إعلان

بالصور- رغم حادث البحيرة.. ركاب "كوم حمادة": لا استغناء عن القطار والأرواح بيد الله

10:34 م الخميس 01 مارس 2018

كتب - إسلام عمار ومروة شاهين :

كأن شيئًا لم يكن.. لافتة كبيرة كتب عليها "كوم حمادة" تعبيرًا عن محطة قطارات المركز التابعة لمحافظة البحيرة، يمر من تحتها طلاب ومزارعون وعمال، وغيرهم، يتسابقون للجلوس على مقاعدهم، للالتحاق برحلة قطار جديدة، بعد مرور يوم وبعض يوم على وقوع حادث تصادم قطارين بالقرب من قرية "أبوالخاوي" التابعة لمركز كوم حمادة بالمحافظة.

"لا استغناء عن القطار مهما حدث أما الروح فبيد الله، ينزعها متى شاء وأينما شاء".. هكذا كان لسان حال أهالي "كوم حمادة" والمترددين على محطة قطاراتها، فهو الوسيلة الأفضل، والأرخص، والأسرع للانتقال من مدينة إلى أخرى، ومن قرية إلى أخرى.

لا استغناء عن القطار

بالقرب من مزلقان السكة الحديد، بمحطة كوم حمادة، جلست بعض الفتيات على رصيف المحطة، وعدد من الطلاب الذكور، يسيرون بطول شريط السكة الحديد، دون وجود أي علامة تحذير من خطر الاقتراب من سكة القطار، ينتظر قطار خط المناشي، جل فئات المجتمع، من طلاب ومدرسين وعمال وموظفين وغيرهم.

"القطار بالنسبة لأهالي القرى التابعة لمركز كوم حمادة لا استغناء عنه"، كلمات قالها "عبد القادر مدحت عبد القادر البري"، شابًا في العقد الثاني من عمره، ويقيم بقرية واقت التابعة لمركز كوم حمادة، بمحافظة البحيرة، لـ"مصراوي"، عن حالة ركاب محطة كوم حمادة.

وأضاف "إن القطار هو الوسيلة الوحيدة، التي يعتمد عليها أهالي القرى، التي تمر من أمام قراهم، وهو الخط المعروف بالسكة الحديد، بطريق المناشي، المؤدي إلى قرية "أبوالخاوي"، التي وقع فيها حادث تصادم القطارين، رغم وقوع الحادث".

بينما قال أحمد فارس بكر، طالب بالمرحلة الثانوية الفنية، "مفيش غير القطار، لأن مفيش عربيات بتروح للبلاد وللقرى اللي إحنا منها، وإذا جاءت سيارة نلاقي سائق بيساومنا ويشترط علينا إنه يأخذ ثمن أجرة لا تتوافق مع ظروفي مثلا كطالب ثانوي".

حوادث متكررة وتوقفات للقطارات باستمرار

"من عام ونصف كان فيه حادث مثل حادث تصادم القطارين لكن ربنا ستر وماحصلش خسائر في الأرواح"، هكذا قال نادي حميدة نادي"، 41 سنة، مدرس بالأزهر الشريف، ويقيم بعزبة الحداد، إحدى توابع قرية واقت التابعة لمركز كوم حماده، لـ"مصراوي"، بشأن وقوع حوادث قطارات مماثلة.

وأوضح أن هذا الحادث وقع الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وهو عبارة عن تصادم جرار قطار بمؤخرة قطار مثله، ووقتها لم تحدث خسائر في الأرواح، لأن القطار كان خاويًا من الركّاب، وحدثت تلفيات في القطارين، من جهة أخرى أكد تكرار توقف حركة القطارات باستمرار على هذا الخط، نظرًا لتهالك الجرّارات والعربات، وشريط القطار نفسه.

الحوادث لن تمنع ركوب القطارات

"مابحبش أركب غير القطار لأن فيه راحتي".. كلمات قالتها سيدة خمسينية، لــ"مصراوي"، وكانت تجلس على رصيف المحطة، مرتدية ملابسها الفلاحي، وأمامها إناء ألمونيوم متوسط الحجم، ويُسمى بـ"الكروانة"، به كمية قليلة ما تبيعه من الجبن الفلاحي "القريش"، والسمن البلدي، والمورتة.

وقالت الست إصلاح السعيد السنوسي، 54 سنة، والمقيمة بالقرب من قرية الطيرية، التابعة لمركز كوم حمادة "والله طول عمرنا كده بنركب القطار ده، وأعلم جيدًا حجم الكارثة التي وقعت في قرية "أبوالخاوي"، وفي النهاية لن يمنع هذا الحادث أو غيره الناس من ركوب القطارات".

تحرك بعد وقوع الكارثة

أجمع عددٌ من ركاب محطة قطار كوم حمادة، على معاناتهم من سوء حالة القطارات، وعدم انتظام مواعيدها، وتهالك عرباتها، وعدم وجود حمايات أمنية، تستطيع حماية الفتيات الطالبات، من تحرش ومضايقات الشباب، ووقوع مشاجرات بصفة مستمرة.

فيما قال شعبان محمود، عامل "قطارات الغلابة مليانة مشاكل، فلا يهتم لأمرها أحد، ولا تعتني بها هيئة السكة الحديد".. مؤكدًا أن سبب حادث قطاري "أبوالخاوي"، هو الإهمال وقلة الضمير – حسب قوله – مختتمًا كلامه "دايمًا نتحرك بعد وقوع الكارثة".

وكانت قرية أبو الخاوي التابعة لمركز كوم حمادة، بمحافظة البحيرة، شهدت وقوع حادث تصادم قطارين، بسبب مشاكل فنيّة في بوجي القطار رقم 678 القائم من محطة قطار إيتاي البارود، الساعة 11 و45 دقيقة، ما أسفر عن 12 حالة وفاة، وعشرات المصابين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان