"فتاة الحصان" في العيد القومي للدقهلية: "انطلاقتي بدأت من حنة"

الدقهلية- رامي القناوي:

بثقة بالغة، وبتمكن منقطع النظير، أمسكت عبير مجدي، أطراف لجام جواد اعتلته ودخلت إلى ساحة الاحتفال بعيد الدقهلية القومي بميدان الشهداء بشارع الجيش ليعزف المزمار البلدي ويتمايل الحصان يمينا ويسارا برقصات لفتت أنظار الجميع إلى الفارسة الصغيرة وتمكنها، الأمر الذي دعى الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية إلى ترك منصة الاحتفال والاتجاه إليها ومصافحتها، مشيدا بما قامت به.

وعلى الرغم من حداثة سنها الذي لم يتجاوز الرابعة عشر استطاعت عبير مجدي ابنة مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، أن تغير حياة والدها والذي كان يعمل سائق حنطور وببراعتها في الرقص بالحصان تبدل الحال ليشاركها العمل في الأفراح والمناسبات.

"برقص بحصاني من 4 سنين".. هكذا بدأت عبير مجدي صاحبة الـ14 عاما حديثها لـ"مصراوي" تروي قصتها في تعلم فنون الرقص بالحصان لتبدأ رحلتها في البحث عن مصدر للرزق بعد أن ضاق الحال بوالدها في ظل تطور وسائل المواصلات ولجوء المواطنين إلى ركوب الـ"توك توك" وعدم الاعتماد على الحنطور كوسيلة للانتقال.

تقول "عبير" إن والدها كان يمتلك سيارة حنطور ويعمل بشوارع مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية على توصيل المواطنين إلا أن انتشار الـ"توك توك" كوسيلة مواصلات أدى إلى جلوس والدها في المنزل.

وأضافت "عبير": "خلال الفترة التى توقف والدي عن العمل حرصت على ركوب الحصان وبدأت معه صداقتي حتى اعتدت على ركوبه بشكل مستمر، وبدأت أتمايل به يمينا ويسارا وطلبت من والدي أن يعلمني كيفية الرقص به إلى أن أصبحت فارسة ماهرة ، ومع نغمات الموسيقى البلدي اعتاد الحصان التمايل معي".

وتابعت عبير حديثها قائلة: "واصلت التمرين بالحصان والتحكم أكثر وأكثر حتى أقيمت (حنة) بمنطقتنا وأثناء الحفل وحضور جمع من المواطنين دخلت بجوادي وبدأت أرقص به ما أصاب الحاضرين بالذهول، وكانت الانطلاقة نحو العمل بالحصان في الأفراح الشعبية وتقديم فقرات فلكلورية ومساعدة والدي وأسرتي على أعباء الحياة".

وأشارت عبير، إلى أنها لاقت بعض المضايقات في بداية مسيرتها نحو العمل كاستعراضية بالحصان إلا أنها مع مرور الوقت اعتاد المواطنون عليها خاصة قرى مركز بلقاس، وإحضارها لإحياء المناسبات، الأمر الذي قوبل بدعم كامل من والدها.

وحول مشاركتها في إحياء احتفالية المحافظة أكدت أن الاحتفال أول عمل رسمي تشارك به في حضور مسؤولين من الدولة أبرزهم الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الإقليم، واللواء طارق عطية مساعد وزير الداخلية لقطاع شرق الدلتا، واللواء أيمن الملاح، مدير الأمن والعديد من القيادات التنفيذية.

وأكدت أنها أبلغت بالمشاركة في الاحتفال من قبل مسؤولي مجلس مركز ومدينة بلقاس، وطلبوا منها الحضور للمشاركة في الاحتفالية التي ستقام بشارع الجيش، وعندما علمت باختيارها شعرت بحالة من السعادة، قائلة: "بدأت اتمرن أكتر وأكتر وكأني بتعلم من أول وجديد والحمدلله قدرت أعجب الكل، حتى محافظ الدقهلية اللي صافحني وحياني على أدائي".