن فقد نجله وأصيب الآخر واضطر إلى مرافقة الثاني داخل المستشفى، لذا لم يكن قادرًا على جمع المحصول الذي بات أمر حتميا نزعه من الأرض، ليفاجأ بما قدمه له أهل قريته.

"إحنا فلاحين يا استاذ ونعرف فى الأصول".. بتلك الكلمات وصف أحمد نصر، رئيس قرية الكوم الأخضر، ما قدمه الأهالي من مساعدة لابن قريتهم ومساندته في محنته.

وأضاف:" محمد الساهولي" كان لديه عكازين يتكئ عليهما هما ابنيه وخلال عودتهما من الأرض يوم الاثنين الماضي، وقع حادث تصادم أثناء قيادة احدهم للموتوسيكل الخاص به وبخلفه شقيقه فتوفي الأكبر البالع من العمر 16 عامًا ونقل الأخر فى حالة حرجة للمستشفى".

وأضاف نصر، أن عقب الحادث شيع القرية جثمان الراحل، واتفق الجميع على جني محصول القطن لوالده بعد أن أصبح ناضجًا، عقب عقد اجتماع مساء الخميس داخل مسجد القرية والاتفاق على الخروج صباح الجمعة والتبرع بأجرة يوم كامل لصالح ابن القرية الذي يمر بمحنة.

وقال أحد أهالي القرية:" "كنا مبسوطين واحنا بنعمل كدة حتى بعض السيدات أعدت الإفطار للفلاحين فى الأرض، وكلنا كلنا بنحاول نخفف على عم محمد اللى حصل، وده أقل شئ نقدر نقدمهوله".

وعن أداوار الأهالي قال:"ناس كانت بتجمع وناس تشيل على كتفها وتحط على الجرارات ومن لم يستطع مشاركتنا فى العمل كان يتمتم بالدعاء، من أجل شفاء المصاب والرحمة للفقيد".

وأشار رئيس القرية إلى أن عملية الجمع بدأت فجرًا وانتهت قبل صلاة ظهر الجمعة، بعدها جرى نقل المحصول كاملا عن طريق جرارات بعض المتطوعين إلى شونة التخزين".