"فن الواو".. لعبة الصعيد الشعرية
قنا - عبدالرحمن القرشي:
فن يجيده المتعلم وغير المتعلم وينشده الكبير والصغير بالأفراح والأحزان، حتى النساء في الجنائز يلجأن إليه للتعبير عن أحزانهن وعميق عزائهن في من فقدن؛ إنه فن "الواو" الذي يشتهر به إقليم الصعيد وخاصة بمحافظة قنا التي ظهر لأول مرة بها على يد الشاعر أحمد بن عروس الدين صاحب البيت الشهير الذي يحفظه الجميع "لا بد من يوم معلوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم".
يقول الدكتور محمد أبوالفضل بدران أستاذ الأدب والنقد أنه رغم الشعبية الكاسحة لفن الواو بصعيد مصر ومحافظة قنا؛ إلا أنه كليات الآداب بصعيد مصر ما زالت تخلو من أقسام للأدب الشعبي؛ لدراسة هذا التراث العظيم؛ رغم الثراء الشديد لتلك المربعات الشعرية التي تستحق الدراسة.
وأفاد الدكتور محمد محسن شاعر جنوبي بأن أسباب اشتهار فن الواو بقنا؛ تمركز القبائل العربية بكافة ربوع المحافظة بسليقتهم العربية المتوارثة وفصاحتهم التي تظهر جليا في إجادة الكبير والصغير لفن الواو الشعري؛ فالنساء في جنائزهن ما زلن يرتجلن مربعات لذلك الفن للتعبير عن عميق حزنهن.
الواو ليس عدوا للفصحى
وأشار الشاعر عبدالستار سليم رائد فن الواو وابن محافظة قنا، إلى أن فن الواو ليس عبثيا بل له أصول راسخة بعلم العروض؛ حيث أن بحر "المجتث" هو الذي تأتي مربعات فن الواو على أوزانه؛ ولكن محافظة قنا كان بمثابة عاصمة لهذا الفن الذي أحياه ابن عروس الدين بقوص ولذلك أنشدنا "والواو مولود حدانا وحدانا عمه وخاله ولا حد يحدي حدانا".
مبارزة شعرية بين أهل العروسين
وقال الباحث مصطفي السمان -الباحث في شؤون الأدب الشعبي - إن فرقة الريس جهلان محمد، تعد نموذجا فريدا لتميز أهالي صعيد مصر لهذا الفن؛ حيث تنشد هذا الفن بالأفراح والليالي الاحتفالية ومن فقراتها فتح حلبة المبارزة الشعرية بفن الواو بمشاركل شاعرين من أهل العروسين ويقف الريس جهلان محكما على موسيقى الربابة.
إنشاء أقسام للأدب الشعبي مطلبا لجماهير فن الواو :
وأكد الدكتور أحمد شمس الدين حجاجي عميد الأدب الشعبي، أن إنشاء أقسام للأدب الشعبي بكليات الآداب بصعيد مصر أصبح أمرًا ضروريا لجمع هذا التراث الذي ما زال محفوظا في صدور العديد من أهالي الصعيد بمختلف العهود الماضية ودراستها أدبيا ونقديا من منظور شعري وحتى تلك العدودات النسائية بالجنائز تستحق الدراسة .
فيديو قد يعجبك: