إعلان

"الكلمة للمفتي".. كيف تحولت "بسملة" إلى ضحية شهوة والدها في ليلة صيام؟

04:44 م الأحد 23 ديسمبر 2018

صورة تعبيرية

الشرقية – فاطمة الديب:

طفلة في عمر الزهور، بالكاد أكملت ربيعها التاسع، إلا أن القدر كان يُخبيء لها نهاية مأساوية بين براثن ذئب بشري يرتدي ثوب الأب الحنون، راح ينهل منها لمسات مُحرمة بعدما افترق الطريق بينه وبين النساء عقب انفصاله عن والدة الطفلة.

مع الساعات الأولى من سحور السبت الأخير من شهر رمضان قبل الماضي، كانت "بسملة" على موعد من اللحظات النهائية في حياتها، والتي لم تر فيها شيئًا تُحسد عليه سوى برائتها كغيرها من بنات عمرها؛ إذ أقدم والدها على اغتصابها وقتلها في لحظات فصلت بين رغباته الشيطانية ونهاية حياة الصغيرة.

بلاغ رسمي

ساعات قليلة فصلت بين الجريمة وتقدم والد الطفلة، والذي يُدعى "ش. ط." 33 سنة، عامل، ببلاغ لقسم شرطة ثان العاشر من رمضان، يفيد بأنه حال تواجده في مقر عمله، تلقى اتصالًا تليفونيًا من جيرانه، يفيد بوفاة ابنته "بسملة" 9 سنوات داخل المنزل.

بالانتقال والفحص تبين أن الطفلة المتوفاة مُسجاة على ظهرها أمام دورة المياه، وبمناظرتها تبين وجود جرح طعني في البطن وسحجة في الوجه بجوار الأنف وآخرى باليد اليسرى، فيما تبين سلامة جميع منافذ الشقة وعدم وجود أي بعثرة في محتوياتها، وعدم وجود أثار سرقة.

مفاجأة

جرح الطفلة وسلامة أبواب الشقة جعلت فريق البحث الجنائي يشك في أن في الأمر. شيئ ما يدعو للريبة، وبالفعل أسفرت الجهود عن أن وراء ارتكاب الواقعة والد الطفلة (المُبلغ)، وبمواجهته أقر بأنه عقب انفصاله عن والدة الطفلة (المجني عليها) وشقيقها التوأم، تزوج من "ف. الـ." 34 سنة، ربة منزل، مُقيمة بقرية "بني شبل" بالزقازيق، مشيرًا إلى أن زوجته الأخيرة ضاقت بالحياة مع أبنائه، وغادرت المنزل ليلة الحادث، متوجهةً لمنزل أهلها بالزقازيق.

رواية كاذبة

أشار المتهم، في اعرافاته، إلى أنه يمر بظروف مالية سيئة، والتي أدت في نهاية المطاف إلى قيامه بالتخلص من ابنته والتخلي عن ابنه، حيث أنه عقب تناول وجبة السحور ليلة الحادث، دخل إلى حجرة المجني عليها، وطعنها بسكين مطبخ اثناء نومها، وللتأكد من موتها خنقها ببنطلون شقيقها التوأم، بحسب روايته.

وكشف تقرير الطب الشرعي عن مفاجأة أكدت كذب رواية الأب، وتبين أن المتهم قتل ابنته، بعد الاعتداء عليها جنسيًا، وتخلص منها خشية افتضاح أمره.

مصروف وحلويات

وتواصل "مصراوي" مع الطفل "ف. ش." 9 سنوات، شقيق المجني عليها، والذي بدأ حديثه بانهيار وسقوط فور نُطق جملة حاول بها تلخيص الواقعة: "بابا هو اللي قتلها"، قبل أن يتابع: "بابا مش بيصوم رمضان.. هو قتل أختي وهي نايمة، بس أنا شوفته وعملت نفسي نايم علشان مش يقتلني أنا كمان"، ثم أُكمل حديثه ببرائة: "كنت بحوش من مصروفي علشان أجيب لها حلويات".

محاولات شاذة

رواية الطفل تطابق إلى حد كبير مع رواية والدته (طليقة المتهم)، والتي أفادت بأن المتهم حاول من قبل الاعتداء على ابنته: "قولت لها قبل كدة لو حاول يلمسك تاني صرخي ونادي على الجيران"، موضحةً أن ابنته أخبرتها من قبل عن محاولة طليقها (المتهم) ملامسة مناطق حساسة بجسدها، قبل أن تشير الأم إلى أنها منفصلة عن المتهم منذ فترة ومتزوجة.

التحقيقات في الواقعة التي تحرر عنها المحضر رقم 1630 إداري ثان العاشر من رمضان لسنة 2017، انتهت بالتحفظ على المتهم والسكين المستخدم في الواقعة، قبل أن توجه له النيابة العامة تهمة القتل المُقترن بهتك العرض، وتقرر إحالته محبوسًا إلى محكمة الجنايات.

وقررت محكمة جنايات الزقازيق بالشرقية، 26 سبتمبر الماضي، برئاسة المستشار سامي عبدالحليم، رئيس المحكمة، تأجيل محاكمة الأب المتهم، للمرافعة، مع استمرار حبسه، قبل أن تُصدر قرارها اليوم الأحد، بإحالة أوراق الأب إلى مفتي الديار المصرية، وحددت جلسة 2 يناير المُقبل للنُطق بالحكم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان