إعلان

أهالي "الوادي الأخضر" بالإسماعيلية: اللوادر جرفت رفات أهلنا.. ورئيس القرية: "احتمال تكون عظام كلاب"

05:38 ص الخميس 28 يونيو 2018

الإسماعيلية- إنجي هيبة:

مأساة حقيقية يعيشها نحو 22 ألف مواطن، هم أهالي إحدى القرى المنسية بمركز القصاصين، التابع لمحافظة الإسماعيلية، وهي قرية الوادي الأخضر، بعد أن جلب مجلس قريتهم جرافات، بحسب كلام الأهالي، اقتحمت حرمة الموتى، وهدمت سور المقابر، وساوت جزء منها بحجة تنظيفها، ليُفاجئ الأهالي بعد ذلك بظهور رفات موتاهم على سطح الأرض.

علامات اللودر بقيت شاهدة على الواقعة الغريبة، رفات الموتى مبعثرة، يبحث الأهالي عنها للحصول على آخر ما تبقى من أحبابهم وأجدادهم، ومنهم من انشغل بالاستيقاظ باكرًا ليحفر في المكان الذي دفن فيه ذويه لربما يجد منه أثرًا.

يمشي عبدالسلام عبدالوهاب، ناظرًا إلى التراب، يُفتش بيديه وسط ذراته على عظمة من عظام والدته، فلا يتمالك دموعه، فتنزل منهمرة تروي تراب الأهل والأجداد، وأخيرًا يجد عظمة، وبجوارها أخرى، فترتسم على وجهه التعيس ابتسامة بائسة، بعد أن وجد شيئًا من رفات أمه، أو ربما تكون.

"هي أكيد لأمي أصلي دفنتها في المكان ده، وكنت بزورها كل يوم، أنا خايف تضيع، خايف ماتسمحنيش على عدم محافظتي على تربتها خاصة إنهم قالوا راجعين تاني علشان يزيلوها خالص".. هكذا عبّرت كلمات "عبدالسلام" المتخبطة المشاعر عن واقع 22 ألف نسمة من سكان قرية الوادي الأخضر.

قال محمد عيسى، أحد سكان الوادي الأخضر، إن الأهالي فوجئوا قبل شهر رمضان، بجرافات تابعة لمجلس القرية، تقتحم حرمة الموتى دون سابق إنذار، بغرض تسويتها وإزالة السور الذي يفصل الشارع العمومي عن الموتى.

وأضاف "عيسى" أنهم عندما سألوا المسئولين بمجلس القرية، قال أحدهم أن هناك نية لبناء مساكن فوق المقابر، وأن المجلس المحلي خصص الأرض لصالح مجلس القرية عام 2017، قبل حلّه.

فيما قال السيد عوض حسن، 68 سنة، من سكان الوادي، قبل 30 عامًا، إن مقابر القرية، عمرها من عمر القرية، تتجاوز المائة عام.

طابور من الجرافات دهست جثامين الموتى في قبور يعود عمرها لمئة عام، هكذا وصف الحاج السيد مشهد "اللودرات" وهي تهدم المقابر والدهشة تملأ عيناه، "لاقينا عظام أهالينا الموتى ظهرت على وش الأرض"، وتساءل "ازاي رئيس المدينة يقولي خدوا موتاكم في حتة تانية هو الكلام ده يُعقل؟".

في حين قال عادل عبيد، 55 سنة "من ساعة ما اتولدت والمقابر دي ترب رسمية، كنا الأول بندفن موتانا بالحفر على الأرض، ومع الوقت وزيادة الموتى أصبحنا نبني علشان نحافظ على موتانا، وهناك أكثر من 22 عزبة تابعة للقرية".

تعتبر المقابر محل النزاع هي الوحيدة التي تخدم القرية والعزب التابعة لها، يصرخ الأهالي لنجدة موتاهم دون مُجيب، يشكون للمسئولين، ويناشدون رئيس مجلس الوزراء الوقوف إلى جانبهم.

وتساءل "عبيد" "ازاي نروح لمسئولي القرية علشان يمنعوا المصيبة دي يقولونا شيلوا أماناتكم ونقول نوديها فين يقولولنا ودوها في أي حتة".

فيما قال سمير بدوي: "لما سألنا قالوا لنا إن الحي أبقى من الميت، وإنهم عايزين يعملوا ورش تفصيل ومساكن على حساب الموتى، وتساءل ازاي يحصل ده من غير لجنة من الصحة تسلمنا حتى رفات أهالينا، لنا الله.

بينما قالت إنعام محمد محمود، امرأة خمسينية، إن أمها وجدتها وحماتها دُفنّ هنا، مطالبة برفاتهن، وأضافت "المسئولين أضاعوهن أحياء وأموات".

تركي حامد، عمدة القرية لم ينف ما تردد بل أكد أنه كان شاهدًا على الواقعة، عندما التقينا به، وقال إنه سيحاول التفاوض مع مسئولي القرية ومجلس المدينة.

بينما قال محمد عبدالمنعم، رئيس قرية الوادي الأخضر، إنه لا صحة لما يردده الأهالي، وإن الجرافات عملت داخل المقابر من أجل إزالة القمامة والحيوانات النافقة.

وعن ظهور رفات على سطح المقابر، أضاف "عبدالمنعم": "وإيه اللي عرفك إنها رفات أموات، ما يمكن تبقى عظام كلب أو حيوانات نافقة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان