مدينة الهدوء والجمال.. أهالي "رأس سدر": "الحلو مايكملش"
جنوب سيناء – آية السيد:
مدينة الهدوء والسحر والجمال، تُطل على الشاطئ الشرقي لخليج السويس، تُعد مدخل محافظة جنوب سيناء الغربي، يحتار المرء بين شواطئها الخلّابة أين ينظر.. لكن الحلو لا يكتمل فسكان المدينة يُعانون من تدني وسوء الخدمات المقدمة.
يقطن المدينة السياحية 23 ألف نسمة، ظنّوا أنهم بعيدين عن عشوائيات المدن الكبرى، وفوضاها وقمامتها، لكنهم ووجهوا بإهمال شديد في الخدمات العامة كما يقولون، من نظافة وصحة وحتى "التموين"، لم تترك لهم فرصة للتمتع بالمدينة الهادئة ومناظرها الخلّابة.
قال محمد عرفة، مفتش مالي وإداري بهيئة البريد بالمدينة، إنه لا يوجد رقابة من إدارة التموين نهائيًا لا على الأسعار، ولا جودة المنتجات الغذائية المقدمة، إذ أن حجم رغيف الخبز صغير جدًا، إضافة إلى أنه رديء للغاية قائلًا "أنا عايز عيش أكله مش أرميه".
وتابع: "معظم المخابز تنهي عملها الساعة 10 صباحًا وتساءل أين تذهب حصة الدقيق الخاصة بها، وأضاف "نعاني من تدني في كافة الخدمات في الصحة والنظافة الشوارع ممتلئة بالقمامة التي لا يهتم المسؤولين بجمعها".
وأضاف "عرفة" أن شواطئ رأس سدر تمتد 70 كم، من المناظر الخلّابة لكن للأسف الحلو مايكملش، فلا يوجد بها شاطئ عام مجاني لأهالي المدينة، لافتًا إلى أن رسوم دخول الفرد الواحد تتراوح بين 10 جنيهات و15 جنيهًا رسم دخول فقط، غير أن ثمن الكرسي الواحد 10 جنيهات، إضافة إلى إيجار الشمسية، ما يُشكل عبئًا ماديًا على الأسرة علمًا أن الشاطئ هو المتنفس الوحيد لأهالي المدينة، ومن حقهم الاستمتاع بشاطئ عام، مثل المدن الساحلية الأخرى، لافتًا إلى أن الشواطئ تحولت إلى استثمار، وطالب المسؤولين بتخفيض رسوم دخول الشواطئ إلى 10 جنيهات للأسرة، وإقامة شاطئ عام، وتجهيزه لسكان المدينة.
بينما قال محمود يس الفخراني، مواطن بالمدينة، ويعمل في مركز المعلومات بمجلس مدينة رأس سدر، إن معظم أحياء المدينة لا يوجد بها مخبز واحد لخدمة السكّان، ولا حتى فرع لأي جمعية استهلاكية، ولا يوجد مخبز رئيسي.
وأشار إلى أن سعر أسطوانة الغاز وصل إلى 38 جنيهًا، ويجري بيعها بـــ45 جنيهًا، متسائلًا أين "التموين" من كل هذا؟
وأضاف "الفخراني" أنه يوجد بالمدينة مستشفى مجهز على أعلى مستوى يتعدى تكلفته 170 مليون جنيه، ويجري تحويل جميع الحالات الحرجة والحالات التي تحتاج إلى عمليات صغيرة إما خارج المحافظة أو لمدن مجاورة لها لنقص الخبرات البشرية، والتخصصات الطبيّة بها.
فيما قال أحمد إبراهيم، أحد سكان المدينة، إن رأس سدر هي المدينة الوحيدة بمحافظة جنوب سيناء التي توقف فيها مشروع تقسيم أراضي للشباب، منذ ما يقرب من 12 عامًا، مطالبًا بطرح قطع أراضي للشباب.
وأوضح "إبراهيم" تدني منقطع النظير في مجال النظافة بجانب إهمال عمال النظافة، والعبث بحياة المواطنين من خلال إشعال النيران في مخلفات الأشجار بجانب صناديق القمامة وسط الوحدات السكنية، ما يُسبب أزمات صحية للسكان وخاصة مرضى حساسية الصدر، وغيرهم من المرضى وكبار السن، مطالبًا المسؤولين بالاهتمام بالنظافة حرصًا على صحة الأطفال وكبار السن، وسمعة المدينة السياحية.
في حين قال الشيخ عودة أبوجوهر إن أكبر أزمة تواجه سكان التجمعات البدوية عدم وجود مخابز فلا رقيب ولا حسيب كله بالبركة وتوزيع الدقيق بلا رقابة، ولا مواعيد ثابتة، ولا ضوابط معروفة كله بالدراع ولا يوجد متابعة ملموسة من مكتب التموين".
بينما قال محمد النويهي أحد شباب المدينة: "نعاني من عدم وجود مواصلات داخلية بالمدينة رغم تعدد الأحياء بها، وتباعدها، مطالبًا مجلس المدينة بتوفير سرفيس داخلي، وتحديد خط السير خاصة في ظل الغلاء الذي نعيش فيه وارتفاع أجرة التاكسي.
من جانبه أكد اللواء ماجد عامر علي، رئيس المدينة، أن المجلس يشن حملات نظافة مستمرة بجميع الشوارع، مشيرًا إلى ان المجلس يعاني من نقص شديد في عمال النظافة، فعدد عمال النظافة لا يتعدى 4 عمّال فقط.
وأوضح "عامر" في تصريحات خاصة لــ"مصراوي" أن اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، يولي اهتمامًا خاصًا بالمدينة، لافتًا إلى أنه من المقرر زيادة المقررات المالية لها، خلال الخطة الاستثمارية القادمة كبداية لإحداث تنمية شاملة بها، فهي من أهم مدن المحافظة الجاذبة للسياحة الداخلية لقربها من المحافظات الأخرى.
وفي نفس السياق أكد المهندس سامي عبد القادر، وكيل وزارة التموين بجنوب سيناء، لــ"مصراوي" أن المديرية تشن حملات تموينية باستمرار على كافة مدن خليج السويس، وعلى رأسها مدينة رأس سدر، مشيرًا إلى أنه يتابع جميع الإدارات من خلال غرفة العمليات الخاصة، مناشدًا جميع المواطنين بالإبلاغ الفوري عن أي تجاوزات حتى يتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتجاوزين، كما أنه سيجري تشديد الرقابة على جميع المخابز بالمدينة.
فيديو قد يعجبك: