بالصور- قصة أسرة عاشت ساعتين تحت أنقاض عقار "الحضرة" المُنهار بالإسكندرية
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
الإسكندرية – محمد البدري:
داخل شارع صغير، لا يتجاوز عرضه 3 أمتار، تجمع أهالي منطقة الحضرة القبلية في الإسكندرية، أمام أنقاض العقار رقم 29 المُنهار بعد هطول أمطار غزيرة، مساء أمس الاثنين يحاولون مساعدة رجال الإنقاذ في انتشال سكانه على مدار ساعتين كاملتين، قبل أن يسفر الحادث عن مصرع شخص وإصابة 3 آخرين، جميعهم من أسرة واحدة وتصدع عقار آخر مجاور.
"مصراوي" انتقل إلى موقع أنقاض العقار في شارع "محمد مجدي" بمنطقة الحضرة القبلية التابعة لحي وسط، لرصد تفاصيل الحادث، ولحظات الخوف والهلع التي عاشتها الأسرة المنكوبة لحظة انهيار المنزل، وفق روايات شهود عيان من أقارب العائلة وسكان المنطقة.
قبل دقائق من وقوع الحادث تجمعت أسرة مكونة من 4 أفراد داخل منزل مكون من طابقين لا تتجاوز مساحته 40 مترًا مربعًا وضع الزمن بصماته عليه بتصدعات في أركانه، يتابعون بقلق هطول الأمطار الغزيرة آملين في صمود بيتهم مرة أخرى، إلا أن الغلبة كانت لقوى الطبيعة لينهار البناء القديم فوق رؤوسهم خلال لحظات.
جدار من الركام فصل الأم "فتحية محمود"، عن باقي أفراد العائلة التي ظلت حبيسة أسفل الأنقاض، إذ كانت تقوم ببعض الأعمال المنزلية في إحدى الغرف قبل لحظات من وقوع الحادث، بينما جلس رب الأسرة "فرج غازي" في غرفة مجاورة بجوار ابنته الصغرى "هالة" وعلى مقربة منهما اتخذ الابن الأكبر "محمد" متكئًا في أحد الأركان التي نالت النصيب الأكبر من الانهيار.
ثوان معدودة مرت كالدهر على الأم من هول الصدمة، قبل أن تستعيد قواها غير عابئة بما حل بها من إصابة، في محاولة للوصول إلى عائلتها الحبيسة داخل الغرفة المجاورة التي انهارت بالكامل، وعندما باءت محاولاتها بالفشل حاولت البحث عن منفذ إلى الشارع لطلب المساعدة، في اللحظة نفسها التي تجمع فيها الأهالي لإنقاذ الأسرة المنكوبة.
استمرت جهود الأهالي في إنقاذ الأم، في حين وصل رجال الحماية المدنية للمشاركة بمعداتهم لانتشال باقي العائلة بعد رفع أجزاء من أنقاض المنزل وخلال 120 دقيقة كاملة، نقلوا بعدها إلى مستشفى جمال عبدالناصر لتلقي العلاج من إصابات متفرقة، إلا أن القدر لم يشأ الحياة للابن الأكبر ليفارق الحياة بعد وصوله للمستشفى بلحظات متأثرًا بجراحه.
"على باب الله و مالهمش مكان غيره".. هكذا وصفت سارة حسن من الأهالي، حال أسرة "فرج غازي" مشيرة إلى أن الأب ذو الستين سنة يعمل "مكوجي" فيما يشارك أحد أفراد عائلته في فرش بسيط لبيع الخضراوات بجوار المنزل أملًا في تحسين دخلهم، بينما يعاني الابن الأكبر من إعاقة ذهنية لم تؤثر في حب الأهالي له نظرًا لطريقته الطيبة في التعامل مع الناس وتعلقه بالمكوث في المسجد القريب من المنزل ببضعة أمتار.
تضيف سارة لـ"مصراوي" أن الأم أيضًا تعتد نموذجًا للصبر والتحمل، فبجانب قيامها بواجباتها المنزلية تساعد الأب في عمله من أجل تسديد أقساط وديون خاصة بهم من بينها تجهيز ابنتهم الصغرى من أجل يوم زفافها.
على مقربة منها وقف "رمضان غازي"، تارة يتلقى كلمات التعازي في ابن عمومته "محمد" وتارة أخرى ينظر إلى أنقاض العقار الذي كان يسكن في طابقه العلوي قبل انهياره، قبل أن يقول لـ"مصراوي" كان من المفترض أن أكون بينهم لكني تأخرت، ولما جاءني اتصال بوقوع الحادث لم أصدق وهرعت لإنقاذ عائلتي".
وأوضح "رمضان" في حديثه أن البيت يقطنه 4 أسر صغيرة تربطهم صلة دم وقرابة، إلا أن الجميع كانوا خارج المنزل ما عدا أسرة عمه الذين تم انتشالهم، مضيفًا: "مصيبتي في اللي راحت حياته أكبر من مصيبتي في البيت.. مين هيعوضنا كل شيء راح.. لكن ربنا كبير".
وقال مصدر مسؤول بمديرية أمن الإسكندرية، إن العقار محل البلاغ صادر له قرار إزالة، وكان خاليًا من السكان، عدا أسرة واحدة مكونة من 4 أفراد بالطابق الأرضي، وانهار سقف الطابق الأول علوي على الأرضي بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
ونجحت قوات الحماية المدنية والأهالي في إنقاذ أفراد الأسرة الأربعة من تحت الأنقاض وهم كلًا من "فرج غازي محمد" 60 سنة، بالمعاش، وزوجته "فتحية محمود علي مصباح" 60 سنة، ربة منزل، ونجلتهما "هالة" 29 سنة، ربة منزل، ونجلهما "محمد" 30 سنة، توفى عقب نقله للمستشفى، وحُرر محضر بالواقعة، وجاري العرض على النيابة العامة للتحقيق.
فيديو قد يعجبك: