إعلان

شنقًا وحرقًا وقفزًا من أعلى.. 10 حالات انتحار في الإسكندرية خلال شهر

06:15 م الإثنين 07 مايو 2018

الإسكندرية - محمد عامر:

"هذا من أجل أولادي.. أنا المخلص لأولادي".. كلمات دونها صاحب سوبر ماركت بالإسكندرية في رسالة تركها قبل انتحاره شنقا لمروره بحالة نفسية سيئة بعد انفصال زوجته وأولاده عنه.

صاحب السوبر ماركت، والذي ظلت جثته معلقة في سقف منزله نحو أربعة أيام، لم يكن وحده الذي قرر إنهاء حياته منتحرًا. ففي أبريل الماضي، سجلت محاضر الشرطة بالإسكندرية 10 حالات انتحار.

ورغم أن هذا العدد من المنتحرين قد يبدو طبيعيًا في الدول الغربية، إلا أنه يصبح رقما مفزعًا ومقلقًا في مدينة الإسكندرية، فطالما كان المانع الديني حائط صد أمام تزايد جرائم الانتحار.

حرام شرعًا

الانتحار حرام شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، تقول دار الإفتاء المصرية على موقعها الإلكتروني، ردًا على سؤال لأحد المواطنين، مشيرةً إلى أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة.

ووفقًا لخريطة أعدها "مصراوي" من خلال إخطارات مديرية أمن الإسكندرية تتوزع حالات الانتحار العشرة بواقع 3 حالات بمنطقة المنتزه وحالتان بكل من مناطق الرمل والدخيلة وكرموز وحالة واحدة بمينا البصل.

طفلان وسيدة و7 رجال تتفاوت أعمارهم بين 13 و46 عاما، هم حصيلة حالات الانتحار التي شهدتها الإسكندرية في أبريل من فئات اجتماعية متفاوتة، ما يؤكد أن الظروف الاقتصادية ليست السبب الوحيد.

الحوت الأزرق

ومن بين أصغر تلك الحالات عمرًا، طالب بالمرحلة الابتدائية يُدعى "ع. أ. ع"، شنق نفسه مستخدمًا بنطالا علقه بماسورة ستارة داخل منزل خالته، لمروره بحالة نفسية سيئة بعد انفصال والدته عن والده.

وفي واقعة بدت غريبة وأثارت جدلاً، حاولت"ي. أ. د" طالبة بالمرحلة الإعدادية الانتحار بتناول مبيد حشري "سم فئران" نتيجة ممارستها "لعبة الحوت الأزرق"، وهو ما حاولت أسرتها إخفاءه في أقوالهم بمحضر الشرطة.

وتصدرت فئة الشباب النصيب الأكبر من هذا الرقم، حيث انتحر عامل شنقًا مستخدمًا سلكا كهربائيا داخل منزله بمنطقة الرمل بعد قيام والده بتعنيفه وأخذ هاتفه المحمول لسوء سلوكه.

وسائل الانتحار

ولم تكن المشكلات الأسرية بعيدة عن حالات الانتحار، ففي منطقة مينا البصل سكبت ربة منزل مادة معجلة للاشتعال "الكحول" على جسدها وأشعلت النيران في نفسها بسبب خلافات زوجية.

وتصدر "الشنق" وسائل الانتحار التي استخدمها هؤلاء بواقع 6 حالات، بينما تنوعت الأربعة حالات الأخرى بين الانتحار حرقًا، وقفزًا من أعلى كوبري ستانلي، ونزفًا بقطع شرايين اليد، وتناول مبيد حشري سام.

وتثير حالات الانتحار الأخيرة عدة تساؤلات تتعلق بالأسباب التي دفعت هؤلاء للانتحار، وما الذي طرأ على المجتمع السكندري من تغيرات جعلت حالات الانتحار في تزايد.

اكتئاب الأطفال

ويقول الدكتور ممدوح أبوريان، استشاري الطب النفسي والمدير الأسبق لمستشفى المعمورة للأمراض النفسية والعقلية بالإسكندرية، إن الانتحار لا يمكن فصله عن الاكتئاب فهما مرتبطان ببعضهما.

ووفقًا لدراسة حديثة تنتهي أكثر من 15% من حالات الاكتئاب بالانتحار، منوهًا بأن حالات الاكتئاب كان يتعرض لها الأطفال بدءًا من سن 11 عامًا، ولكن الآن هناك أطفال في أعمار تتراوح بين 7 إلى 8 سنوات يصابون بالاكتئاب.

ويضيف "أبوريان" أن معدلات الانتحار تختلف من بلد إلى أخرى، موضحًا أن معظم حالات الانتحار في مصر غير مقيدة ولا يتم تسجيلها أو الإعلان عنها بسبب العادات والتقاليد والدين.

وتابع: "أي أسرة تحدث بها حالة انتحار تقوم بإخفاء الأمر وترجع الوفاة لأسباب أخرى"، محذرًا من تصاعد مستمر في حالات الانتحار بمصر رغم تراجعها على مستوى العالم.

جميع الفئات في خطر

وأرجع مدير مستشفى المعمورة الأسبق أسباب تزايد حالات الانتحار إلى العوامل الاجتماعية كالخلافات الأسرية والأعباء والتقلبات الاقتصادية، فضلاً عن ارتفاع حالات تعاطي المخدرات والكحوليات، قائلاً: "جميع فئات المجتمع صارت معرضة للانتحار فالجميع يعانى من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية".

وحول وسائل وطرق الانتحار، أوضح "أبوريان" أن دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تتم معظم حالات الانتحار رميًا بالرصاص، لكن في مصر ما زالت طرق الانتحار التقليدية كالقفز من أعلى والشنق والحرق.

ووجه مدير مستشفى المعمورة الأسبق، رسالة للآباء والأمهات في الإسكندرية خصوصًا، قائلاً: "خلوا بالكم من أولادكم الصغار ولا تعرضوا الشباب لأى ضغوط مالية أو نفسية.. وفي حالة حدوث ذلك يجب تقديم الرعاية النفسية لهم بشكل سريع".

حالات الطلاق

بينما، توقعت الدكتورة نهلة سعودي، أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، تزايد حالات الانتحار في الفترة المقبلة، بسبب تفاقم الخلافات الأسرية في المجتمع المصري وهو ما دللت عليه بتصدر مصر المركز الأول عالميًا في حالات الطلاق.

وأضافت أن الألعاب الإلكترونية مثل الحوت الأزرق وزيادة العنف الأسري وتراجع مساحة البرامج الدينية فى الفضائيات جميعها أسباب وعوامل ساهمت في ارتفاع نسبة الانتحار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان