بالصور- سيارات نقل العمالة في البحيرة.. "صناديق موت"
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
البحيرة – أحمد نصرة:
مع اللحظات الأولى للصباح بدأ عمال التراحيل في التجمع عند طرف القرية بالنقطة المتفق عليها مع مقاول الأنفار، كانت في انتظارهم سيارة نصف نقل، سارعوا بالصعود أعلى صندوقها، تحركت السيارة، وفي طريقها توقفت بعدة نقاط أخرى، ومع كل توقف كان الصندوق يمتلئ بالمزيد من البشر، حتى لم يعد هناك موضع لقدم.
لم تكن المساحة تسمح بترف الجلوس، الجميع في وضع الوقوف، كان الأكثر حظًا من يجد نفسه مجاورًا لأحد أضلاع صندوق السيارة فيتكئ عليه، لتظهر له معاناة أخرى في مواجهة ضغط أجساد زملائه تجاهه، والحفاظ على توازنه من السقوط، فجأة اختلت عجلة القيادة بيد السائق، وبدأت السيارة في اتخاذ خطًا متعرجًا انتهى بانقلابها، بعدها لم يدر أحد من ركابها بنفسه إلا وهو مفترش الأرض وسط زملائه مابين مصاب وصريع.
قصة قصيرة حزينة دائمة التكرار، وفي كل مرة يسقط ضحايا جدد، دون أن يضع أحد حدًا لهذه المأساة.
في الشهر الجاري وحده كانت محافظة البحيرة على موعد مع حادثين راح ضحيتهما 8 وفيات و39 مصابا.
يقول أحمد محفرش – موظف: "عمال التراحيل يأتون من القرى والنجوع منذ الفجر يبحثون عن رزقهم ورزق أبنائهم، أغلبهم من المعدمين، صحتهم وعافيتهم رأس مالهم الوحيد، هم لا يطلبون مساعدة من أحد ولكن على الأقل من حقهم سيارة أو أتوبيس آمن لنقلهم، وطريق صالح للسير دون خطورة، ورقابة مرورية تضمن سلامتهم".
"معظم الحوادث تقع بطريق أبو المطامير الصحراوي، حيث يتم تجميع العمالة من قرى أبو المطامير والتوجه بها نحو المزارع الموجودة في النوبارية، وللأسف الطريق سيئ ولا توجد به أي مطبات تخفف من سرعة السائقين الجنونية".. يوضح زكي رشاد من أهالي أبو المطامير.
ويرى محمد عنين – تاجر، أن المشكلة الأساسية ليست طريقة النقل ولكن سوء حالة الطريق فيقول: "العمال طول عمرهم طلعنا لقيناهم بيركبوا في الصندوق في العربيات النقل والنصف نقل وبحكم سني شفت الكلام ده طوال 70 سنة.. لكن الفرق دلوقتي هو كثرة الحوادث لدرجة أننا طالبنا برصف الطريق وبعد الرصف أصبح الطريق اسمه طريق الموت وأغفلنا السبب الرئيسى وهو الفوضى العارمة التي سمحت بمنح رخصة قيادة لأي أحد حتى لو كان لايجيد القيادة، فتجد أطفال يقودون السيارات وبسرعات رهيبة، والضحايا هم الغلابة".
ويقول سعيد عبدالسلام، مزارع: "العمال بيبدأوا شغلهم من الفجر واليوم ممكن يبقى فيه ورديتين وتلاتة، ومقاول الأنفار بيلمهم في عربيات نص نقل بيبقى مستعجل علشان يلحق يعمل أكتر من وردية في اليوم، وده السبب الأساسي في الحوادث لأن العربيات بتبقى ماشية بسرعة كبيرة جدًا".
"مفيش قدامنا غير العربيات دي مقاول الأنفار هو إللي بيجيبها، ومانقدرش نقوله لأ، إحنا بنطلع الصبح وكل همنا نرجع بيومية نصرف منها على ولادنا مش بندور هنركب إيه، إحنا حياتنا كلها شقا واتعودنا على كده" بمرارة يتحدث سالم أحد عمال التراحيل.
من ناحيتها قالت المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة: "رصدنا بالفعل ارتفاع معدلات حوادث الطرق التي تتعرض لها العمالة الزراعية أثناء نقلها واتخذنا خطوات لحل هذه المشكلة، فوجهنا مسؤولي القوى العاملة، ومشروع تشغيل الشباب والصندوق الاجتماعي للتنمية ورؤساء الشركات الاستثمارية، لحصر حجم العمالة الثابتة والموسمية وغير المنتظمة، التي تحتاجها المزارع والشركات الزراعية، على مدار العام تمهيدًا لقيام الصندوق الاجتماعي للتنمية بتوفير أتوبيسات نقل مناسبة، سيتم طرحها أمام الشباب للتمليك.
وأضافت: "كذلك عقدنا اجتماعًا مع مديري المزارع الكبرى بالمحافظة لاستعراض موقف ومصدر العمالة بتلك الشركات واحتياجاتها على مدار العام، وكيفية تعاملهم مع المقاولين لتوفير العمال وطرق نقلهم وإعاشتهم داخل تلك الشركات، لوضع شكل تنظيمي للعملية لتسير بالتوازي مع تشديد الإجراءات والرقابة المرورية".
فيديو قد يعجبك: